لقائنا مع الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب يدخل في إطار اللقاءات الاعتيادية التي يعقدها اتحاد النقابات المهنية للتعريف بمشاكل القطاع الفلاحي والإكراهات التي تواجه الفلاحين.
لقد ازداد مشكل المياه ازداد استفحالا بالمغرب، بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية في الفلاحة الموجهة للتصدير، علما أن المياه الجوفية تعد مكسبا للأجيال الحالية والأجيال السابقة، وأعتقد أن الأمر يعود الى مخطط المغرب الأخضر ومخطط الجيل الأخضر وهما المخططان اللذان تسببا في استنزاف المياه بسبب تركيزهما على الفلاحة الموجهة نحو التصدير والتي كانت لها تداعيات وخيمة على الأمن المائي، وأعطيكم مثال زيت الزيتون التي كان ثمنها لا يتعدى 30 درهما قبل المخطط الأخضر في حين أن ثمنها الحالي يصل إلى 120 درهم، فماذا استفادت طبقة الفلاحين الصغار والمتوسطين من هذان المخططان ؟
وبخصوص النقطة المتعلقة بالأمن الغذائي التي تطرقنا إليها خلال هذا اللقاء، فإن هناك العديد من الأصناف من بذور الحبوب والتي لها خاصية التكيف مع التغيرات المناخية ولها مردودية أكبر ولكنها ليست في متناول الفلاح، وأنا أتساءل عن ما اذا كان للأمر علاقة بوجود لوبي يستأثر بهذه الأصناف من البذور.
من جانب آخر، سجلنا خلال اللقاء ضعف توجيه الفلاحين من أجل تبني البذور المحلية سواء تعلق الأمر بالأشجار المثمرة أو في الحبوب والقطاني، واقترحنا تكثيف إنتاج البذور المحلية وجعلها في متناول جميع الفلاحين في كل موسم للبذور، علما أن تحقيق الأمن الغذائي كقضية سيادية مرتبط بتوفير بذور محلية تتماشى مع المناخ والتربة المغربية.
إن العديد من البذور التي تخص نوار الشمس والكولزا والمسجلة لدى المعهد الوطني للبحث الزراعي، للأسف لاتزال محتكرة من طرف إحدى الشركات التي تقوم باقتنائها من المعهد دون أن يتم توزيعها على الفلاحين، بينما تقوم باستيراد بذور من الخارج من أجل توزيعها على الفلاحين، وهو سلوك مرتبط بالشجع والسعي الى الربح بالنظر لكون البذور المستوردة تحقق أرباحا كبيرة مقارنة مع البذور المحلية.
خالد العماري/نائب المقرر المركزي لاتحاد النقابات المهنية بالمغرب