Thursday 24 April 2025
مجتمع

محمد أوزين يوجه دعوة مفتوحة إلى الشيخ الفيزازي هذا مضمونها

محمد أوزين يوجه دعوة مفتوحة إلى الشيخ الفيزازي هذا مضمونها محمد أوزين والشيخ محمد الفيزازي (يمينا)

وجه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، دعوة مفتوحة إلى الشيخ محمد الفيزازي من أجل تعميق الحوار والنقاش حول عدد من القضايا الفكرية والدينية، وذلك على الخروج الإعلامي للفيزازي، منذ أيام وإثارته لاسم أوزين في موضوع "يهم الخلاف الدائر بين الشيخ الفيزازي و أحمد عصيد. وفي ما يلي نص الدعوة التي وجهها أوزين إلى الفيزازي :

 

فضيلة الشيخ والعالم الجليل الأخ الفاضل محمد الفيزازي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛

 

تابعت باهتمام بالغ خروجكم الإعلامي المميز، الذي خصصتموه مشكورين لتسليط الضوء على قضية من القضايا الإيمانية الكبرى، والمتعلقة بالمعجزات النبوية في سياق نقاش وطني وفكري مستمر حول المرجعيات العقدية والهوية الدينية لبلادنا.

 

وإننا بداية، لا يسعنا إلا أن نعبر عن صادق شكرنا وامتناننا لكم على هذا التناول العلمي الرصين، والشرعي الواضح والمفصل للمعجزات في النص القرآني الكريم، وبيانكم الصادق لمعجزات رسل وأنبياء الله عليهم السلام، من إبراهيم وموسى وعيسى إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد أضأتم بهذا الطرح زوايا مهمة من الوعي العام، وساهمتم في تثبيت معاني الإيمان بالغيب، بما يليق بمقام العلماء الربانيين في زمن المتغيرات الفكرية وتعدد المرجعيات.

 

فضيلة الشيخ؛

أود أن أؤكد لكم أن التصريح الذي جرى تداوله يعود الى ثلاث عشرة سنة مضت، تناولت فيه ما سعيت آنذاك إلى التوفيق في تقديره حسب ما بلغني من بيانه. وهو اليوم في سياق ماض تجاوزه الزمن وانتفت شروط دفوعاته بانتفاء ظروف الارتباط. وما ينسب إلى الأستاذ الأخ أحمد عصيد من مواقف دينية أو فلسفية أو سياسية، فهي تخصه وحده، ولا تُلزِم غيره، ونحترم حقه في التعبير كما نحترم مواقف جميع الباحثين والمفكرين داخل الوطن وخارجه، في إطار التعددية الفكرية التي نعتبرها من ركائز مجتمعنا المغربي الحديث، والتي وإن اختلفت أو زاغت عن المشترك أو الثابت، أو حتى المقبول، فإنها لا تعدو أن تكون صوتا حرا ملزما لصاحبه وجبت مناقشته ومعالجته بالتي هي أحسن كما جاء في متن الآية المكية ودعوتها إلى دين الله وشرعه بتلطف ولين دون مخاشنة وتعنيف، وهكذا ينبغي أن يوعظ المسلمون إلى يوم القيامة. أي بالمجادلة والمحاججة (توسل الحجة) لتصويب رأي وإبطال ما يخالفه، كما جاء في تفاسير العديد من السلف الصالح كالفقيه المفسر ابن كثير والشيخ الطاهر ابن عاشور.

 

أما عن مواقفي كأمين عام لحزب الحركة الشعبية، وهو حزب وطني عتيد تأسس على يد نخبة من رجالات الدولة الذين لم يقبلوا يوما المساومة في الدين والعقيدة، وعلى رأسهم المرحومين الدكتور عبد الكريم الخطيب والمحجوبي أحرضان، فإنني أؤكد لكم أن إسلامية الدولة المغربية جزء لا يتجزأ من هوية الحزب ومن الثوابت التي نؤمن بها وندافع عنها بكل وضوح:

العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني، وإمارة المؤمنين التي نجدد بيعتنا لها كل سنة تحت قيادة مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أطال الله في عمره، بيعة شرعية مكتوبة يربطنا بها السمع والطاعة في المنشط والمكره.

 

وأما عن سؤالكم الواضح والصريح المتعلق بموقفي من المعجزات النبوية، فإنني أجيبكم بكل وضوح ويقين:

نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. نؤمن بالغيب وبما ورد من معجزات في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى، إيمانا لا يشوبه شك، ولا يزعزعه قول.

نؤمن بأن الله شق البحر لموسى، وجعل عصاه حية تسعى، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، وأرسل الطير الأبابيل لحماية بيته الحرام، وأجرى الماء من بين أصابع النبي محمد صلى الله عليه وسلم…

وهذه عقيدتنا التي نشأنا عليها، ونموت عليها بإذن الله.

 

وفي الختام، يسرني أن أدعوكم رسميا لإلقاء محاضرة علمية في هذا الموضوع القيّم، داخل أكاديمية لحسن اليوسي الذراع الفكري لحزب الحركة الشعبية، في الوقت الذي ترونه مناسبا، تعميقا للحوار وتوسيعا للنقاش، إحياء لمنهج السلف الصالح من علماء حزبنا الذين جمعوا بين الإيمان، والعلم، والانفتاح الفكري والتسامح الفطري.

وسأكون إن شاء الله إلى جانبكم لإلقاء محاضرة حول موضوع "الإعجاز والمجاز في الرد على الصوت النشاز"، وهي قراءة للإعجاز البلاغي في القرآن الكريم على ضوء إسهامات قامات بلاغية تعد مرجعا في الموضوع كالجرجاني وابن جني!

بارك الله في عملكم وجعل سعيكم في ميزان حسناتكم".