الثلاثاء 15 إبريل 2025
اقتصاد

أريري: الإكراهات الثلاثة لضمان الأمن المائي وحماية الحق في " أتاي" بإقليم أسا الزاك

أريري: الإكراهات الثلاثة لضمان الأمن المائي وحماية الحق في " أتاي" بإقليم أسا الزاك الزميل عبد الرحيم أريري بموقع سد تاروراست بأسا، رفقة أطر وتقنيي الشركة المكلفة بالورش ومكتب الخبرة والمختبر العمومي
هي ثلاثة إكراهات ظلت دوما تقض مضجع المسؤولين لتأمين الماء وضمان توفره بالأقاليم الجنوبية، خاصة بإقليم "أسا/ الزاك":
 
الإكراه الأول هو قلة التساقطات المطرية وانتظار ما تجود به سيول واد درعة والأودية المتفرعة عنه بعد ذوبان الثلوج، علما أن واد درعة يمتد على طول 1200 كلم من مضايق دادس بإقليم تنغير إلى المصب شمال الوطية بإقليم طانطان، مرورا بتراب أقاليم: ورزازات وزاكورة وطاطا وأسا الزاك.
 
الإكراه الثاني هو حدة الحرارة وطول موسمها ( من أبريل إلى مطلع أكتوبر من كل سنة)، بشكل يسرع من عملية تبخر الماء المجمع في حقينة السدود والضايات والبحيرات والقنوات العارية، مع ما يترتب عن ذلك التبخر من حرمان المناطق المعنية من كمية هائلة من المخزون المائي.
 
الإكراه الثالث يتمثل في الدينامية الديمغرافية والتعميرية التي تعرفها الجهات الثلاث بالصحراء مقارنة مع باقي التراب الوطني.إذ بين الإحصاء العام الأخير أن المنحنى الديمغرافي بالصحراء يعرف ارتفاعا لافتا. فجهة "كلميم واد نون" عرفت في 2024 زيادة في عدد سكانها بنسبة 4% مقارنة مع سنة 2014، وجهة "العيون الساقية الحمراء" شهدت انتفاخا ديمغرافيا بنسبة 22،6% في نفس الفترة. أما جهة "الداخلة واد الذهب"، فكانت مسرحا لطفرة جد مهمة تجلت في ارتفاع صاروخي لسكانها بنسبة 53،8% في الفترة بين إحصائية، أي بين 2014 و2024.
 
هذه الإكراهات جعلت السلطة المركزية تلجأ إلى إحياء تقنية فرنسية قديمة في تجميع وتخزين الماء منعا لتبخرها، عبر اللجوء إلى بناء سد باطني، وهو سد لا تكون حقينته سطحية وعالية وعارية كما هو شائع في مختلف السدود عالميا، بل تكون حقينة السد مدفونة بباطن الأرض بعمق 50 متر أو ما يزيد تحت سطح الأرض حسب الخصائص الطبوغرافية للأرض المنتقاة لبناء السد، باستعمال تقنية تسمى Paroi Moulée، مع تجهيز الحقينة المدفونة برواق Galerie وبئر عميق Puit مجهز بمضخات كبرى.
 
السلطات اختارت إقليم "أسا/الزاك"، كموطن لإعادة تجريب هذه التقنية عبر بناء ثلاثة سدود متوسطة، اثنان منها بتقنية السد الباطني: واحد يوجد في "تاروراست" على واد أسا في الطريق المتجهة لكلميم، والثاني يوجد في جماعة "عوينة الهنا". أما السد الثالث فتم بناؤه في منطقة "بولجير" بالطريقة الكلاسيكية المعروفة بتقنية BCR، في بناء السدود(أي الحقينة العالية والعارية).
 
هذه السدود المتوسطة الثلاثة التي برمجت في إقليم أسا باعتماد يقارب 128 مليون درهم، لها ثلاث وظائف رئيسية: الأولى تغذية الفرشة المائية بأسا، فيما الوظفية الثانية تكمن في حماية أسا من الفيضان، أما الوظيفة الثالثة فترتبط بسقي مساحات فلاحية مهمة.
 
السدود المذكورة ليست سوى ظلع واحد من سياسة عمومية مائية ترتكز على ثلاثة أضلع لضمان الأمن المائي بإقليم "أسا الزاك" الحدودي.
 
على اعتبار أن الضلع الثاني ينبني على تعميم محطات تحلية الماء المستخرج من الأثقاب الاستغلالية في كامل تراب إقليم "أسا / الزاك"، عبر تثبيث مضخات "مونوبولوك" لتأمين تزويد كل المراكز الحضرية والقروية بالماء.
 
الضلع الثالث، يتمحور حول بناء محطة كبرى لتحلية مياه البحر، والتي اختير الشاطئ الأبيض كموقع لإنجازها لتزويد كامل تراب جهة "كلميم واد نون" بالماء المخصص للشرب وللسقي، بطاقة استيعابية تقارب 50 مليون متر مكعب. وحدد سقف 2030 كأجل لدخول محطة الشاطئ الأبيض حيز الخدمة (بغلاف قدره مليار و100 مليون درهم)، على أساس أن تحول كمية 7 ملايين متر مربع لإقليم "أسا الزاك"، المرشح لاحتضان مشاريع استثمارية كبرى في مجال الطاقة المتجددة والفلاحة، بشكل يستدعي استباق مواكبة هاته المشاريع الاستثمارية بتوفير الماء اللازم لدوران "ماكينة الإنتاج".