الجمعة 7 فبراير 2025
خارج الحدود

محمد زهور: عدم تطابق رؤية الجزائر مع الأنظمة الجديدة فـي دول السّاحل دفعها للتّنسيق مع تنظيمات إرهابية

محمد زهور: عدم تطابق رؤية الجزائر مع الأنظمة الجديدة فـي دول السّاحل دفعها للتّنسيق مع تنظيمات إرهابية محمد زهور
تعاني ‬دول‭ ‬الصّحراء‭ ‬والسّاحل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬الأمنية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لعدّة‭ ‬أسباب:
‮ ‬السّبب‭ ‬الأوّل،‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السّياسي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬توالي‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانقلابات‭ ‬العسكرية‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السّياسي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الجوانب،‭ ‬خاصّة‭ ‬تلك‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأمن‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

السّبب‭ ‬الثّاني،‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬يعني‭ ‬تنامي‭ ‬الاستثمار‭ ‬لكون‭ ‬الاستثمار‭ ‬او‭ ‬توطين‭ ‬الاستثمار‭ ‬مرتبط‭ ‬بالاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والأمن،‭ ‬مما‭ ‬أزم‭ ‬اقتصاديا‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬وبالتالي‮ ‬‭ ‬وفر‭ ‬أمنا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬خاصة‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬والقاعدة‭.‬

السّبب‭ ‬الثّالث،‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬وآثار‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬وعلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وعلى‭ ‬موارد‭ ‬العيش‭ ‬والاستقرار‭ ‬والدخل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأسر‭ ‬بهذه‭ ‬المناطق‭. ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تنقل‭ ‬السكان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تنامي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬البشري‭ ‬استغلته‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التواجد‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يستقر‭ ‬فيها‭ ‬السّكان‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فالأزمة‭ ‬الناتجة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬خاصة‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينافاسو،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الأزمة‭ ‬الناتجة‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬السّاحل‭ ‬والصّحراء‭ ‬وبين‭ ‬فرنسا،‭ ‬أثّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الشّراكة‭ ‬والإستراتيجيات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تربط‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬مع‭ ‬فرنسا،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التّداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬ممّا‭ ‬شجع‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬الإرهابية‭ ‬إلى‭ ‬التّوسع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تنامي‭ ‬الظّاهرة‭ ‬الإرهابية‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬نظرا‭ ‬لكون‭ ‬كلّ‭ ‬أشكال‭ ‬التّعاون‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬السابقة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬الجديدة‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬تأثرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬خاصّة‭ ‬إثر‭ ‬انسحاب‭ ‬بعض‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬المناطق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬انقطاع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والإستراتيجي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تواجد‭ ‬بعض‭ ‬التّنظيمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬استغلته‭ ‬للأسف‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬نفس‭ ‬الرؤية‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬الجديدة‭. ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬تواجد‭ ‬رؤية‭ ‬متطابقة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬الجديدة‭ ‬دفع‭ ‬ببعض‭ ‬البلدان،‭ ‬خاصة‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬التّنسيق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬بأنها‭ ‬موجودة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬أن‭ ‬تمارسها‭ ‬من‭ ‬الضّغط‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭. ‬ولعلّ‭ ‬بعض‭ ‬بلاغات‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬أو‭ ‬غامبيا‭..‬،‭ ‬تشير‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬إلى‭ ‬تواطؤ‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬مع‭ ‬التّنظيمات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬الانفصال‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬دوافع‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬دوافع‭ ‬للسّيطرة‭ ‬على‭ ‬السّلطة‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬سلمية‭.‬

‮ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬عمل‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬تعزيزها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‮ ‬‭ ‬هو‭ ‬أنّه‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقات‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تربطه‭ ‬بهذه‭ ‬البلدان،‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يختر‭ ‬أبدا‭ ‬طرفا‭ ‬ضّد‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬وأنّه‭ ‬تربطه‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة،‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬السّابقة‭ ‬أو‭ ‬الحالية،‭ ‬لأنّ‭ ‬المغرب‭ ‬بالنّسبة‭ ‬لهذه‭ ‬البلدان‭ ‬هو‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬موثوق‭ ‬وله‭ ‬مصداقية،‭ ‬ويدين‭ ‬كلّ‭ ‬أشكال‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتّطرف‭ ‬وينسّق‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتّحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأوروبا‭ ‬والسّينغال‭ ‬ونحوها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬التّمدّد‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة‭.‬

‮ ‬ولعلّ‭ ‬استغلال‭ ‬بعض‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬والتنقل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنّه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الإرهابية‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة،‭ ‬وإنّما‭ ‬ضعف‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية،‭ ‬وضعف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬المناطق‭ ‬استغلتها‭ ‬بعض‭ ‬التّنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لنقل‭ ‬بعض‭ ‬أعضائها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الصومال‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الشرق،‭ ‬ممن‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬تواجدهم‭.‬

