الثلاثاء 1 إبريل 2025
خارج الحدود

أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي: تعرض القبايليون لمجزرة عنيفة وعنصرية من قبل النّظام الجزائري.. وقضيتنا سيّاسية سلميّة

أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي: تعرض القبايليون لمجزرة عنيفة وعنصرية من قبل النّظام الجزائري.. وقضيتنا سيّاسية سلميّة ‬أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي،‭ ‬رئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬القبايلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان
يصف‭ ‬أزواو‭ ‬أيت‭ ‬قاسي،‭ ‬رئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬القبايلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬القبايليون‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل‭ ‬خلال‭ ‬الربيعين‭ ‬الأمازيغي‭ ‬والأسود‭ ‬عبر‭ ‬أحداث‭ ‬1980‭ ‬و2001‭ ‬بأنه‭ ‬“مجزرة‭ ‬ورد‭ ‬عنيف‭ ‬وقوي‭ ‬وكشف‭ ‬عن‭ ‬العنصرية‭ ‬المعادية‭ ‬للقبايليين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭!‬”‭.‬
وأوضح‭ ‬النّاشط‭ ‬الحقوقي‭ ‬القبايلي‭ ‬أيت‭ ‬قاسي،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬أسبوعية‭ ‬“
الوطن‭ ‬الآن” و" أنفاس بريس"،‭ ‬أنه‭ ‬“رغم‭ ‬القمع‭ ‬الوحشيّ،‭ ‬أصبحت‭ ‬القضيّة‭ ‬القبايلية‭ ‬قضية‭ ‬دولية،‭ ‬بعدما‭ ‬تخطّت‭ ‬الحدود‭. ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬سيّاسية‭ ‬وسلمية”‭.‬‮ ‬


كيف‭ ‬تقيّمون‭ ‬تأثير‭ ‬الرّبيع‭ ‬الأمازيغي‭ ‬والرّبيع‭ ‬الأسود‭ ‬على‭ ‬الحراك‭ ‬السّياسي‭ ‬والحقوقي‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص؟
 يوم‭ ‬20‭ ‬أبريل‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ ‬القبايليين‭. ‬فأحداث‭ ‬أبريل‭ ‬1980‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬“الرّبيع‭ ‬الأمازيغي”،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬فعليًا‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أبريل‭ ‬2001‭ ‬يمثّل‭ ‬مجزرة‭ ‬تعرّض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬العنصرية‭ ‬المعادية‭ ‬للقبايليين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري!‭.‬
في‭ ‬الواقع،‭ ‬هذان‭ ‬التاريخان‭ ‬يبرزان‭ ‬اللاّمبالاة‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬بقية‭ ‬الجزائريين‭ ‬تجاه‭ ‬معاناة‭ ‬شعبنا،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الحراك‭ ‬الجزائري‭ ‬تأثّر‭ ‬بهذين‭ ‬الحدثين‭ ‬التاريخيين،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأنه‭ ‬منذ‭ ‬مجزرة‭ ‬2001،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬أهداف‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القبايليين‭ ‬وبقية‭ ‬الجزائريين‭.‬
إنّ‭ ‬غياب‭ ‬تضامن‭ ‬الجزائريين‭ ‬مع‭ ‬القبايليين‭ ‬سمح‭ ‬للنّظام‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بسحق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬وخاصّة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل!

