ليست مزحة. بالفعل هناك شخص يُدعى «مستر بيتر» في وزارة الطاقة والمعادن وظيفته اليومية: التجوال في ممرات الوزارة مردّدًا لكل من يريد أن يسمع كلامه: «يجب وضع خريطة لمخاطر الغش والاحتيال».
حسب ما يقوله البعض (ممن لا يحبونه)، فإن هذا المسكين "بيتر" تعرّض للتوبيخ من طرف السيدة الوزيرة يومًا ما، لأنه تمادى في أفكاره الغريبة عن «مخاطر النصب والتزوير الاحتيال» ( Les risques de fraude) وضرورة «التدقيق الداخلي» Audit interne في قطاع يُفترض رسميًا أن الشفافية فيه قائمة أصلًا.
أية مخاطر وأي تزوير واحتيال؟
لا أحد يفهم حقًا خطابه، الذي يبدو أقرب إلى «مطاردة الساحرات». فمنذ أن تم إنزاله بالمظلة في نوفمبر 2024 كإطار سامي بهذه الوزارة، وهذا الرجل القادم من منطقة قريبة من زاوية أحنصال، يقضي وقته في مضايقة أطر الوزارة، متفاخرًا بمزايا "مبدأ بيتر"، حسب ما يُروى.
ولإظهار سلطته وجبروته، يُقال إنه عيّن بنفسه «رئيس مصلحة بالنيابة» دون اللجوء إلى الإجراءات القانونية المعتادة : كفتح باب الترشيحات أمام أطر الوزارة. وبمعنى آخر: المحسوبية.
ويحكى كذلك، بأن «مستر بيتر» هذا، تمّ من قبل إبعاده من قسم التنمية المستدامة ، بعد أن تسبب فيه بالكثير من المشاكل …
ومن جهة أخرى، فإن مفتشنا الذي يفتش عن «جوا منجل» كان قد جاب مواقع عديدة من قبل، منها قطاع المياه والغابات، حيث اشتهر هناك خصوصًا بمطاردة الفرص (الهميزات).
صحّ أم خطأ؟ هناك شيء واحد مؤكد: على ما يبدو : المفتش لم يتغيّر كثيرًا منذ ذلك الحين، ومن شبّ على شيء شاب عليه، كما يقول المثل العربي .
ومهما يكن، فالكل الآن ينتظر الخلاص… أو ربما معجزة تسقط من السماء!
تذكير صغير: ما هو مبدأ بيتر
هو مفهوم في علم الإدارة صاغه لورانس ج. بيتر سنة 1969، ومفاده أنه في أي تسلسل هرمي، تتم ترقية الموظف حتى يصل إلى مستوى عدم كفاءته، أي إلى منصب لم يعد مؤهلاً له. وبمرور الوقت، ينتهي الأمر بأن تُشغل كل المناصب بأشخاص غير أكفاء، رغم أنهم كانوا أكفاء في المناصب السابقة.
أغنية “Private Eyes” (داريل هال وجون أوتس، 1981)
أراك، وتراني،
أراقبك وأنت تضلّل الآخرين حين تؤدي دورك…
لا يمكنك الهرب من «عيوني الخاصة»،
إنها تراقبك،
وتلاحظ كل تحركاتك…
أراقبك وأنت تضلّل الآخرين حين تؤدي دورك…
لا يمكنك الهرب من «عيوني الخاصة»،
إنها تراقبك،
وتلاحظ كل تحركاتك…
عن موقع : Article19 بالفرنسية