المغرب‭ ‬كما‭ ‬أشرت،‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬داعيا‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فهو‭ ‬يتواجد‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬بشعار‭ ‬أنه‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬لأنها‭ ‬تظل‭ ‬هي‭ ‬السّبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬أشكال‭ ‬الفقر‭ ‬والهشاشة‭ ‬التي‭ ‬تستغلها‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬التّنمية‭ ‬والاستقرار‭. ‬والمغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬جاء‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الأطلسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬وفتح‭ ‬المنطقة‭ ‬الأطلسية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التّنمية‭ ‬والتّنسيق‭ ‬الاقتصادي‭. ‬فالمغرب‭ ‬له‭ ‬مقاربة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬لأنها‭ ‬السّبيل‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التّنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬والاستخباراتي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬والبلدان‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتّدخل‭ ‬المسبق‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المتواجدة‭ ‬بمنطقة‭ ‬السّاحل‭ ‬والصحراء،‭ ‬لأنّها‭ ‬امتداد‭ ‬أيضا‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬فالمغرب‭ ‬تربطه‭ ‬شراكات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬وهناك‭ ‬تنقلات‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الشّاحنات‭ ‬المغربية‭ ‬نحو‭ ‬هاته‭ ‬الدول،‭ ‬وبالتالي‮ ‬‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬المغرب‭ ‬جاهدا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬لتأمين‭ ‬أمن‭ ‬السّائقين‭ ‬وأمن‭ ‬هذه‭ ‬الشّاحنات‭ ‬وأمن‭ ‬هذا‭ ‬الطّريق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وهذا‭ ‬المنفذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإفريقي‭.‬

نقطة‭ ‬أساسية‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬إغفالها،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يؤمن‭ ‬إيمانا‭ ‬مطلقاً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السّاحل‭ ‬والصّحراء،‭ ‬وبالتّالي‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬المقاربة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لأنها‭ ‬ستعزّز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬السّاكنة‭ ‬والاستقرار‭ ‬لمحاربة‭ ‬كلّ‭ ‬أشكال‭ ‬الهشاشة‭ ‬والفقر‭ ‬التي‭ ‬تستغلّها‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭.‬‮ ‬‭ ‬فحتى‭ ‬أثناء‭ ‬الصّراعات‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬وبين‮ ‬‭ ‬هذه‭ ‬الفصائل،‭ ‬لم‭ ‬يختر‭ ‬المغرب‭ ‬أبدا‭ ‬طرفا‭ ‬ولم‭ ‬يدعّم‭ ‬طرفا،‭ ‬كما‭ ‬تفعله‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬الجوار‭ ‬للأسف‭ ‬حينما‭ ‬تدعّم‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخرى،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬أبدا‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وربما‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬شعار‭ ‬دبلوماسيتها‭ ‬أبدا‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭.‬

‮ ‬المغرب‭ ‬اختار‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬مستقرّا،‭ ‬لأنه‭ ‬لديه‭ ‬توجّه‭ ‬اقتصادي‭ ‬نحو‭ ‬إفريقيا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتوجّه‭ ‬الدّيني‭ ‬والثّقافي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬التّوجه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬نحو‭ ‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مبادرات‭ ‬ومقاربات‭ ‬أمنية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬ومحاربة‭ ‬كلّ‭ ‬أشكال‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تهدّد‭ ‬هذا‭ ‬التّوجّه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ . ‬هذا‭ ‬التّوجّه‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬شراكة‭ ‬“رابح،‭ ‬رابح”،‭ ‬شراكة‭ ‬يربح‭ ‬فيها‭ ‬الطّرفان:‭ ‬المغربي‭ ‬والإفريقي،‭ ‬اللّذان‭ ‬تربطهما‭ ‬شراكات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬عكس‭ ‬المقاربة‭ ‬التّقليدية‭ ‬التي‭ ‬للأسف،‭ ‬كانت‭ ‬تنهجها‭ ‬فرنسا،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والشّراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬وهذه‭ ‬البلدان‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬علاقة‭ ‬متكافئة،‭ ‬لأن‭ ‬الميزان‭ ‬يكون‭ ‬لصالح‭ ‬التّواجد‭ ‬الفرنسي‭ ‬أكثر،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانتفاضة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‮ ‬‭ ‬توجّه‭ ‬يكون‭ ‬عنوانه‭ ‬الشّراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬“رابح/‭ ‬رابح”،‭ ‬تكون‭ ‬متوازنة‭ ‬بين‭ ‬الطّرفين‭ ‬تحقق‭ ‬أرابحا‭ ‬للبلدان‭ ‬الأفريقية‭ ‬والبلدان‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬بهذه‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭.‬.
 
محمد زهور، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الأول، وجدة