‭ ‬لكن،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬تقدّم‭ ‬في‭ ‬تحقيقها؟
انتقلنا‭ ‬من‭ ‬مطالب‭ ‬وطنية‭ ‬جزائرية‭ ‬إلى‭ ‬مطالب‭ ‬إقليمية‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬حيث‭ ‬بدأنا‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بالحكم‭ ‬الذّاتي‭ ‬لبلاد‭ ‬القبائل،‭ ‬ثم‭ ‬بحقّ‭ ‬هذا‭ ‬الشّعب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬وهو‭ ‬حقّ‭ ‬دولي‭ ‬صادقت‭ ‬عليه‭ ‬الجزائر‭ ‬وتعترف‭ ‬به‭ ‬مثلا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصّحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬لكنّها‭ ‬ترفضه‭ ‬للقبايليين!‭. ‬اليوم،‭ ‬ورغم‭ ‬القمع‭ ‬الوحشيّ،‭ ‬أصبحت‭ ‬القضيّة‭ ‬القبايلية‭ ‬قضية‭ ‬دولية،‭ ‬بعدما‭ ‬تخطّت‭ ‬الحدود‭.‬
يجب‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬سيّاسية‭ ‬وسلمية،‭ ‬لكنّ‭ ‬ردّ‭ ‬النّظام‭ ‬الجزائري‭ ‬عليها‭ ‬عسكريّ‭ ‬وعنيف،‭ ‬وهذا‭ ‬التّناقض‭ ‬لن‭ ‬يؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬حلّ!‭.‬
وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬سؤالك،‭ ‬فكلّما‭ ‬أصرّ‭ ‬النّظام‭ ‬على‭ ‬قمع‭ ‬الشّعب‭ ‬القبايلي،‭ ‬كلّما‭ ‬دفع‭ ‬أكثر‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬المطالب‭ ‬بالحرّية!‭. ‬كما‭ ‬ترى‭ ‬اليوم،‭ ‬يتمّ‭ ‬طرح‭ ‬المسألة‭ ‬القبايلية‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرلمانات،‭ ‬مثل‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني،‭ ‬وهذا،‭ ‬وأكرره‭ ‬مجدّدًا،‭ ‬يستوجب‭ ‬حلاًّ‭ ‬سياسيًّا‭ ‬وليس‭ ‬عسكريًا!
‮ ‬
 في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدّولية،‭ ‬هل‭ ‬تعتقدون‭ ‬أن‭ ‬قضيتكم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقّق‭ ‬مكاسب‭ ‬حقوقية‭ ‬جديدة؟
 كما‭ ‬تعلم،‭ ‬العالم‭ ‬يتغيّر،‭ ‬والحدود‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الاستعمار‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قابلة‭ ‬للبقاء‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬خاصّة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬حقيقية‭ ‬جرّاء‭ ‬إنشاء‭ ‬دول‭ ‬دونما‭ ‬مراعاة‭ ‬الشّعوب‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬لنا‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬ظهور‭ ‬دول‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬السّودان‭ ‬الذي‭ ‬انقسم‭ ‬إلى‭ ‬دولتين،‭ ‬أو‭ ‬مثال‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬وهو‭ ‬تشيكوسلوفاكيا،‭ ‬التي‭ ‬انقسمت‭ ‬إلى‭ ‬دولتين‭ ‬مستقلتين،‭ ‬هما‭ ‬جمهورية‭ ‬“التشيك“‭ ‬و“سلوفاكيا“،‭ ‬واللّتان‭ ‬تعيشان‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وجوار‭ ‬حسن!‭. ‬كلّ‭ ‬هذا‭ ‬لأقول‭ ‬إنّ‭ ‬الشّعوب‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬توحيدها‭ ‬بالقوّة‭ ‬مصيرها‭ ‬الانفصال،‭ ‬والدّول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقسيمها‭ ‬بالقوّة‭ ‬مصيرها‭ ‬إعادة‭ ‬التّوحيد،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬ألمانيا‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين!‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬حرّية‭ ‬الشّعوب!
‮ ‬
 لكن،‭ ‬كيف‭ ‬تردّون‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬مطالبكم‭ ‬يتمّ‭ ‬استغلالها‭ ‬سياسياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أطراف‭ ‬مختلفة؟
بالنّسبة‭ ‬لمن‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬تُستغلّ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬للضّغط‭ ‬على‭ ‬الجزائر،‭ ‬وأظن‭ ‬أنك‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬مثلا،‭ ‬فأجيب‭ ‬بما‭ ‬يلي:‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬أيّ‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دعم،‭ ‬وأوضح‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر،‭ ‬الذي‭ ‬سُرق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عسكريين‭ ‬فاسدين‭. ‬جبهة‭ ‬التّحرير‭ ‬الوطني،‭ ‬رغم‭ ‬الكفاح‭ ‬المسلّح،‭ ‬ولم‭ ‬تحقّق‭ ‬النّصر‭ ‬إلا‭ ‬بفضل‭ ‬الدّعم‭ ‬السّياسي‭ ‬من‭ ‬عدّة‭ ‬دول،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المغرب‭ ‬تحديدًا،‭ ‬والذي‭ ‬حوّله‭ ‬العسكريون‭ ‬الجزائريون‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬عدوّ‭ ‬إقليمي‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬السّلطة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أسمّيه‭ ‬بالجحود!
فلن‭ ‬تنتصر‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬إلا‭ ‬بدعم‭ ‬قويّ،‭ ‬ومن‭ ‬الأفضل‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬رسميًا‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬قبايلية‭ ‬حرّة‭ ‬ومستقلّة!
ولا‭ ‬تفوتني‭ ‬المناسبة‭ ‬لأشكركم‭ ‬على‭ ‬‮ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لي‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيي‭ ‬بانتظام‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬منبر‭ ‬أسبوعية‭ ‬“الوطن‭ ‬الآن“‭.‬