الأربعاء 9 إبريل 2025
مجتمع

الطفلُ المذبوحُ في غزةَ حيٌّ في الرباط 

الطفلُ المذبوحُ في غزةَ حيٌّ في الرباط  مشهد من مسيرة الرباط تضامنا مع أهل غزة ( تصوير : أنور الشرقاوي)
ظنّوا أنهم حين يطفئون نورَ عينيهِ في غزة،
ستنتهي الحكايةُ،
وأنّ القصفَ يمحو ضحكةَ الطفولةِ من دفترِ الأيام…
لكنهم ما علموا،
أن الطفلَ المذبوحَ في غزة،
قد نهضَ حيًّا في الرباط.
في هذا الأحد، السادس من أبريل 2025،
تحوّلت الرباطُ إلى رحمٍ للمقاومة.
أطفالٌ من أربعةِ أعوامٍ إلى أربعةَ عشر،
جاؤوا من كل مدن المغرب،
من طنجةَ إلى العيون،
من فاسَ إلى أكادير…
بعضُهم في أحضانِ الأمهات،
يرتجفون بين نبضاتِ القلوبِ الجريحة،
وبعضُهم على أكتافِ الآباء،
يعلون الرايات،
ويصنعون من أنفاسهم قناديلَ المجد.
وآخرون يسيرون بأقدامٍ واهنة،
لكنّ خطاهم تقرعُ أبوابَ السماء،
وفي أيديهم علمُ فلسطين،
وفي أعناقهم شالُ الشهادةِ والفخر.
اقتلوهم إن استطعتم،
مزّقوا أجسادَهم في غزة،
لكنهم سيُبعثون في الرباط،
وفي برشيد،
وفي بني ملال،
وفي كل قلبٍ عربيٍّ لا يزال ينبضُ بالحقّ.
إنه مكتوبٌ في جيناتِ أطفالِ الأمة:
أن الطفلَ الغزاوي لا يموت،
بل يتحوّلُ إلى قنديلٍ في الزقاق،
إلى أغنيةٍ في المدرسة،
إلى دعاءٍ في محرابِ أمٍّ تبكي وتقاوم.
غزة لا تموت،
غزة تسافر.
وغزة اليومَ تمشي في الرباط،
تسكنُ الوجدان،
وتكبرُ في الحناجر،
وتقولُ للعالم:
أنا باقٍ…وسأعود