الثلاثاء 1 إبريل 2025
فن وثقافة

فؤاد زويريق: ما هذا العبث حتى الافلام فيها الحلال والحرام؟

فؤاد زويريق: ما هذا العبث حتى الافلام فيها الحلال والحرام؟ ملصق الفليم
دخلت أبحث عن فيلم ما، في موقع ميغاراما بالمغرب لأرى هل تم عرضه أم لا؟ لأتفاجأ بملصق هذا الفيلم الذي يعرض فيها، لم أصدق ما رأيته، فأول مرة في حياتي أكتشف أن حتى الأفلام فيها الحلال والحرام، فرغم أن ما نشاهده هنا يدعو إلى الضحك لكنه يبكي في نفس الوقت.

مؤسف أن نصل بالسينما إلى هذا الحد من الاستهتار والعبث، فحتى لو كان ذلك هزلا، فالتصنيف بهذا الشكل يدل على الخواء، والفراغ، وعدم وعي، وعدم ضمان تبعات استغلال الدين لجذب الجمهور، فمصطلح الحلال هو مصطلح ديني محض ويعني (كل ما أجاز الشرع فعله أو قوله) وما دمنا قد استخدمنا مصطلح حلال، فيقابله بالضرورة مصطلح الحرام ويعني في الفقه الإسلامي (كل ما منعه ‏الشرع من فعل أو قول. وهو العمل الذي يعاقب فاعله، ويُثاب تاركه) وبهذا نشير وفق استخدام هذا المصطلح إلى أن كل فيلم لا يحمل طابع أو خاتم الحلال فهو حرام ، ولا يجوز استهلاكه، وبالتالي هناك اتهام مباشر من أصحاب الفيلم الحلال إلى باقي الأفلام التي تخالفه بأنها محرمة شرعا، لا أعرف كيف؟

لكن مادمنا أدخلنا الدين في السينما بهذا الشكل المبتذل فهذا هو التفسير الوحيد الذي أمامنا، فالحلال يقابله الحرام، والفيلم الحلال يقابله الفيلم الحرام، ومن يشتغل في الأفلام غير حلال من ممثلين ومخرجين وتقنيين ومنتجين... هم يمارسون الخطيئة التي تستوجب العقاب.

الملصق للأسف معروض في مكان عام ويشاهده عامة الناس، وعلى اختلافهم يختلف وعيهم وثقافتهم وتفكيرهم...وقد يعتبر هذا تحريضا على باقي الأفلام الأخرى المخالفة، وقد يكون له تبعات خطيرة خصوصا إذا انتشر المصطلح وأصبح كطابع ديني يستخدم لدى بعض السينمائيين الذين يستهدفون فئة معينة من الجمهور قصد الربح، كما حصل مع مصطلح ''السينما النظيفة''.

لا أدري كيف يسمح لمثل هذه الأمور بالمرور، فأين الرقابة؟ فمثل هذه الأمور خطيرة جدا ولا ينبغي التلاعب بها حتى لو على سبيل الهزل.