تستحق هذه الصورة، من بين أخريات، للعاهل المغربي الملك محمد السادس، في العامر، في العاصمة المغربية الرباط، تستحق أن تكون الصور الأكثر. أهمية لدى المغاربة، في شهر الصيام المغربي.
ففي شهر رمضان الفضيل، تداول المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، مقاطع فيديو جرى تصويرها بالهاتف المحمول، في مدينتي الرباط والدار البيضاء، لتبادل التحية عن بعد بين العاهل المغربي الملك محمد السادس في سيارته، في جولاته اليومية الميدانية، وبين المواطنين المغاربة.
في الثقافة المغربية، يحظى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمكانة خاصة جدا، عنوانها الرئيسي حب كبير جدا، واحترام عالي المقام، وترقب للقاء لإلقاء التحية بشكل مباشر أو تحية بيد.
تمكن العاهل المغربي الملك محمد السادس من الوصول إلى قلوب المغاربة؛ بتواصل قائم على ما هو إنساني فقط، سواء في داخل أو في خارج المغرب، بعيدا عن البروتوكول الرسمي للأنشطة الرسمية.
في هولندا، مثلت زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس حالة إنسانية نادرة، في أحد فنادق مدينة أمستردام، مئات المغاربة، من الذين يعيشون في مملكة الأراضي المنخفضة، ينتظرون خروج الملك من الفندق لإلقاء التحية أو التقاط صورة شخصية.
هذا القرب من الناس على امتداد سنوات طويلة، مثل علامة بارزة في أسلوب تواصل العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع المغاربة، أكثر قربا من الناس ما أمكن.
مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، وتصدرها للمشهد العام في المغرب؛ أصبحت صور أو مقاطع فيديو للعاهل المغربي الملك محمد السادس، من الأكثر تداولا، بل إن محلات خياطة البدلات أو الجلابيب التقليدية، تتلقى طلبات انطلاقا من صور العاهل المغربي الملك محمد السادس، لمغاربة يريدون أن يقتدوا بملك المغرب في تصاميم البدلات والجلابيب التراثية.
في منتجعات صيفية في شمال المغرب، التقى العاهل المغربي الملك محمد السادس، من دون بروتوكول مع مواطنين مغاربة، تبادل للتحايا، وطلب صورة تذكارية، تواصل إنساني تلقائي وبسيط، جعل ملك المغرب في قلوب المواطنين المغاربة.
كيف يمكن تفسير أن المواطنين يحتجون في قضايا اجتماعية مختلفة، يحملون صور العاهل المغربي الملك محمد السادس، وفي ختام أي مداخلة في الإعلام، ترد عبارة "عاش الملك" أو "عاش سيدنا"؛ ما يعني في تقديري أن المواطنين المغاربة لديهم تواصل مباشر مع ملك المغرب، يعتبرونه أب الأسرة الأول، وباب الشكوى الذي يقصدونه بكل بساطة وبكل تلقائية.
ما يربط المغاربة بالملكية في المغرب، قرون طويلة من الترابط ومن الولاء ومن الأخذ ومن العطاء، ما يعني أنها قصة يجري توريثها بين الأجيال، في أحد أقدم ملكيات العالم.
ومن جهة ثانية، بينت الملكية في المغرب، صمودها على امتداد قرون أمام تغيرات كبرى، فبقيت سقف البيت الذي يجمع جميع المغاربة.
ومع العاهل المغربي الملك محمد السادس، اكتشف المغاربة ملكا قريبا منهم، ينصت لهم، يفهم طلباتهم، ففي الخطابات الرسمية، تحدث ملك المغاربة أنه منصت جيد لما يعتمل في المغرب، وما يتحدث عنه المغاربة.
ويدعوا المغاربة حاليا بالشفاء العاجل جدا للعاهل المغربي الملك محمد السادس، في لحظة إجماع وطني إنساني، مع رئيس الدولة الذي تقاسم معهم، في تجربة غير مسبوقة، أخبار وضعه الصحي، منذ وصوله إلى الملك في العام 1999.
ويبقى العاهل المغربي الملك محمد السادس مهندس المصالحات الكبرى في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر، امتلك جرأة فتح سنوات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفتح اوراشا عملاقة لتطوير المغرب، ليمسي المغرب دولة لها وزنها في القارة الإفريقية وفي حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفي الصحافة المغربية؛ ظهر تقليد جديد، مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، يتعلق بوجوه من الصف الأول أو من المواطنين العاديين، تروي ما دار بينها وبين ملك المغرب، وهي مواد صحافية تخلق حالة التفاف وسط المغاربة، من فنانين ومن شخصيات تصنع الحدث.
ووسط المغاربة، ظهرت حالة ارتياح كبير بعد رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس في حفل ديني رمضاني لإحياء ليلة القدر المباركة، فما إن بث التلفزيون المغربي الحفل، بدأ تداول واسع لصور ملك المغرب.