كشف موقع "الدفاع العربي" المتخصص في الشؤون العسكرية أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم، في إطار تعزيز علاقاتها مع المغرب، نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) من شتوتغارت بألمانيا إلى قاعدة في المغرب، يُرجَّح أن تكون في القنيطرة. ووفقًا للمصدر ذاته، فقد أجرى قادة عسكريون أمريكيون دراسات ميدانية حول هذا الخيار.
في مرحلة ما، طُرِحَت قاعدة "روتا" في إسبانيا كخيار بديل، إلا أن هذا الاحتمال تراجع مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة. كما تم النظر في تونس كخيار آخر، لكنه لم يحظَ بالأولوية ذاتها.
تُعَدُّ أفريكوم القيادة القتالية الموحدة للولايات المتحدة المسؤولة عن العمليات العسكرية في القارة الإفريقية. تأسست عام 2007 ويقع مقرها الحالي في شتوتغارت بألمانيا. وعلى الرغم من التكهنات السابقة بشأن نقل مقرها إلى إسبانيا، فإن المغرب أصبح الخيار الأبرز، حيث اكتسب ترشيحه زخمًا متزايدًا.
تتمثل مهمة أفريكوم في تنفيذ عمليات ذات طابع دبلوماسي، اقتصادي، وإنساني تهدف إلى منع النزاعات بدلاً من التدخل العسكري المباشر. وفي مايو 2008، أوضحت مهمتها الرسمية أنها تعمل بالتنسيق مع وكالات حكومية ودولية لتعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا عبر برامج عسكرية وأنشطة أخرى، وذلك دعمًا للسياسة الخارجية الأمريكية.
شهدت العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والمغرب تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، لا سيما من خلال التدريبات المشتركة السنوية "الأسد الإفريقي". وإذا تأكد قرار نقل مقر أفريكوم إلى المغرب، فسيعزز ذلك التزام إدارة ترامب السابق تجاه الرباط عبر سلسلة من المشاريع الاستراتيجية. وتشمل هذه المشاريع، وفقًا لنفس المصادر، استعادة الدور القيادي في منطقة الساحل، والذي تقلص خلال السنوات الأخيرة لصالح قوى أخرى، أبرزها روسيا عسكريًا، والصين اقتصاديًا، حيث تستغل بعض الموارد المعدنية الكبيرة في المنطقة.