الثلاثاء 25 مارس 2025
كتاب الرأي

فؤاد زويريق: في الحاجة إلى استلهام فن وإبداع الراحل جمال الدين الدخيسي

فؤاد زويريق: في الحاجة إلى استلهام فن وإبداع الراحل جمال الدين الدخيسي فؤاد زويريق
لنبتعد قليلا عن البؤس، ونستحضر روح واحد من رجالات الفن الحقيقي ببلادنا، فاليوم تحل الذكرى المزدوجة، لميلاد ووفاة واحد من أهم الفنانين والمبدعين والأستاذة والمؤطرين لدينا، الراحل جمال الدين الدخيسي الذي ولد يوم 24 مارس 1951، وتوفي يوم 24 مارس 2017.

في ظل ما نعيشه اليوم من شد وجذب، ومد وجزر في مجالنا الفني، علينا أن نترحم على أرواح كل أولئك الذين عبروا إلى العالم الآخر بعدما أبدعوا بجد وبضمير في هذا المجال، ومن بينهم حتما جمال الدين الدخيسي، الذي ساهم بإرثه في صناعة أجيال من الممثلين الأكفاء، ولقنهم أبجديات الصنعة أكاديميا داخل المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC).

جمال الدين الدخيسي "لي ستراسبرغ" المغرب الذي آمن بمنهج ستانسلافسكي واستلهم منه نظرياته وأفكاره العلمية في إعداد الممثل وبناء شخصيته واستقدمها إلى المغرب، ثم نثرها بذورا بين طلابه الذين أصبحوا فيما بعد أساتذة فنقلوها بدورهم إلى طلابهم.

فرغم انتكاسة الدراما ببلادنا إلا أننا مازلنا نرى ''حنة إيديه'' ونعايش إرثه أمام أعيننا ونستمتع به، على الأقل في مجال التشخيص، وهذا لا يقلل بطبيعة الحال من موهبة بعض ممثلينا المتميزين، أولئك الذين لم تتح لهم الفرصة للدراسة في هذا المعهد، بل صنعوا أنفسهم بأنفسهم داخل ورشات التمثيل، أو صقلت موهبتهم تحت سياط الركح، أو اختاروا معاهد أخرى ثم نجحوا بفضل إصرارهم وحبهم للمجال، لكن يبقى للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي اليد الطولى في خلق أجيال من الطاقات الفنية بفضل المجهودات الجبارة التي قام بها طبعا الأب الروحي للتكوين الأكاديمي المسرحي مولاي احمد بدري، المدير المؤسس للمعهد، من أجل بناء هذا الصرح الذي أصبح اليوم بفضله وفضل كل الأساتذة الذين تعاقبوا عليه معملا ينتج لنا باستمرار كوادر في الفن والإبداع، وعلى الدولة كما سعت مشكورة الى تأسيس هذا المعهد الأكاديمي الاحترافي، أن توفر للاعبين الذين يتخرجون منه ملاعب وأطر ومنظومة احترافية متكاملة، قادرة على استيعابهم، وإلا فإننا نسكب الماء على الرمل.