Saturday 16 August 2025
فن وثقافة

ديوان جديد للشاعر المترجم مبارك وساط موسوم ب "جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد" 

 
 
ديوان جديد للشاعر المترجم مبارك وساط موسوم ب "جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد"  مبارك وساط
عن "دار جدار للثقافة والنشر" بالإسكندرية المصرية، صدرت حديثا المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط بعنوان "جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد"، ويقع العمل في سبعين صفحة، ويضم ثمانية وثلاثين قصيدة، لينضاف إلى المسار الشعري المتميز الذي رسخه وساط في المشهد الأدبي المغربي والعربي، وتشرف على الدار الناشرة له كل من حامد بن عقيل وعلي خلف، في إطار مشروع ثقافي يسعى إلى مد جسور بين التجارب الإبداعية العربية.

مبارك وساط، الذي اشتغل بتدريس الفلسفة إلى حدود سنة 2005، يعد واحدا من أبرز الأصوات الشعرية المغربية الحديثة، منذ مجموعته الأولى "على درج المياه العميقة"، ظل يطور لغته الشعرية في مجموعات متتابعة مثل "محفوفاً بأرخبيلات..." و"راية الهواء"، و"فراشة من هيدروجين"، و"رجل يبتسم للعصافير"، و"عيون طالما سافرت"، ويعكس هذا المسار غزارة إنتاجه وعمق تجربته التي نسجت حضورا خاصا داخل القصيدة المغربية والعربية.

وإلى جانب إبداعه الشعري، يعرف وساط بترجماته المتنوعة التي أغنت الساحة الثقافية بنصوص شعرية ونثرية عالمية، من بينها "نادجا" لأندري بريتون، و"التحول" لفرانتس كافكا، و"الأبدية تبحث عن ساعة يد" لبريتون، فضلا عن أنطولوجيات شعرية مثل "أخفِ الأجراس في الأعشاش"، كما نقل إلى العربية نصوصا لشعراء وكتاب كبار أمثال هنري ميشو، رينيه شار، فرناندو بيسوا، محمد ديب، جويل باستار، فينوس خوري غاتا، صلاح ستيتية، ليوبولد سيدار سنغور، محمد خير الدين، عبد اللطيف اللعبي، الطاهر بنجلون وغيرهم، وهي ترجمات تستند إلى ثقافة موسوعية وإتقان لعدة لغات وانفتاح واسع على الحضارات.

تجربة مبارك وساط، الحاصل على جائزة سركون بولص للشعر وترجمة الشعر، تقف عند تقاطع الإبداع والترجمة، بين صوت شعري متفرد ورؤية نقدية وفلسفية عميقة، جعلت من نصوصه فضاء مفتوحا على التجريب والحداثة وعلى حوار لا ينقطع بين الثقافات، وتأتي مجموعته الجديدة لتواصل هذا المسار، مؤكدة أن الشعر عنده ليس مجرد كتابة، بل هو حياة تتجدد مع كل قصيدة.

المجموعة الجديدة للشاعر المغربي مبارك وساط، تنفتح على عوالم شعرية يطبعها الخيال الجامح والانزياح المدهش للصور، إذ تبدأ بقصيدة "راقصات" التي تضع القارئ منذ الوهلة الأولى في مواجهة مشهد غرائبي أمام حديقة مهجورة، حيث مناديل خفيفة الألوان تلوّح بها أياد بلا أجساد، في استدعاء لذاكرة زمن غابر يستعيده البرد العابر كأنه ينطق بأسماء الراقصات المجهولات.

ويسدل الستار في النهاية على المجموعة بقصيدة "يقفز عازفون" التي تحمل بدورها طابع المفاجأة والتحرر من النمطية، إذ تتجاوز الأغنية المسجلة لتفتح المشهد على حضور حي لعازفين وآلات موسيقية وراقصة تخرج فجأة من عزلتها لتؤدي وصلة راقصة قبالة القارئ.