عاشت كلية أصول الدين بتطوان خلال يوم الأربعاء 16 أبريل 2025 حدثا ثقافيا نوعيا تجلى في محاضرة علمية بعنوان: "التواصل والإعلام وأدوارهما في التقارب بين المغرب وإسبانيا " التي أطرها الدكتور مصطفى العباسي، ونظمها نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل
أدارت المحاضرة عضوة نادي اللغات والتواصل الحضاري، الطالبة بديعة التانموتي، وافتتحت بآيات بيِّنات ألقاها الطالب سعيد طالعي. وبكلمة الدكتور عبد العزيز رحموني عميد كلية أصول الدين بتطوان، الذي رحب في مستهل كلمته بالدكتور مصطفى العباسي، والحضور الكريم من الأساتذة والباحثين والطلبة والصحفيين.
وقد أكد في كلمته على أهمية موضوع المحاضرة بكونها تطرح موضوع دور الإعلام في التواصل بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية. وأشار على أن التواصل الفعال بواسطة الإعلام بين البلدين والشعبين والمملكتين يرسخ ثقافة الحوار والتفاهم والتسامح، وتعزيز دائرة التعايش والتعاون، ومكافحة التطرف، وتقريب الصورة الحقيقية لدى الشعبين. وأوضح قائلا:"هذا يتماشى مع توجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يدعو إلى الحوار بين الحضارات والأديان".
وكشفت رئيسة شعبة اللغات والثقافة والتواصل، الدكتورة حنان المجدوبي، أن المحاضرة التي أطرها الصحفي مصطفى العباسي فرصة ثمينة لطلبة مسلك التواصل الثقافي والحضاري. كما اعتبرتها تلامس صلب اهتمام المسلك. ومن جهته، أكد منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، الطالب إلياس التاغي، أن المحاضرة تأتي ضمن المحاور التي يشتغل عليها نادي اللغات والتواصل الحضاري، بهدف ربط الكلية بنخب محيطها، وتعزيز وترسيخ المواد العلمية التي تُدرس بشعبة اللغات والثقافة والتواصل، مسلك التواصل الثقافي والحضاري.
وقد أشاد الصحفي مصطفى العباسي، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ورئيس فرعها الجهوي بتطوان، بانفتاح الكلية على محيطها في عهد عميدها الدكتور عبد العزيز رحموني، بمعية طاقم نشيط من الأساتذة والطلبة، وعلى رأسهم الدكتورة حنان المجدوبي.
وأبان في سياق محاضرته أن تواجد تطوان في شمال المغرب، وعلاقتها المتميزة مع الجوار الإسباني في الكثير من المجالات يجعل الأمر ضرورة للتعامل والتعاون في مجال الصحافة والإعلام. لكن هذا التعاون مع صحفيي الضفة الأخرى - حسب قوله - لم يكن سهلا يسيرا، بل هو ثمرة ونتاج لمجهود جبار، ذلك لما يحملونه من تمثلات وتصورات خاطئة عن المغرب. وأوضح ذلك، بقوله: "في بداية هذا المؤتمر تفاجأنا بأن الصحفيين الإسبان عموما، يحملون صورا نمطية عجيبة وغريبة عن المغرب، وخاصة بمنطقة الأندلس". وأوضح ذلك بقوله:"كنا كمن يحمل القلم الأحمر بسبب المعلومات والمعطيات والأخبار الكاذبة".
وفي هذا السياق، أكد أن مشروع مؤتمر صحفيي الضفتين جاء من أجل هذا الغرض؛ تصويب وتصحيح هذه التصورات الخاطئة، وإبراز الصورة الحقيقة عن المغرب. وكذا خلق النقاش الإيجابي والتواصل الفعال مع الصحفيين الإسبان، ضمن عملية تهدف لتحقيق تقارب إعلامي، ومواجهة المنابر الإعلامية الإنفصالية الناطقة باللغة الإسبانية. وعلى هذا، فتجربة مؤتمر صحفيي الضفتين الذي ينظم بالتناوب بين المغرب وإسبانيا كل سنة، وقد بلغ هذا العام دورته الأربعين، باعتباره تجربة مدت جسور التواصل بين الصحفيين بشمال المغرب ونظرائهم بالأندلس، أسهم بشكل كبير في تصحيح هذه المغالطات الكاذبة والصور النمطية المزيفة التي كان يحملونها عن المغرب. لكن، في رأيه، هذه التجربة غير كافية، لقلة المواقع الناطقة باللغة الإسبانية، بسبب حاجز اللغة الإسبانية. وبناء على هذا، أوصى وأكد بأن خريجي شعبة اللغات والثقافة والتواصل بدون أدنى شك ستلعب دورا كبيرا في ملء هذا الفراغ. ومن ثم، فخريجوها سيسهمون في المجال الإعلامي الناطق باللغة الإسبانية من أجل التقارب والتواصل والتعاون على جميع المستويات.
كما عرفت المحاضرة حضورا نوعيا من الباحثين والأساتذة والطلبة الباحثين والصحفيين الذين أسهموا بمداخلات نوعية، أغنت النقاش، وطرحت مقترحات عملية لتقوية العلاقات الثنائية بواسطة الإعلام والتواصل الثقافي الحضاري بين المغرب وإسبانيا.
نادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين/تطوان
