في زحام الدار البيضاء، حيث تتشابك قصص الحياة اليومية، انطلقت حافلة الأمل لتكون أكثر من مجرد وسيلة نقل، إنها رمز للتحول نحو مجتمع أكثر شمولا وإنسانية، بفضل مبادرة من عامل عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، وبدعم من أحد المحسنين، أصبح لدى الأطفال في وضعية إعاقة وسيلة نقل توفر لهم الأمان، وتفتح أمامهم آفاق الإدماج والمشاركة الفعالة في المجتمع.
استلام جمعية "التدخل المبكر للأسرة والطفل" لهذه الحافلة مؤخرا، لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل لحظة محورية تعكس التزاما جماعيا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة، هؤلاء الأطفال الذين يواجهون تحديات يومية تتجاوز حدود الفهم العادي، لا يحتاجون فقط إلى خدمات متخصصة، بل إلى فرص حقيقية تضمن لهم حقهم في حياة كريمة ومستقلة.
لطالما شكل التنقل تحديا كبيرا لأسر الأطفال ذوي الإعاقة، حيث يجدون أنفسهم أمام معركة يومية لإيصال أبنائهم إلى المراكز المتخصصة، ومع وصول هذه الحافلة، يتغير المشهد: تنقل أكثر أمانا، راحة للأسر، واستقرار في حياة الأطفال، هذه الخطوة ليست فقط حلا عمليا، بل رسالة بأن الإدماج يبدأ من إزالة العوائق التي تعترض طريق هؤلاء الأطفال نحو حياة طبيعية.
جدير بالذكر ان دور جمعية "التدخل المبكر للأسرة والطفل" لا يتوقف عند توفير النقل، بل يمتد إلى دعم الأطفال داخل ثلاثة مراكز متخصصة، حيث يتلقى كل طفل الرعاية اللازمة لتنمية مهاراته وتعزيز استقلاليته، تحت إشراف مختصين، يتم إعدادهم للاندماج في بيئتهم المدرسية والمهنية، مع التركيز على تطوير التواصل، واكتشاف المواهب، وتعزيز الثقة بالنفس.
.jpeg)