قبل أيام معدودة، أقدمت سلطات الأمن الفرنسي على ترحيل "شمكار" يقيم بالديار الفرنسية خارج الإطار النظامي في خرق سافر لقانون الهجرة الفرنسي، ولم تكن وِجهة ترحيله إلاّ المملكةَ المغربية، ومطارَ مراكش تحديداً، لأن المعني بالأمر أدلى لعناصر الأمن الفرنسي لدى اعتقاله بأوراق هوية مغربية!!
إلى هنا والموضوع يبدو طبيعيا، وخاليا من الشكوك، ومستجيبا لمقتضيات الاتفاقيات المغربية الفرنسية ذات الصلة بفئات المهاجرين المغاربة غير النظاميين، والتي يجتهد البلدان الصديقان كلٌّ من جهته في تكريس الاحترام التام لأحكامها، وفي وضع بنودها وفصولها موضع التنفيذ الصارم بعيدا عن التسويفات، والمراوغات، التي اعتاد على نهجها "شي وحدين" فيما وراء الجهة الشرقية للمملكة!!
لكن الذي انتهت إليه مصالح الأمن المغربي بمطار مراكش المنارة الدولي، بمجرد الشروع في البحث مع الشمكار العائد على غير موعد، أنه جزائري ينتحل صفة مغربي، وأن أوراق الهُوية التي يحملها معه والتي أدلى بها للأمن الفرنسي لم تصدر عن أي سلطة مغربية من داخل المملكة أو خارجها، لأنها بكل بساطة وثائق مزورة أريدَ بها عن قصد انتحال صفة مغربي بالذات، ومن ثم لم يجد البولبس المغربي بُدّاً من رفض السماح للشمكار الجزائري بالدخول إلى التراب الوطني المغربي، وقضوا في نهاية المطاف بإعادته من حيث أتى مصحوبا برجال الأمن الفرنسي الذين صحبوه معهم إلى المغرب، ومن الأكيد أنهم فعلوا ذلك بحسن نية، هم ورؤساؤهم الذين أرسلوا معهم ذلك الطرد الممسوخ، لأنه من الطبيعي أن الأمن الفرنسي لا يملك الوسيلة التقنية ولا الإدارية، ولا القانونية، للتأكد من أصالة الوثائق المدلى بها من لدن ذلك الأبله الجزائري بدعوى أنها صادرة عن السلطات المغربية!!
الأهم الآن، من كل هذا الذي حدث بالمطارين الفرنسي والمغربي، هو أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ومن الأكيد أنها لن تكون الأخيرة، بل قد سبقتها أحداث وحوادث غير قليلة مماثلة، ادعى فيها أبطالها الجزائريون كونهم مغاربة، وأدلوا خلال ذلك من الوثائق المفبركة ما يؤكد ادعاءاتهم، دون أن يتمكن الأمن الفرنسي بمختلف فرقه وكتائبه من التفطن إلى الأمر، مادام ذلك لن يتأتى إلا على أيدي تقنيي الأمن المغربي، الذين لديهم إلمام تام بكل أنواع الوثائق التي تصدر عن السلطات الإدارية والأمنية المغربية، بما فيها بطائق الهُوِيّة، وتُلِمُّ كذلك، وفي حينه، بكل ما تخضع له تلك الوثائق من تعديلات أو تغييرات، لأنها تكون أول من يقع إخبارها بأي تعديل أو تغيير قطعاً للطريق أمام مفبركي أوراق الهُوِية ومزوّريها!!
