الأحد 23 مارس 2025
مجتمع

القفة الرمضانية.. ظاهرها الإحسان وباطنها كسب الأصوات الانتخابية

القفة الرمضانية.. ظاهرها الإحسان وباطنها كسب الأصوات الانتخابية قفة رمضانية
حين يتزامن رمضان، مع سنة انتخابية أو السنة التي تسبقها، يتجدد الجدل حول "قفة رمضان" الموجهة لبعض المحتاجين المغاربة. فهناك العديد من الأصوات التي تؤكد أن هذه القفة، وإن كان ظاهرها الإحسان، فإن باطنها كسب الأصوات الانتخابية.
 
ويرى منتقدو هذه الظاهرة أن العديد ممن يصفونهم بـ"الكائنات الانتخابية" يستغلون الظروف الصعبة لبعض المواطنين خلال شهر رمضان أو الأعياد الدينية، خاصة عيد الأضحى، من أجل تقديم مساعدات لهذه الفئات التي يعولون عليها بشكل كبير في الانتخابات. ويعمل هؤلاء وفق منطق "اللِّي بْغَى يَشْرَب المَاء يَتْصَاحَب مَعَ الكَرَّابْ فْالشِّتَا".
 
مراقبون دعوا إلى ضرورة التعامل بصرامة مع ظاهرة توزيع القفة الرمضانية، مشددين على أن الجهات الرسمية هي الوحيدة المخولة للقيام بهذه العملية، تفاديًا لأي استغلال سياسي. كما يعتبرون أن الحل الوحيد يكمن في توفير فرص العمل، وضبط الأسعار حتى تكون في متناول الجميع، بحيث لا يضطر أي شخص إلى قبول قفة رمضانية تثير حولها الكثير من القيل والقال.

وأكد جواد رسام،  عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن مع حلول كل شهر رمضان، تتكرر مشاهد الطوابير الطويلة أمام مقرات ومراكز توزيع "القفة الرمضانية"، حيث تُقدم المساعدات الغذائية للأسر المعوزة في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول كرامة المواطن المغربي.
 
وأضاف بينما يتم الترويج لهذه المبادرات على أنها عمل خيري، فإنها في الواقع تحمل أبعادًا أخرى، خاصة عندما تتزامن مع فترات الحملات الانتخابية.
 
وقال جواد رسام : "في كثير من الأحيان، تتحول هذه القفة إلى وسيلة استغلال سياسي، حيث يتم استغلال حاجة الفئات الفقيرة لاستمالة أصواتها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. بدلًا من تقديم حلول جذرية لمحاربة الفقر وتمكين المواطنين من تحقيق استقلاليتهم الاقتصادية، يتم تكريس منطق الاتكال والانتظار، ليبقى الفقير رهينًا للمساعدات الموسمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع".
 
وأوضح أن المغرب بحاجة إلى سياسات اقتصادية واجتماعية تُخرج المواطن من دائرة الحاجة، عبر إحداث فرص عمل حقيقية، وتأهيل الشباب، وتشجيع الاستثمار في مشاريع تنموية مستدامة. وكما يقول المثل: "لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطادها"، فالمطلوب ليس توزيع القفف، بل تمكين المواطنين من موارد رزق تحفظ كرامتهم بعيدًا عن أي استغلال سياسي.
 
وتابع جواد رسام قائلا: " ذا كان الهدف هو مساعدة الفئات الهشة، فليكن ذلك عبر حلول مستدامة، وليس عبر استغلال فقرهم لكسب الأصوات. أما كرامة المواطن، فلا يجب أن تكون ورقة انتخابية تُشترى بكيس دقيق وزيت، بل حقًا مضمونًا بالعمل والتعليم والعيش الكريم.