بقاعة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، كان موعد ثلة من مثقفي مدينة تطوان،بعد ظهر يوم الإثنين 3 مارس 2025، مع العرض الأول لسلسلة عروض رمضان الثقافية التي تنظمها المؤسسة، ألقاه د. يوسف احنانة عضو المجلس العلمي المحلي لتطوان، في موضوع :"الهوية الدينية المغربية ثوابتها ومتغيراتها".
في البداية تقدمت الأستاذة حسناء داود، فألقت كلمة ترحيبية وتعريفية بالمحاضر ،ثم أعطته الكلمة . في بداية العرض استعرض المحاضر عرضه بتعريف الهوية بصفة عامة ،وأنواعها اللغوية والوطنية والثقافية والدينية، وليقف عند حصيلة البحث الميداني، الذي قام به المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، الذي حصر مفهوم الهوية ،في الإسلام وحب الوطن والوحدة الترابية.لكنه بعد تحليل دقيق ومتفحص ،وصل إلى معنى الهوية الدينية باعتبارها السمة المميزة للأمة المغربية، من حيث اختياراتها العقدية والفقهية والسلوكية ،وتدبير أمورها وفق البيعة الشرعية وإمارة المؤمنين.
وبعد بسط للخصوصية المغربية، تعرض المحاضر للسياق التاريخي الذي ساهم في اختيار المغاربة للفقه المالكي، عبر فترات ،إلى أن صار الفقه الرسمي الوحيد للبلاد مع المرابطين. ثم نفس الأمر مع العقيدة الأشعرية التي صارت العقيدة الرسمية الوحيدة للمغرب مع الدولة الموحدية. ثم نفس الأمر مع التصوف السلوكي ومع رواية ورش عن نافع بطريق الأزرق ووفق الوقف الهبطي وعلى العد المدني الأخير.
ثم انتقل شيخ الأشعرية بالمغرب،إلى بسط القول في موضوع مؤسسة إمارة المؤمنين واستمرارية العمل بها في المغرب، باعتبارها حامية حمى الملة والدين، وباعتبارحقوقها وواجباتها الشرعية في حماية نفوس المغاربة وأموالهم وأمنهم ..
وكانت الخلاصة رصد الثوابت والتغيرات في مكونات الهوية الدينية المغربية.
وفي الأخير فتح باب النقاش ،فكانت مداخلات وأسئلة الحاضرين في مستوى العرض. حيث تكاملت ٱراؤها مع مقتضيات العرض، ورامت مزيد توضيح وتأكيد لبعض القضايا الملتبسة في التاريخ.
وبهذا يكون الشيخ يوسف احنانة ،قد ساهم في رفع منسوب الوعي بإكراهات وتحديات المتغيرات المنضبطة وغير المنضبطة التي تلاحق ثوابت الهوية المذهبية للمغرب،وهي الثوابت التي تجد نقاءها في مرجعية إمارة المؤمنين التي تضمن الطمأنينة الروحية للمغاربة،كما ترفع عنهم العنت والعسر.
