انتقد البغدادي عبد الفتاح، عضو المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الوضع الاجتماعي في المغرب، معتبراً أن مفهوم "الدولة الاجتماعية" الذي روجت له الحكومة الحالية والسابقة لم يكن سوى شعارات زائفة، سرعان ما تبخرت أمام الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون.
وأشار البغدادي إلى أن عدة مؤشرات تؤكد غياب الدولة الاجتماعية، من أبرزها تدهور الخدمات الأساسية، لا سيما في قطاعي الصحة والتعليم، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأطر والتجهيزات، إضافة إلى تفشي الفساد وسوء التدبير. كما ندد بتقليص الدعم الاجتماعي للفئات الهشة، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، ما عمّق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، قدم البغدادي جملة من الحلول للخروج من الأزمة الحالية، مؤكداً أن الأولوية يجب أن تكون لتعزيز الدعم الاجتماعي وتحسين الخدمات الأساسية، عبر فرض رقابة صارمة على المضاربين والوسطاء. كما دعا إلى تبني سياسات اقتصادية واجتماعية عادلة، مثل فرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء وتخفيف العبء الضريبي على الفئات الفقيرة.
وأكد أن الحلول الاقتصادية وحدها لا تكفي، مشدداً على أن المدخل الرئيسي لتجاوز الأزمة هو الإصلاح السياسي، من خلال:
1- تعزيز الديمقراطية: يجب تعزيز الديمقراطية في المغرب، من خلال زيادة مشاركة المواطنين في العملية السياسية وتحسين تمثيلهم في المؤسسات السياسية ومحاربة الغش والتطوير واستمال وشراء الذمم .
2- تحسين الحوكمة: يجب تحسين الحوكمة في المغرب، من خلال زيادة الشفافية والمساءلة في الإدارة العامة وتحسين كفاءة المؤسسات العامة ومحاربة الرشوة وتضارب المصالح الذي اصبح عملة متذاولة في المجال الاقتصادي كليا والصفات العمومية على الخصوص.
3- تخفيض الفساد :يجب محاربة الفساد في المغرب بكل أشكاله المالي السياسي الاداري ....، من خلال زيادة الشفافية والمساءلة في الإدارة العامة وتحسين كفاءة المؤسسات العامة.
4- توفير فرص العمل: يجب توفير فرص العمل للمواطنين، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحسين التعليم والتدريب المهني وسن سياسية وطنية واضحة المعالم في مجال الشغل والتشجيع على نشر ثقافة العمل اللائق والمنصف وكذلك التصريح بالعمال في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والضرب بقوة على ايادي كل من سولت له نفسه عدم التصريح بالعمال بل وتحريم هذا الفعل مع احترام مقتضيات مدونة الشغل مع علتها.
5- تحسين السياسات الاجتماعية: يجب تحسين السياسات الاجتماعية في المغرب، من خلال زيادة الدعم الاجتماعي للفئات الأكثر حاجة وتحسين الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم.
6- تعزيز الاستقرار السياسي: يجب تعزيز الاستقرار السياسي في المغرب، من خلال تحسين الحوكمة وتخفيض الفساد وتعزيز الحوار الاجتماعي.
وختم البغدادي تصريحه بتأكيده على ضرورة تحمّل الحكومة مسؤوليتها الكاملة تجاه تدهور أوضاع الطبقة العاملة والطبقة المتوسطة، محذراً من استمرار السياسات التي تخدم "الرأسمالية المتوحشة" على حساب الفئات الهشة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان الاجتماعي في البلاد.