Sunday 4 May 2025
كتاب الرأي

محمد شفيق: خمس رهانات تختزل 50 سنة من التجربة الميدانية تحت ظلال جمعية الشعلة

محمد شفيق: خمس رهانات تختزل 50 سنة من التجربة الميدانية تحت ظلال جمعية الشعلة محمد شفيق
تلقيت دعوة كريمة من الصديق والأخ سعيد العزوزي رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة لحضور احتفالية خمسين سنة عن تأسيس "الشعلة" هذا الإطار المدني الوازن.
لم يكن أمامي سوى خيار تلبيتها استجابة لنداءات القلب والذاكرة.

-من وحي الذكرى وسياقات الإحتفال...خمسون سنة وخمسة رهانات:

-الرهان الأول: التأسيس

من قلب حي المحمدي وبرمزيته اللافتة وموقعه الخاص داخل الذاكرة الإجتماعية والثقافية والفنية كانت مخاضات الولادة لتعلن عن إطار محلي لخدمة طفولة وشباب هذا الحي. ومن بين أبنائه ومعهم كانت الانطلاقة.

-الرهان الثاني: التحول من المحلي إلى الوطني

انعطافة مميزة تصنعها الجمعية الفتية وهي توسع من أفقها وتبحت عن هوامش أكثر شساعة وهي تلاحق الأسئلة وترصدها وتصنع من حاجات جيل جديد بتطلعات مغايرة مبررا للاستمرار وإصرار على المساهمة في مشروع مجتمعي عنوانه مواطنة فاعلة واعتراف للفعل المدني في حقه في المشاركة في البناء الديمقراطي ومسارات الإصلاح.

-الراهن الثالث: التثبيت

انخرطت الجمعية في تثبيت نموذج جمعوي مغاير، وصوت مدني ينتصر لقيم العدالة والحرية والكرامة... وهي معارك اقتضت في كثير من الأحيان مواجهة عسيرة مع نموذج نقيض تحت مايسمى بجمعيات السهول و الجبال.

-الرهان الرابع : التحديث

أبانت الجمعية عن قدرة كبيرة ومرونة أكبر وهي تتفاعل مع تحولات المجتمع وإبدالاته، واستطاعت أن تقدم أجوبة ثقافية وتربوية تمتعت في وقتها براهنية أكبر فأضحت بذلك رقما أساسيا لا تستقيم المعادلة الجمعوية بدونه.

-الرهان الخامس: التجديد والابداع

مابين 1975 و 2025 مياه كثيرة جرت تحت النهر، غيرت الجمعية الكثير من أجيالها ومواردها البشرية، ومع طول هذه الفترة تاريخا لم تفقد جمعية الشعلة للتربية والثقافة قدرتها على الملاءمة والتجدر في لحظة الراهن. وهاهي اليوم في مواجهة جيل جديد وأمام صيغ تأطير وتأثير مختلفة تقدمها طفرة التكنولوجيا وتسارع أدوات التواصل الإجتماعي وما يستتبع ذلك من قيم ورؤى للعالم تكاد تكون متناقضة تفرض مراجعات عميقة لأشكال التنشيط والتأطير والتكوين وإعداد الأجيال المقبلة.

خمس رهانات كبرى تختزل خمسين سنة من تجربة مدنية وطنية جديرة بالاحتفاء.