الاثنين 31 مارس 2025
خارج الحدود

كهينة زيدان: الأنظمة الاستبدادية الجزائرية تعادي الثّقافة وتحارب كلّ ما هو قبائلي

كهينة زيدان: الأنظمة الاستبدادية الجزائرية تعادي الثّقافة وتحارب كلّ ما هو قبائلي كهينة زيدان، رئيسة تنسيقية حركة تقرير مصير بلاد القبائل ، باريس/فرنسا
تشرح‭ ‬كهينة‭ ‬زيدان،‭ ‬رئيسة‭ ‬تنسيقية‭ ‬حركة‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل‭ ‬،‭ ‬باريس‭/‬فرنسا،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للفن‭ ‬والأدب‭ ‬أن‭ ‬يعلب‭ ‬دورا‭ ‬لنصرة‮‬‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬داخل‭ ‬الجزائر‭ ‬رغم‭ ‬القمع‭ ‬والمنع،‭ ‬وخارج‭ ‬البلاد‭ ‬رغم‭ ‬النفي‭ ‬والمطاردة‭ ‬والملاحقة،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬ذكري‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالرّبيعين‭ ‬الحزينين‭: ‬الأمازيغي‭ ‬والأسود‭ ‬الذي‭ ‬سيحتفى‭ ‬بذكراهما‭ ‬السّنوية‭ ‬المشؤومة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬أبريل‭ ‬المقبل”‭.‬
وتؤكّد‭ ‬الناشطة‭ ‬القبايلية‭ ‬زيدان،‭ ‬في‭ ‬حوارها‭ ‬مع‭ ‬موقع ‬
“أنفاس بريس”،‭ ‬أنّ”‭ ‬كلّ‭ ‬هذا‭ ‬لأن‭ ‬الفنّ‭ ‬والهوية‭ ‬كانا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬النّضال‭ ‬القبائلي‭ ‬والأمازيغي،‭ ‬لأن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعادي‭ ‬الثّقافة،‭ ‬وتحارب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قبائلي”‭.‬

كيف‭ ‬لعب‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذاكرة‭ ‬الرّبيع‭ ‬الأمازيغي‭ ‬والرّبيع‭ ‬الأسود؟
لطالما‭ ‬كان‭ ‬للفنّ‭ ‬والأدب‭ ‬دورٌ‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذاكرة‭ ‬الرّبيع‭ ‬الأمازيغي‭ ‬والربيع‭ ‬الأسود‭ ‬الجزائري،‭ ‬إذ‭ ‬اعتادت‭ ‬القبائل،‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬تاريخها‭ ‬وتوثّقه‭ ‬عبر‭ ‬الأغاني‭ ‬والشّعر‭ ‬والكتابة‭. ‬ولهذا،‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬بإمكاننا،‭ ‬حتّى‭ ‬اليوم،‭ ‬التّعرف‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذين‭ ‬الرّبيعين‭ ‬الحزينين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أغنية‭ ‬واحدة،‭ ‬دونما‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الرّجوع‭ ‬إلى‭ ‬أيّ‭ ‬كتاب‭ ‬تاريخ‭ ‬رسمي،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مزوّرًا‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬
‮ ‬
هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإبداع‭ ‬الأمازيغي‭ ‬اليوم‭ ‬يعكس‭ ‬الرّوح‭ ‬النّضالية‭ ‬لتلك‭ ‬الأحداث‭ ‬الدّموية‭ ‬في‭ ‬الجزائر؟
لا،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تمامًا‭. ‬الإبداع‭ ‬الأمازيغي‭ ‬لم‭ ‬يعكس‭ ‬الرّوح‭ ‬النّضالية‭ ‬لتلك‭ ‬الأحداث،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوّة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬جميع‭ ‬القبائل،‭ ‬حتى‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعش‭ ‬تلك‭ ‬الفترات‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬وُلدت‭ ‬بعد‭. ‬وأنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭.‬
‮ ‬
تعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنّانين‭ ‬القبايليين‭ ‬للملاحقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬وعسكرها،‭ ‬حيث‭ ‬لُفّقت‭ ‬لهم‭ ‬تهم‭ ‬وزُجّ‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬السّجون‭. ‬كيف‭ ‬تقرؤون‭ ‬ذلك؟
منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬صنّف‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬حركتنا،‭ ‬حركة‭ ‬“الماك”‭ ‬السلمية‭ ‬(حركة‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل)،‭ ‬كحركة‭ ‬إرهابية،‭ ‬ممّا‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬اضطهاد‭ ‬الشّباب‭ ‬والأصوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بحقّ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل،‭ ‬عبر‭ ‬الزجّ‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬السّجون‭ ‬أو‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬المنفى‭.‬

صحيح‭ ‬أنهم‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬جوٍّ‭ ‬من‭ ‬الرّعب‭ ‬والخوف‭ ‬داخل‭ ‬بلاد‭ ‬القبائل،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬تواصل‭ ‬الحكومة‭ ‬القبائلية‭ ‬في‭ ‬المنفى‭ ‬وحركة‭ ‬“الماك“‭ ‬نضالها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدّولي،‭ ‬حيث‭ ‬نشهد‭ ‬تزايدًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬انخراط‭ ‬أبناء‭ ‬القبائل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬تجمّعات‭ ‬الشّتات‭.‬

وعلى‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬القمع‭ ‬والإرهاب‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬النّظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬يُمنع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والكتّاب‭ ‬والمغنين‭ ‬القبائليين‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬إحياء‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثّقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬يزالون‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل‭. ‬أما‭ ‬الفنّانون‭ ‬والنّاشطون‭ ‬الذين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد،‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬كندا‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فقد‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬المنفى‭ ‬القسري‭.‬

كلّ‭ ‬هذا‭ ‬لأن‭ ‬الفنّ‭ ‬والهوية‭ ‬كانا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬النّضال‭ ‬القبائلي‭ ‬والأمازيغي،‭ ‬ولأن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعادي‭ ‬الثّقافة،‭ ‬وتحارب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قبائلي‭.‬