الأحد 8 سبتمبر 2024
خارج الحدود

بلحرش: غالبية التمويلات الإيرانية ترتكز على الاتجار في السلاح والتهريب والاتجار بالبشر

بلحرش: غالبية التمويلات الإيرانية ترتكز على الاتجار في السلاح والتهريب والاتجار بالبشر زكرياء بلحرش، باحث بمعهد "إيرانوس" للدراسات الاستراتيجية 
‭‬يرى‭ ‬زكرياء‭ ‬بلحرش،‭ ‬باحث‭ ‬بمعهد‭ "‬إيرانوس‭" ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تحاول‭ ‬إيران‭ ‬جاهدة‭ ‬زرع‭ ‬أذرعها‭ ‬المسلحة‭ ‬داخل‭ ‬بؤر‭ ‬توتر‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬نشاطها‭ ‬التقليدية (‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط) ‬مستهدفة‭ ‬مساحات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬والسودان‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وجنوب‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬خلق‭ ‬نقاط‭ ‬ارتكاز‭ ‬جديدة‭ ‬تدعم‭ ‬نفوذها‭ ‬الدولي‭ ‬وتعزز‭ ‬أنشطتها‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬
 
 
من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬ظلت‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالقوس‭ ‬الشيعي‭ ‬لكن‭ ‬حاليا‭ ‬امتد‭ ‬تغلغلها‭ ‬ليشمل‭ ‬دائرة‭ ‬كبيرة‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬الى‭ ‬اندونيسيا‭ ‬عبر‭ ‬ذراعها‭ ‬حزب‭ ‬لله؛‭ ‬فكيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ذلك؟
تحاول‭ ‬إيران‭ ‬جاهدة‭ ‬زرع‭ ‬أذرعها‭ ‬المسلحة‭ ‬داخل‭ ‬بؤر‭ ‬توتر‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬نشاطها‭ ‬التقليدية‭ ‬(الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط)‭ ‬مستهدفة‭ ‬مساحات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬والسودان‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وجنوب‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬خلق‭ ‬نقاط‭ ‬ارتكاز‭ ‬جديدة‭ ‬تدعم‭ ‬نفوذها‭ ‬الدولي‭ ‬وتعزز‭ ‬أنشطتها‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬وتكسبها‭ ‬أوراق‭ ‬تفاوضية‭ ‬جديدة‭. ‬
 
ظلت‭ ‬إيران‭ ‬تشتكي‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومن‭ ‬الحصار‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬لها‭ ‬بهذه‭ ‬الإمكانيات‭ ‬لتمويل‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬عبر‭ ‬عدة‭ ‬جبهات؟‭ ‬
ترتكز‭ ‬غالبية‭ ‬التمويلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬وأيضا‭ ‬بيع‭ ‬المحروقات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬الحدودية‭ ‬مع‭ ‬باكستان،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عملاء‭ ‬طهران‭ ‬يديرون‭ ‬شبكات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬القارات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الدعارة‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والمخدرات‭ ‬والطرق‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬لجلب‭ ‬تمويلات‭ ‬واستعمالها‭ ‬لصالح‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬والجهادية‭ ‬التابعة‭ ‬لنفوذها‭.‬
 
إيران‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالتغلغل‭ ‬في‭ ‬القوس‭ ‬الشيعي‭ ‬والدائرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬وخاصة‭ ‬بلجيكا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬هناك‭ ‬وفي‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وما‭ ‬تورط‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬أبناء‭ ‬الامازون‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭ ‬الا‭ ‬دليل‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التغلغل‭ ‬‭ ‬فماهي‭ ‬غاية‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬ذلك؟‭ ‬وماهي‭ ‬وسائل‭ ‬اشتغال‭ ‬أذرعها‭ ‬في‭ ‬الخارج؟
إن‭ ‬غاية‭ ‬المد‭ ‬الشيعي‭ ‬من‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬داخل‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬هو‭ ‬فتح‭ ‬ممرات‭ ‬جديدة‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التسلسل‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجنيد‭ ‬عرب‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬واستعمالهم‭ ‬كحصان‭ ‬طروادة،‭ ‬وقد‭ ‬لجأ‭ ‬النظام‭ ‬الملالي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليه‭ ‬تجنيد‭ ‬عملاء‭ ‬له‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬
تعتمد‭ ‬الأذرع‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬مثل‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والدينية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أنها‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬عناصر‭ ‬سنية‭ ‬المذهب‭ ‬كواجهة‭ ‬للتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬التجنيد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تستعمل‭ ‬كواجهة‭ ‬شركات‭ ‬تجارية،‭ ‬وسياحية،‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاحتكاك‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬واستقطابها‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬الطرق‭. ‬
 
μ كيف‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬مفارقة‭ ‬تعاطف‭ ‬بعض‭ ‬المغاربة‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتورط‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬البوليساريو‭ ‬وزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية؟
في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لمغاربة‭ ‬أن‭ ‬يتعاطفوا‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬حركات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترويجها‭ ‬لأطروحة‭ ‬وجوب‭ ‬دعم‭ ‬"حلف‭ ‬المقاومة"‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬طهران‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭. ‬وقد‭ ‬ارتكزت‭ ‬حركات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬ليشمل‭ ‬حماس‭ ‬وباقي‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بتلقيها‭ ‬الدعم‭ ‬الإيراني‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬تيارات‭ ‬يسارية‭ ‬متطرفة‭ ‬متحالفة‭ ‬مع‭ ‬الإسلاميين‭ ‬لهذا‭ ‬التوجه‭ ‬مثل‭ ‬المرصد‭ ‬المغربي‭ ‬لمناهضة‭ ‬التطبيع،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الآلة‭ ‬الدعائية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬بعض‭ ‬النشطاء‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وقنوات‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬مجتمعة‭ ‬نجحت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬يتعاطفون‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تورطه‭ ‬مع‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬المساس‭ ‬بالوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬واستهداف‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب‭ ‬المشروعة‭.‬