أكد عبد اللطيف بيرا، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، أنه على مر تاريخ المجتمع الصحراوي كان مجتمعا قَبَليا، بمعنى أن تشكيل النظام الاجتماعي والديموغرافي يتم من القبائل ويتم تمثيل كل قبيلة بواسطة "الشيخ" يتم اختياره من قبل نفس القبيلة، وذلك من قبل المؤسسات، وعليه فمن الناحية القانونية فإن الشيوخ هم الممثلون الشرعيون للسكان الأصليين في الصحراء.
جاء ذلك ضمن كلمة عبد اللطيف بيرا، شيخ قبيلة أولاد بن السبع، في فعاليات حركة صحراويون من أجل السلام التي أقيمت مؤخرا بلاس بالماس الإسبانية.
وأضاف بيرا، هذه الشرعية تعترف بها وتطبقها إدارة مملكة إسبانيا (الدولة التي كانت تدير الصحراء في ذلك الوقت). وهي شرعية معترف بها من قبل المملكة المغربية ومن قبل منظمة الأمم المتحدة.
وزاد المتحدث قائلا، في بداية نزاع الصحراء، أعلن قادة جبهة البوليساريو أنفسهم الممثلين الشرعيين للصحراويين، لقد أدخلوا أقلية من مواطنينا في رحلة قاسية، إلى جحيم حقيقي، في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر. ويحتفظون بهم كرهائن طوال نصف القرن الأخير، ويعانون من المصاعب والاختفاء والممارسات التعسفية والتعذيب وكل ما تشمله كلمة المعاناة.
الأمر المتناقض والغريب هو أنه عندما تم إجراء إحصاء تحديد الهوية من قبل الأمم المتحدة، كان على قادة البوليساريو قبول إحصاء الشيوخ، من أجل الاعتراف بهم كصحراويين وإدراجهم في قوائم تحديد الهوية.
وحث شيخ قبيلة أولاد بن السبع، منظمة الأمم المتحدة، وكذلك المجتمع الأوروبي ومنظمة الوحدة الأفريقية، أن يعيدوا النظر في هذه المفارقة وأن يقوموا بمراجعة شاملة للحقائق، "لنفهم أن البوليساريو ليست الممثل الشرعي للصحراويين وأن نكشف ستار الأكاذيب هذا، لأنه كما قلت من قبل واستناداً إلى المسائل القانونية، فإن الممثلين الشرعيين الوحيدين للصحراويين هم شيوخ القبائل الأصلية للصحراء في المملكة المغربية".
وأوضح المتحدث أنه على مر التاريخ، حافظت القبائل وسكان الصحراء الأصليين على روابط قوية وولاء لا جدال فيه مع المملكة المغربية، مشيدين بالعرش العلوي، وهذه الحقائق معروفة جيدا لدى البرتغاليين والبريطانيين والإسبان والأمريكيين... فمن الواضح أن سيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، غير قابلة للنقاش، وغير قابلة للمساس، ومعفاة من أي تفاوض..
"أقول هذا لأنه من المهين بالنسبة لي أن أعرف أن أقلية من مواطني بلدي محتجزون منذ خمسين عاماً كلاجئين بينما هم في الواقع معتقلون، يعيشون في ظروف لا إنسانية ومحتجزون في مخيمات حيث لا تنتمي الأغلبية منها إلى الإقليم المعني.. فمنذ استرجاع الصحراء في نونبر 1975 عبر المسيرة الخضراء، لم تبخل المملكة المغربية في ضمان رفاهيتنا وأمننا، في أقاليمنا الجنوبية، إذ تم تنفيذ بنية تحتية رائعة للهندسة المدنية من حيث الصحة والتعليم والمطارات والموانئ والطرق وكل ما يتطلبه الرفاه الاجتماعي والاستقرار..
ومع كل هذه وسائل الراحة، يصعب علينا التوفيق بين السعادة مع الأخذ في الاعتبار أن مواطنينا يظلون رهائن في مخيمات تندوف، محرومون من المشاركة في كل هذه الظواهر التي تحدث على أرضهم".
ليختم عبد اللطيف بيرا، بالقول إن منظمة البوليساريو تعيش في متاهة لا مخرج لها، وآمل أن تتمكن هذه الحركة من جعلهم يرون هذا الواقع، وبالتالي يتمكنون من إنقاذ ما تبقى من أبناء وطننا ومعرفة كيفية كسر نقطة التحول هذه التي وصلنا إليها.
هناك العديد من الحلول، وطالما تم احترامها، فإن سيادة المملكة المغربية على أقاليمها الصحراوية الجنوبية ليست محل شك، يقول عبد اللطيف بيرا، أحد شيوخ القبائل الصحراوية.