الأربعاء 2 إبريل 2025
سياسة

الاتحادي عجاب يوجه رسالة للرميد: منذ متى كانت "حماس" ركنا ركينا من الإسلام؟

الاتحادي عجاب يوجه رسالة للرميد: منذ متى كانت "حماس" ركنا ركينا من الإسلام؟ مصطفى الرميد( سارا) ومصطفى عجاب
وجه عضو المكتب السياسي  للاتحاد الاشتراكي مصطفى عجاب رسالة إلى مصطفى الرميد، وزيرالدولة السابق باسم حزب العدالة والتنمية، يرفض من خلالها أي محاولة لتقديس الحركات السياسية تحت غطاء ديني، ويؤكد على حرية الرأي في تناول القضايا السياسية بعيداً عن التخوين أو التكفير، وذلك على خلفية تصريحات لادريس لشكر حول حركة "حماس"، حيث قال الرميد، أن إدانة "حماس"، لأي سبب، دون إسرائيل لمليون سبب، "فهذا تصيهن مدان ملعون".. في مايلي نص رسالة مصطفى عجاب: 

"راعني ما صدر عنك من لعن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أخي وصديقي الأستاذ ادريس لشكر.
لم أستسغ أن يصدر ذلك عنك، في انحراف عن مرجعيتك التي ما حسبتك إلا حريصا على أخلاقها وفضائل أهلها، لا أدعيائها..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينبغي لصِدِّيق أن يكون لعَّانًا".
لم أستسغ أن يصدر عنك وقد حسبتك رجل دولة، وكنت حارس أختام المملكة على رأي الفرنسيين.
لم أتوقع أن تنسلخ من تقاليد وأعراف مهنة المحاماة، وهي من أتاحت لي التعرف إليك قبل ردح من الزمن، وحسبتك صديقا بعد الزمالة، وتلعن الناس على الملأ وتعرف أنها جريمة قائمة الأركان تستوجب الزجر وعقاب الدنيا.. قبل حساب الآخرة.
ما جريرة الرجل حتى يستحق منك اللعن..
وكيف خلصت إلى كونه تجنى وشمت في حركة حماس، التي رفعتها لمقام التقديس، وهي تنظيم سياسي قابل للنقد والمحاسبة، ولم نكن نعلم، إلا بعد لعناتك، أنها كائن سماوي مقدس، تكرم به الله على العالمين، يؤجر من يكرمها بنعيم الجنان، ويخلد من ينتقدها في سعير النيران..
لست في موقع يسمح لي بأن أنكر عليك الحق في موالاة حماس، وهي من جنس اعتقادك وانتمائك، وان تناصرها في الصواب والخطأ، وان تنزهها عن الوقوع في الزلل، في سلم وفي حرب.. ذاك حقك الذي لا يمارى.
لكن الذي لاحق لك فيه، هو أن ترفع نفسك إلى مقام من إليه أوكل الله عز وجل أن تحكم على الناس بالإيمان أو الكفر، وأن تتقمص دور حارس معبد الأخلاق وتلعن الناس بجريرة انتقاد حماس.. وكأنها ركن ركين من الإسلام الذي لا يصح إلا بموالاتها في سرائها وضرائها وحين البأس.
لم يقل الكاتب الاول عن أحداث 7 اكتوبر أكثر مما قاله قادة من "حماس" أنفسهم، وقاله قادة فلسطينيون ممن أدوا ضريبة الكفاح بأرواحهم وحرياتهم وأبدانهم، وقاله كثير من العالمين..
وهل كان قوله هذا موجبا للعنتك يا رجل..
وهل كنت تقبل، وأنت نصير حماس، أن تلعن يوم كنت وعشيرتك السياسية تنعتون أبا عمار بالخيانة وهو على سرير لقاء مولاه من سم دسه الصهاينة في جسده المنهك.. وهو الرجل الذي حمل باسم فلسطين، كل فلسطين، البندقية وغصن الزيتون إلى أكبر محفل دولي في العالم..
وهل كنت ترضى أن تلعن عندما كنتم تصفون في عشيرتكم السياسية من وقعوا اتفاقيات أوسلو بالخونة.. وفيهم من فيهم من عتاة وجهابذة الكفاح الفلسطيني..
وهل ترضى أن تلعن، وقد نزهت "حماس" ورفعتها لدرجة التقديس، وقد تأكد بالبراهين والأدلة القطعية، أنها كانت تتلقى المال الوفير من عتاة مجرمي إسرائيل كي تشق السلطة الفلسطينية وتحدث لها إمارة في غزة، كمعول هدم لاتفاقيات غزة وأريحا التي كان يمكن أن تشكل بداية دولة فلسطينية..
يمكنني أن أعدد لك، صديقي، كثيرا من البراهين التي تسعفني في أن أنفي على حماسك القدسية التي تريد أن تضفيها على تنظيم سياسي يتخذ من مشتركنا الجماعي، الدين الإسلامي، وسيلة لتحقيق مكاسب الدنيا الزائلة، وليس مرضاة لله ونصرة لدينه.
وبعد، يحق لك أن تلعنني بدوري، وقد قللت من قدسية حماس.
وأريدك ان تبوء بإثمي، كما بؤت بإثم اخي الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.