الأحد 9 مارس 2025
سياسة

ناصر بوريطة يدعو دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاستثمار في المغرب وتبادل المنافع الاقتصادية

ناصر بوريطة يدعو دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاستثمار في المغرب وتبادل المنافع الاقتصادية ناصر بوريطة

أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الخميس 06 مارس 2025 بمكة المكرمة، في كلمة خلال الاجتماع الوزاري المشترك السابع لمجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية، على أن "ما يميز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب ودول الخليج العربي هو استنادها على أساس صلب من التآزر والتضامن وهو ما عبر عنه الملك محمد السادس، حين قال في خطابه أمام القمة المغربية – الخليجية سنة 2016 " إن المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي، من أمن المغرب. ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم."
 وسجل بوريطة بعميق الارتياح الأشواط المهمة التي قطعتها الشراكة المثمرة بين المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بأبعادها الاستراتيجية والسياسية والتنموية والاقتصادية والإنسانية والثقافية، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس وإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وتابع وزير خارجية المغرب في كلمته أن
هذا التقييم الإيجابي لمسار الشراكة الاستراتيجية هو ما "دفعنا لتجديد خطة العمل المشتركة لفترة أخرى لغاية 2030، غير أن هذا التقييم هو في نفس الوقت حافز للبحث عن سبل إبداعية لتطوير هذه الشراكة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى وموائمة أولوياتها وطرق اشتغالها مع التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم، من تطور تكنولوجي وتغيرات مناخية وتحولات ديموغرافية داخل مجتمعاتنا، فضلا عن التحديات ذات الطابع الاستراتيجي والأمني".
وأضاف أن الشراكة بين المغرب ودول الخليج العربي، "يجب ان تكون كذلك قائمة على تبادل المنافع الاقتصادية حتى تكون أكثر رسوخا وتجذرا وهو ما يدعو إلى تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين لنسج علاقات قوية فيما بينهم، من خلال إنشاء إطار مؤسساتي واستكشاف فرص استثمارية مربحة تعزز التنمية وخلق فرص شغل في بلداننا"، مرحبا في هذا السياق "بعقد المنتدى المغربي الخليجي للاستثمار قريبا".
وأشار بوريطة إلى أن المملكة المغربية، وهي تستعد لاحتضان تظاهرات رياضية ذات صيت قاري وعالمي مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تزخر بفرص استثمارية واعدة وتوفر مجالا للشراكات الخليجية لتنخرط في الأوراش العديدة التي ستفتح استعدادا لهاتين التظاهرتين"، متابعا أن
"المغرب يشكل بوابة دول الخليج نحو القارة الأفريقية، والمبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، سواء تلك المتعلقة بأنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب نحو أوروبا أو مسلسل إفريقيا الأطلسية أو مسلسل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، كلها تشكل فرصة لتعزيز تعاوننا مع الدول الإفريقية".
 
وقال ناصر بوريطة
إن المنافع التي "نريد تحقيقها جميعا، من خلال شراكتنا الاستراتيجية تدعونا أن نفكر في تعزيز إطارها المؤسساتي وتطويره بما يخدم مصالح الجميع"، طارحا في هذا الإطار بعض الأفكار التي "يمكن أن نعمق النقاش فيها لاحقا، عبر القنوات الدبلوماسية بغية تجويدها وإنضاجها"، ومنها مثلا:
أولا، اعتماد القمة المغربية الخليجية كآلية مرجعية للشراكة والتوجيه
ثانيا، اعتماد سفير المغرب بالرياض، بصفته سفيرا منسقا للشراكة بين المغرب ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وسفيرا لدى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون
ثالثا، إنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بين المغرب والدول الخليجية
رابعا، ترشيد فرق العمل المشتركة البالغ حاليا عددها 15 فريقا، من خلال وضع أقطاب ثلاث أو أربعة فقط
خامسا، إشراك فاعلين اقتصاديين وثقافيين في تغذية مضمون هذه الشراكة بأفكار ومبادرات.
وأضاف الوزير المغربي كلمته بالقول إن "هذا الاجتماع ينعقد والمنطقة العربية تمر بمرحلة دقيقة وفارقة في تاريخها، فالمتغيرات متسارعة ومصيرية، فبقدر ما نحتاج إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة، نحن كذلك في حاجة إلى الحكمة والبصيرة وعدم الانجرار وراء شعارات جوفاء ومزايدات فارغة لا تؤدي إلا إلى الفرقة، مشددا على أن  ما يُثار من أفكار ومشاريع حول القضية الفلسطينة، في علاقة مع تبعات الحرب المدمرة على قطاع غزة، لا يجب أن تبعدنا عن السلام، ليس باعتباره قيمة أخلاقية فقط ولكن كأفق قابل للتحقق وخيار وحيد في مصلحة جميع شعوب المنطقة، وهي  الرؤية التي يحرص الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على أن تتكاثف جهودنا للحفاظ على حل الدولتين كأساس لتسوية سلمية تمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا الى المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
 وأكد ناصر بوريطة
في ختام كلمته على "العزم القوي والإرادة الراسخة للمملكة المغربية في مواصلة تعزيز مسار هذه الشراكة الاستراتيجية المثمرة وتطلعها إلى مضاعفة الجهود، بمعية شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي العربية، قصد إعطائها الزخم المنشود والإضافة النوعية التي نتطلع اليها جميعا".