أصدرت المحكمة الإقليمية الأولى في جزر البليار، يوم الأربعاء 18 دجنبر 2024، حكمًا بإدانة 17 شخصًا من بين 24 متهمًا في واقعة الهبوط الاضطراري لطائرة تابعة لشركة "Air Arabia" في مطار بالما دي مايوركا عام 2021. في المقابل، لم يمثل 7 من المتهمين أمام المحكمة، حيث اعتُبروا في حالة فرار.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن المدانين اعترفوا بتخطيطهم المسبق لعملية الهروب عبر مجموعة على إحدى الشبكات الاجتماعية. ووفقًا للمخطط، تظاهر أحد الركاب بإصابته بغيبوبة سكري أثناء الرحلة المتجهة من الدار البيضاء (المغرب) إلى إسطنبول (تركيا) في 5 نوفمبر 2021، مما أجبر الطاقم على الهبوط الاضطراري في مطار بالما الإسباني. وفور فتح أبواب الطائرة، استغل نحو 20 شخصًا الفرصة للهروب عبر مدرج المطار، مما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية لأكثر من أربع ساعات.
وأدانت المحكمة 15 من الركاب، إلى جانب اثنين من المساعدين، بارتكاب عدة جرائم، أبرزها "التحريض على الفوضى الجوية" والتآمر لتنفيذ هذا المخطط، بالإضافة إلى جنحة "سوء المعاملة". وتفاوتت الأحكام بالسجن على المدانين، حيث حُكم على 11 شخصًا بالسجن لمدة 14 شهرًا و12 يومًا، بينما أُدين شخصان آخران بالسجن لمدة 14 شهرًا ويومين، وحُكم على اثنين آخرين بالسجن لمدة 13 شهرًا وتسعة أيام.
على الرغم من الأحكام بالسجن، فقد تبين أن جميع المدانين قد أكملوا بالفعل فترة العقوبة أثناء احتجازهم المؤقت. إلى جانب ذلك، قضت المحكمة بتغريمهم 4 يوروهات يوميًا لمدة 40 يومًا، كعقوبة على جريمة سوء المعاملة.
أما الراكب الذي لعب دور "المريض" وساهم في تنفيذ المخطط، فقد أدين بتهمة "انتهاك حقوق المواطنين الأجانب"، وحُكم عليه بدفع غرامة قدرها 4 يوروهات يوميًا لمدة 8 أشهر. كما أُدين اثنان آخران بتهمة مساعدة الهاربين من الطائرة، وحُكم عليهما بدفع غرامة مماثلة.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى 5 نوفمبر 2021، عندما قامت طائرة تابعة لشركة "Air Arabia" بهبوط اضطراري في مطار بالما، عقب تظاهر أحد الركاب بإصابته بنوبة مرضية حرجة. وعند فتح أبواب الطائرة، هرب نحو 20 شابًا عبر مدرج المطار، مما تسبب في توقف عمليات المطار لفترة طويلة. في البداية، تمكنت الشرطة الإسبانية من إلقاء القبض على 12 شخصًا، ووجهت لهم تهم "التحريض على الفوضى". ومع ذلك، جرى لاحقًا إطلاق سراح بعضهم بعد تعديل التشريعات المتعلقة بهذه التهمة.
وكشفت التحقيقات التي أجريت بعد الحادث أن هذه العملية جرى التخطيط لها مسبقًا عبر مجموعة على "فيسبوك"، حيث نُسّقت الخطوات بين أفراد المجموعة بهدف دخول إسبانيا بطريقة غير قانونية عبر الجو.