مناسبة التطرق لهذا الموضوع، أن شمكاراً جزائريا آخر حاول قبل أيام أن يطعن مجموعة من رجال الشرطة الفرنسيين بخنجر كبير الحجم كان مشرعا في يده، وهو يصرخ مرددا الله أكبر... الله أكبر... فلما اعتقلته شرطة فرنسا، ونجحت في شلّ حركته، أدلى لها بما يدل على كونه مغربيَّ الجنسية، وكما لو كانت العملية مدبَّرةً من داخل الجزائر ومخابراتها الغبية، بل هي فعلاً كذلك، انطلق صحافيو مرحاض "الشروق" الإعلامي الجزائري في الحديث عن المجرم، كما لو كان مغربيا بالفعل، وطفقوا يشتمون المغاربة كعادتهم، وبثوا تساؤلات "عبيطة" حول ما إذا كان وزير الداخلية الفرنسي سيعامل المغرب بهذه المناسبة، بنفس الصرامة التي انتهجها مع مواطنيهم الحرّاكة، ومع نظامهم الكسيح بتحصيل الحاصل، ليخرج الإعلام الفرنسي بسرعة قياسية بتقارير تؤكد أن المجرم ليس مغربياً بل جزائريَّ الجنسية، وأنه من مواليد الجزائر، فضلا عن كونه موضوع متابعات سابقة بسبب جنح وجرائم مختلفة سبق له ارتكابها قبل حلوله بالتراب الفرنسي، فأودعوه بسبب اختلالات في سلوكه بإحدى مصحات الأمراض العقلية في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية بشأنه!!
الموضوع، إذن، يخرج عن كونه مجرد حالات منفردة لشمكارة جزائريين من الطبيعي ان يصدر عنهم ما توبعوا من أجله، تزامنا مع انتحالهم جنسية أجنبية عن أصولهم، حتى لا يعرفون فيتم نهجيرهم إلى جحيم شنقريحة وتبون؛ بل
الأمر يتعلق بمخطط وعمل استخباراتي ممنهج، ولكنه في منتهى البلادة والغباء، مما يؤكد أنه جزائري المرجع والمنبع، يهدف في آن واحد، إلى تشويه صورة المغاربة المقيمين بفرنسا، والذين يحظون فعلا باحترام واعتبار المجتمع الفرنسي بمختلف أطيافه؛ والسعي كذلك بكل الوسائل الخسيسة إلى إفساد التقارب الفرنسي المغربي الذي أصابهم في مقتل، وقد زاد في تعميق عُقَدِهم النفسية والعقلية، وأوجاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ما قاله الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون قبل وأثناء وبعد "زيارة دولة" التي قام بها لبلادنا، والتي دق من خلالها إسفيناً غليظاً في نعش نظام لم يبق له إلا القليل، والقليل جِدّاً لكي يغادر إلى غير رجعة!!
لقد سبق لنا أن عايَنّا هذا التوجه الشيطاني منذ حاول أفراد من الجمهور الكروي الجزائري أن يزرعوا الفوضى والارتباك في شوارع الدوحة أثناء فعاليات نهايات كأس العلم برسم دورة 2022، حيث كانوا يتعمّدون ارتداء أقمصة بألوان ألبسة المنتخب الوطني المغربي، حتى تظنهم السلطات القطرية مغاربةً بالفعل، ولكنهم لفرط غبائهم لم ينتبهوا إلى أن قوات الأمن التي تكفلت بتأمين تلك التظاهرة العالمية لم يكونوا سوى مغاربة... وبذلك افتضح أمرهم وأُسقِط في أيديهم وفشلوا في تحقيق ما كانوا يخططون له، ولا يزالون لهذا الضرب من الحماقات فاعلين!!
الأمر أيضا لم يقف عند هذا الحد، بل قد جند النظام الجزائري عشرات الآلاف من الذباب الإلكتروني، كذلك، ليفعل الأفاعيل في كل المواقع والقنوات تخت غطاء هُوِيّات مغربية منتحَلة... لولا أن العالم برمته صار يُميّز عن بُعد بين اليوتوبر والمتواصلين المغاربة والجزائريين، ربما لأن الرائحة الكريهة لهؤلاء الأواخر تَعبُر المسافات وتَطويها، بين الحواسيب والهواتف النقالة، حتى لم يبق مُتّصلٌ ولا مُؤثّرٌ إلاّ وقد عرفهم من سيماهم الإلكترونية كما تُعرف الضباع بروائحها المقزّزة والباعثة على الغثيان!!
