السبت 8 فبراير 2025
جالية

مغاربة إيطاليا يحتجون بمدينة بارما بعد وفاة مغربي بسبب البرد والإهمال

مغاربة إيطاليا يحتجون بمدينة بارما بعد وفاة مغربي بسبب البرد والإهمال وقفة احتجاجية لمغاربة مدينة بارما بإيطاليا احتجاجا على وفاة ميلود مولود بسبب الحكرة والعنصرية
تحولت ساحة غاريبالدي في مدينة بارما بإيطاليا،عشية يوم السبت 11 يناير2025، إلى مكان للذكرى والتأمل، حيث نظمت جمعية الأمل وقفة احتجاجية بعد وفاة ميلود مولود، المواطن المغربي البالغ من العمر 64 عامًا، الذي عُثر عليه ميتًا بكوخ في شارع مارتيري ديلي فويبي يوم 4 يناير2025.
 
لم يكن هذا الحدث تكريمًا لميلود فحسب، بل كان أيضًا لحظة لتكريم جميع الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب البرد واللامبالاة في إيطاليا. وقد حرص المنظمون لهذا الحدث على تسليط الضوء على أولئك الذين يموتون في صمت، وغالبًا ما يتم نسيانهم وتجاهلهم من قبل المسؤولين والمجتمع.
 
المرحوم ميلود كان عامل بناء، ويقيم في المدينة منذ عشر سنوات بشكل قانوني ولديه دخل مادي محترم، لكن ذلك لم يشفع له في الحصول على شقة للإيجار، حيث يرفض أغلب ملاك الشقق تأجيرها للأجانب، خصوصًا للمغاربة بعد سلسلة من البرامج التلفزيونية التي أشارت إلى ظاهرة "احتلال" المنازل من طرف المكترين الذين يرفضون دفع مبالغ الإيجار، مستغلين في ذلك بعض الثغرات القانونية، إضافة إلى طول المساطر القضائية التي تتطلب سنوات من التقاضي لإجبار المكترين على إخلاء منازلهم. ويزداد الوضع تعقيدًا إذا كان للمكتري أطفال صغار، مما جعل جل أصحاب الشقق يتفادون تأجيرها للأجانب بصفة عامة وللمغاربة على وجه الخصوص.
 
وقد ندد أفراد الجالية المغربية، ومعهم مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، باللامبالاة التي ينتهجها المسؤولون لمعالجة مشكلة السكن في المدينة. ودعوا جميع المواطنين للتنديد والاتحاد ضد هذه اللامبالاة، لخلق مجتمع أكثر وعيًا ودعمًا. وكان الحدث فرصة للتفكير في الظروف المعيشية للفئات الأكثر ضعفًا وتعزيز التغيير الإيجابي في المجتمع الإيطالي.
 
تمثل الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت في ساحة غاريبالدي لحظة مهمة من التماسك الاجتماعي والوعي بالقضايا المهمة مثل التهميش والفقر المدقع. وتُظهر مشاركة العديد من الجمعيات الرغبة في معالجة هذه القضايا بشكل جماعي والعمل معًا من أجل مستقبل أكثر شمولًا لجميع أفراد المجتمع.
 
هذا وقد فتحت الجالية المغربية باب التبرع لترحيل جثمان الفقيد إلى المغرب لدفنه هناك بمشاركة زوجته وعائلته.