إِنَّا لَوَاجِلُونَ على ما رأيناه بالعين المجردة من قِمَّةِ الإفراط والتفريط على المستوى الناقص، أي العالي مرتبة في التهميش المُستنبط من الطاقة الشَّيْطَانِيَّة.
حال خلوة العلامة والقطب الصوفي
إنكم لا تعلَمُونَ كيف وليس ولما عن أهل الله، هُم سادات المواقف إن كُنتم تعلمون، فالواجب على كل ذي مقعد من أهل الولاة أن يحافظ على ما تركُوهُ أهل الله من إرث ظاهري وباطني وحتى ما تركوه للتاريخ. أي حافظوا على الآثارات التي تركت منهم حتى تكون لكم مجلبة في الخيرات لكم ولديْكُم، أي بالمعنى الكامل.
ليس من الواجب لديكم بالتهميش بخلوة الصالحين في بعض المناطق بالمغرب مثل آسفي بخلوة محمد بن سليمان الجزولي العلامة والقطب الصوفي الكبير المعترف به على قائمة كبير في العوالم كُلّها، وهذا يعلمون أهل الدقة والآثار أي أولو الألباب، إنه شيخ كبير صاحب كتاب " دلائل الخيرات وشوارق الأنوار" في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
فكيف أن تُهمش خلوته بآسفي تهميشا يحتوي على عفونات عظيمة من ذات الأوصاف من التغوط وقنينات أنواع الخمور الرخيصة، أشكالها وألوانها وأحجامها وما يسمى السائل المخدر مثل " السلسيون". والشاهد على الصور الملتقطة حديثاً، صور ستبقى شاهدة عيان وتثبت لأهل الاتبات ما يحتاجونه بين القناعة القانونية والأخلاقية التي تعلمناها من التربية المغربية المستندة من الملكية العظمى، أي العرش العلوي المجيد.
إنهم لا يرضون لهذا الأمر المُفجع القبيح المُستفز الذي جعل خلوة الصالحين في عالم النسيان حتى جاءوه أهل الليل وأهل الخمور يصنعون فيها ما يشاؤون من أحلامهم وأوهامهم التي يتمتَّعون بها ولا من يُحاجوا في ذلك، إنهم عن ذلك غافلون؟!!. ورغم أن هذه الخلوة قد ذكر فيها الله على لسان هذا الرجُل الصالح ما ذكر ما شاء الله.
ومع الغريب الذي يُدهش العجيب، وجدنا محرباً فيه آية من القرآن الكريم، ألا وهي: " إن الله وملائكته يصلون على النبي، يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما" مع " لا إله إلا الله والله أكبر" ومعها "سبحان الله والحمد لله"، موجودة بنقش على القبلة. وما ذكرنا في السابق من العفونات وأشكال أخرى من بقايا متلاشيات الحصير وعلى المجمل من نَتنِ ذات رائحة عالية قد لا يستحمله الإنسان ولو دقائق قليلة.
هذا كله في خلوة بجانب آيات قرآنية والأذكار التي ذكرت آنفاً هل هذا ما تعلمتُموه؟ هل هذا استهزاء بالله؟! وبما يُحبون الله؟ ، إنا نحنُ لا تعلمنا من ملوكنا، أي هم سادات تربيتنا، وما علمونا ما رأيناه في خلوة شيخ المتصوفة وهم لا يرضون لذلك مقاماً.
إِنا نحنْ أحببنا ملوكنا بأنهم على تربية عالية ودراية عظيمة لهذا الباب وغيره من الأبواب. وكوني نقيب الشرفاء الجزوليين بالمملكة المغربية الشريفة، بما يثبت لذوي القناعة الفكرية وما يحتاجونه من إثباتات. مثل عميد الأشراف للهيئة العليا لأشراف آل العالم، ورئيس جمعية الامام الجزولي للتراث الأصيل بمراکش، و نحن نعلم أنكم على مخالفة عظيمة في هذا الباب لا غيره، وأكبادنا تتفطر مما تعانونه من تفريط حاد في هذه التربية للمحافظة على أثر الصالحين كان أحرى منكم أن تكونوا غيورين على مثل هذه الأماكن التي شهد لها التاريخ شهادة التوحيد والعقيدة التي لا تصلون لها ولا لصاحبها الذي عاش فيها ما يقارب 17 سنة. ولو مثل شبه المنال على برج المرتبة التي كان فيها هذا الرجل، أي إن للخلوة مرتبة كذلك. هل لا تستطيعون؟ أم مل لا تدركون مكانة هذه الأمور؟! أم هل أنتم غافلون ؟!!!
ما قرأنا عن قريش أنهم نتنوا أصنامهم
إن الصرامة هي التي أثلجت صدري وأرتعش بدني أعطتني قوة برفع قلمي على هذا الأمر المهَمش لأعطي صدى المُكوّن من النسيان والتناسي عن هذه الأماكن. إنها ليست أماكن سهلة ولكن كانت مكاناً لذكر الله والتقاء بالرفقة الصالحة من العوالم مع هذا الشيخ، أيا كان يعبد الله في هذا المكان مع العباد من غير جنسه. فكيف تتجرأون على النسيان والتفريط على مثل هذه الأماكن، لا أقصد كلها ولكن أتكلم عن بعضها.
ألا تعلمون أن كان لهذا المكان استقطاب طاقات نورانية عصر هذا الشيخ؟ وفي عصرنا اتخذناه هزءأ. ونحن نبادر. أن تتداركوا بعلاج عظيم لهذه القدوة التي جاءت بها قريحة السفهاء منا، أي سفهاء الأحلام والأوهام التي استحوذت عن ذاكرتهم وأعطتهم تخديرا بدرجة اللامبالاة مثل التكذيب المقصودة وغير المقصودة.
وما أبهرنا أن ما قرأناه عن تاريخ قريش ما نتنوا أصنامهم يوماً، وما كتب في التاريخ بشهادة أنهم "بالوا" ولا تغوطوا بجانب أصنامهم التي دمها الإسلام واستنكرها. فسبحان الله رب العزة والجبروت. فكيف بهذه الخلوة التي فيها اسم الله، منقوش فيها ، بادروا لها أبناء الليل والمشردون والسكاع واتخذوها مرحاضاً ومكانا لرمي للنفايات ؟!!
وإني لا أريكم كيف تصنعون لها معروفاً، إنكم تعلمون لمن تصنعون المعروف، وإني لا أريكم كيف تُطهرون من تريدون، إنكم تعلمون كيف تصنعون ما تشاؤون إن أردتُم وإني لكم لمن الناصحين - والله يُحتُ الناصحين.
الدكتور مراد الجزولي بولرباح نقيب الشرفاء الجزوليين