هؤلاء أنتم يا جيران السوء والمَذلّة والمَهانة... والأيام بيننا!!!
إلى هنا والموضوع يبدو طبيعيا، وخاليا من الشكوك، ومستجيبا لمقتضيات الاتفاقيات المغربية الفرنسية ذات الصلة بفئات المهاجرين المغاربة غير النظاميين، والتي يجتهد البلدان الصديقان كلٌّ من جهته في تكريس الاحترام التام لأحكامها، وفي وضع بنودها وفصولها موضع التنفيذ الصارم بعيدا عن التسويفات، والمراوغات، التي اعتاد على نهجها "شي وحدين" فيما وراء الجهة الشرقية للمملكة!!
لكن الذي انتهت إليه مصالح الأمن المغربي بمطار مراكش المنارة الدولي، بمجرد الشروع في البحث مع الشمكار العائد على غير موعد، أنه جزائري ينتحل صفة مغربي، وأن أوراق الهُوية التي يحملها معه والتي أدلى بها للأمن الفرنسي لم تصدر عن أي سلطة مغربية من داخل المملكة أو خارجها، لأنها بكل بساطة وثائق مزورة أريدَ بها عن قصد انتحال صفة مغربي بالذات، ومن ثم لم يجد البولبس المغربي بُدّاً من رفض السماح للشمكار الجزائري بالدخول إلى التراب الوطني المغربي، وقضوا في نهاية المطاف بإعادته من حيث أتى مصحوبا برجال الأمن الفرنسي الذين صحبوه معهم إلى المغرب، ومن الأكيد أنهم فعلوا ذلك بحسن نية، هم ورؤساؤهم الذين أرسلوا معهم ذلك الطرد الممسوخ، لأنه من الطبيعي أن الأمن الفرنسي لا يملك الوسيلة التقنية ولا الإدارية، ولا القانونية، للتأكد من أصالة الوثائق المدلى بها من لدن ذلك الأبله الجزائري بدعوى أنها صادرة عن السلطات المغربية!!
الأهم الآن، من كل هذا الذي حدث بالمطارين الفرنسي والمغربي، هو أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ومن الأكيد أنها لن تكون الأخيرة، بل قد سبقتها أحداث وحوادث غير قليلة مماثلة، ادعى فيها أبطالها الجزائريون كونهم مغاربة، وأدلوا خلال ذلك من الوثائق المفبركة ما يؤكد ادعاءاتهم، دون أن يتمكن الأمن الفرنسي بمختلف فرقه وكتائبه من التفطن إلى الأمر، مادام ذلك لن يتأتى إلا على أيدي تقنيي الأمن المغربي، الذين لديهم إلمام تام بكل أنواع الوثائق التي تصدر عن السلطات الإدارية والأمنية المغربية، بما فيها بطائق الهُوِيّة، وتُلِمُّ كذلك، وفي حينه، بكل ما تخضع له تلك الوثائق من تعديلات أو تغييرات، لأنها تكون أول من يقع إخبارها بأي تعديل أو تغيير قطعاً للطريق أمام مفبركي أوراق الهُوِية ومزوّريها!!
