تشرح كهينة زيدان، رئيسة تنسيقية حركة تقرير مصير بلاد القبائل ، باريس/فرنسا، كيف يمكن للفن والأدب أن يعلب دورا لنصرة القضية القبايلية داخل الجزائر رغم القمع والمنع، وخارج البلاد رغم النفي والمطاردة والملاحقة، تزامنا مع ذكري الاحتفاء بالرّبيعين الحزينين: الأمازيغي والأسود الذي سيحتفى بذكراهما السّنوية المشؤومة في 20 أبريل المقبل”.
وتؤكّد الناشطة القبايلية زيدان، في حوارها مع موقع “أنفاس بريس”، أنّ” كلّ هذا لأن الفنّ والهوية كانا دائمًا في صميم النّضال القبائلي والأمازيغي، لأن الأنظمة الاستبدادية الجزائرية تعادي الثّقافة، وتحارب كل ما هو قبائلي”.
وتؤكّد الناشطة القبايلية زيدان، في حوارها مع موقع “أنفاس بريس”، أنّ” كلّ هذا لأن الفنّ والهوية كانا دائمًا في صميم النّضال القبائلي والأمازيغي، لأن الأنظمة الاستبدادية الجزائرية تعادي الثّقافة، وتحارب كل ما هو قبائلي”.
كيف لعب الفن والأدب دورًا في الحفاظ على ذاكرة الرّبيع الأمازيغي والرّبيع الأسود؟
لطالما كان للفنّ والأدب دورٌ أساسي في الحفاظ على ذاكرة الرّبيع الأمازيغي والربيع الأسود الجزائري، إذ اعتادت القبائل، منذ القدم، أن تنقل تاريخها وتوثّقه عبر الأغاني والشّعر والكتابة. ولهذا، ما يزال بإمكاننا، حتّى اليوم، التّعرف على تفاصيل هذين الرّبيعين الحزينين من خلال أغنية واحدة، دونما الحاجة إلى الرّجوع إلى أيّ كتاب تاريخ رسمي، غالبًا ما يكون مزوّرًا في الجزائر.
هل تعتقد أن هذا الإبداع الأمازيغي اليوم يعكس الرّوح النّضالية لتلك الأحداث الدّموية في الجزائر؟
لا، بل على العكس تمامًا. الإبداع الأمازيغي لم يعكس الرّوح النّضالية لتلك الأحداث، لأن هذه الأحداث ما تزال حاضرة بقوّة في ذاكرة جميع القبائل، حتى لدى الأجيال التي لم تعش تلك الفترات ولم تكن قد وُلدت بعد. وأنا شخصيًا واحدة من هؤلاء.
تعرض العديد من الفنّانين القبايليين للملاحقة من قبل السلطات الجزائرية وعسكرها، حيث لُفّقت لهم تهم وزُجّ بهم في السّجون. كيف تقرؤون ذلك؟
منذ عام 2021، صنّف النظام الجزائري حركتنا، حركة “الماك” السلمية (حركة تقرير مصير بلاد القبائل)، كحركة إرهابية، ممّا أدّى إلى اضطهاد الشّباب والأصوات المطالبة بحقّ تقرير المصير في بلاد القبائل، عبر الزجّ بهم في السّجون أو دفعهم إلى المنفى.
صحيح أنهم نجحوا في فرض جوٍّ من الرّعب والخوف داخل بلاد القبائل، لكن في الخارج، تواصل الحكومة القبائلية في المنفى وحركة “الماك“ نضالها على المستوى الدّولي، حيث نشهد تزايدًا ملحوظًا في انخراط أبناء القبائل في مختلف تجمّعات الشّتات.
وعلى الرّغم من سياسة القمع والإرهاب التي فرضها النّظام الجزائري، يُمنع العديد من الفنانين والكتّاب والمغنين القبائليين من مغادرة البلاد أو إحياء الفعاليات الثّقافية والفنية، لا سيما أولئك الذين ما يزالون داخل منطقة القبائل. أما الفنّانون والنّاشطون الذين تمكنوا من مغادرة البلاد، سواء إلى فرنسا أو كندا أو الولايات المتحدة، فقد وجدوا أنفسهم في المنفى القسري.
كلّ هذا لأن الفنّ والهوية كانا دائمًا في صميم النّضال القبائلي والأمازيغي، ولأن الأنظمة الاستبدادية الجزائرية تعادي الثّقافة، وتحارب كل ما هو قبائلي.