
تستعد حكومة مليلية المحتلة بمناسبة الذكرى ال 250 لرفع الحصار عن مليلية لتدشين طريق " فيا روسادير " الذي سيربطها بغاليسيا على مسافة 972 كيلومترا بعد أن حظي المشروع بموافقة مجلس غاليسيا ومنظمة كامينو دي سانتياغو، حيث رصد للمشروع غلاف مالي يبلغ 240 ألف يورو، ليكون بذلك أول طريق بري يربط أوروبا بإفريقيا.
وسيتم افتتاح الطريق من طرف رئيس غاليسيا ألفونسو رويدا برفقة نظيره من مليلية المحتلة خوان خوسيه امبرودا الذي سيشهد تنفيذ الفكرة التي تعمل عليها حكومته منذ حوالي 9 أشهر، كما سيتم بالمناسبة تدشين المعرض الموضوعاتي " حصار مليلية ".
وأوضح رئيس مؤسسة مليلية التذكارية، فرانسيسكو دياز، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، أنه يفتخر بعرض الختم الذي سيتم استخدامه لختم أوراق اعتماد للحجاج الذين يرغبون في استخدام طريق روسادير، والذي سيكون، مثل هذا الطريق، خاصا إلى حد ما: ختم شمع أحمر يحمل علمي مليلية وإسبانيا.
وتقع نقطة بداية طريق فيا روسادير في كنيسة سانتياغو، الكنيسة الوحيدة على الطراز القوطي في أفريقيا، والتي سيتم ترميمها بالمناسبة.
تقع هذه الكنيسة داخل أسوار مدينة مليلية القديمة، وهي بمثابة وداع للحجاج عندما يبدؤون رحلتهم إلى كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، وهي رحلة يبلغ طولها 972.09 كيلومترًا، كما ينعكس ذلك في إحدى العلامات الحجرية التي ترشد الحجاج والتي تم استقدامها من غاليسيا.
يذكر أن مليلية المحتلة سقطت في أيدي الاحتلال الإسباني في 17 شتنبر 1496. وما إن نزل الجنود الاسبان بالمدينة وعددهم خمسمائة حتى بدأ المغاربة سلسلة المحاولات لاسترجاعها دون أن يكتب لها النجاح أبدا. وقد ضرب الحصار على المدينة بصفة تكاد تكون مستمرة خلال ما يزيد على أربعة قرون. ولقد ظل المغاربة خلال القرن السابع عشر يقومون بعدة أعمال عسكرية تتفاوت خطورتها وأهميتها. كما حوصرت المدينة عدة مرات في القرن الثامن عشر أيضا. أما الحصار الأكبر فقد شهدته مليلية سنتي 1774 و 1775 على يد السلطان مولاي محمد بن عبد الله الذي قام بمهاجمة مليلية وسبتة معا. الا أن سيطرة الأسطول الإسباني على البحر ضمنت تموين المدينتين بالإضافة الى نجاحه في الحيلولة دون وصول الذخيرة والعتاد إلى المغرب من الخارج.
وعاد المغاربة سنة 1844الى مهاجمة مليلية عند ما ضعفت السلطة المركزية فوجهت الحكومة الاسبانية انذارا الى السلطان تطالبه بوقف اعمال "الاعتداء". ومع ذلك فقد تواصلت الهجمات دون أن تنجح في تحرير مدينة مليلية وباقي الثغور المحتلة .