مناسبة التطرق لهذا الموضوع، أن شمكاراً جزائريا آخر حاول قبل أيام أن يطعن مجموعة من رجال الشرطة الفرنسيين بخنجر كبير الحجم كان مشرعا في يده، وهو يصرخ مرددا الله أكبر... الله أكبر... فلما اعتقلته شرطة فرنسا، ونجحت في شلّ حركته، أدلى لها بما يدل على كونه مغربيَّ الجنسية، وكما لو كانت العملية مدبَّرةً من داخل الجزائر ومخابراتها الغبية، بل هي فعلاً كذلك، انطلق صحافيو مرحاض "الشروق" الإعلامي الجزائري في الحديث عن المجرم، كما لو كان مغربيا بالفعل، وطفقوا يشتمون المغاربة كعادتهم، وبثوا تساؤلات "عبيطة" حول ما إذا كان وزير الداخلية الفرنسي سيعامل المغرب بهذه المناسبة، بنفس الصرامة التي انتهجها مع مواطنيهم الحرّاكة، ومع نظامهم الكسيح بتحصيل الحاصل، ليخرج الإعلام الفرنسي بسرعة قياسية بتقارير تؤكد أن المجرم ليس مغربياً بل جزائريَّ الجنسية، وأنه من مواليد الجزائر، فضلا عن كونه موضوع متابعات سابقة بسبب جنح وجرائم مختلفة سبق له ارتكابها قبل حلوله بالتراب الفرنسي، فأودعوه بسبب اختلالات في سلوكه بإحدى مصحات الأمراض العقلية في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية بشأنه!!
الموضوع، إذن، يخرج عن كونه مجرد حالات منفردة لشمكارة جزائريين من الطبيعي ان يصدر عنهم ما توبعوا من أجله، تزامنا مع انتحالهم جنسية أجنبية عن أصولهم، حتى لا يعرفون فيتم نهجيرهم إلى جحيم شنقريحة وتبون؛ بل
الأمر يتعلق بمخطط وعمل استخباراتي ممنهج، ولكنه في منتهى البلادة والغباء، مما يؤكد أنه جزائري المرجع والمنبع، يهدف في آن واحد، إلى تشويه صورة المغاربة المقيمين بفرنسا، والذين يحظون فعلا باحترام واعتبار المجتمع الفرنسي بمختلف أطيافه؛ والسعي كذلك بكل الوسائل الخسيسة إلى إفساد التقارب الفرنسي المغربي الذي أصابهم في مقتل، وقد زاد في تعميق عُقَدِهم النفسية والعقلية، وأوجاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ما قاله الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون قبل وأثناء وبعد "زيارة دولة" التي قام بها لبلادنا، والتي دق من خلالها إسفيناً غليظاً في نعش نظام لم يبق له إلا القليل، والقليل جِدّاً لكي يغادر إلى غير رجعة!!
لقد سبق لنا أن عايَنّا هذا التوجه الشيطاني منذ حاول أفراد من الجمهور الكروي الجزائري أن يزرعوا الفوضى والارتباك في شوارع الدوحة أثناء فعاليات نهايات كأس العلم برسم دورة 2022، حيث كانوا يتعمّدون ارتداء أقمصة بألوان ألبسة المنتخب الوطني المغربي، حتى تظنهم السلطات القطرية مغاربةً بالفعل، ولكنهم لفرط غبائهم لم ينتبهوا إلى أن قوات الأمن التي تكفلت بتأمين تلك التظاهرة العالمية لم يكونوا سوى مغاربة... وبذلك افتضح أمرهم وأُسقِط في أيديهم وفشلوا في تحقيق ما كانوا يخططون له، ولا يزالون لهذا الضرب من الحماقات فاعلين!!
الأمر أيضا لم يقف عند هذا الحد، بل قد جند النظام الجزائري عشرات الآلاف من الذباب الإلكتروني، كذلك، ليفعل الأفاعيل في كل المواقع والقنوات تخت غطاء هُوِيّات مغربية منتحَلة... لولا أن العالم برمته صار يُميّز عن بُعد بين اليوتوبر والمتواصلين المغاربة والجزائريين، ربما لأن الرائحة الكريهة لهؤلاء الأواخر تَعبُر المسافات وتَطويها، بين الحواسيب والهواتف النقالة، حتى لم يبق مُتّصلٌ ولا مُؤثّرٌ إلاّ وقد عرفهم من سيماهم الإلكترونية كما تُعرف الضباع بروائحها المقزّزة والباعثة على الغثيان!!
هؤلاء أنتم يا جيران السوء والمَذلّة والمَهانة... والأيام بيننا!!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي