الأحد 8 سبتمبر 2024
مجتمع

الشرقاوي: هل يشكل هدم مستشفى ابن سينا بالرباط بداية حقبة جديدة للرعاية الطبية العالية التقنية المغرب؟

الشرقاوي: هل يشكل هدم مستشفى ابن سينا بالرباط بداية حقبة جديدة للرعاية الطبية العالية التقنية المغرب؟ الدكتور أنور الشرقاوي
أية إعادة تنظيم للرعاية الطبية  الثالثية في عاصمة المملكة؟ 
يستعد المغرب لإجراء عملية إعادة تنظيم كبرى لنظامه الصحي مع هدم مستشفى ابن سينا، أكبر مؤسسة للرعاية الصحية في البلاد، والتي تقع في الرباط. 
سيتم استبدال ركيزة الصحة العامة هذه ببرج حديث للغاية مخصص للرعاية من المستوى الثالث. 
وفي انتظار استكمال هذه البنية التحتية الجديدة، سيتم نقل جميع الأنشطة الطبية للمستشفى إلى مختلف المستشفيات بالمنطقة، خاصة بالرباط، سلا وتمارة.
تطرح هذه العملية واسعة النطاق تحديات عديدة، طبية واجتماعية.
 
توزيع إقليمي جديد للمرضى 
يستقبل مستشفى ابن سينا ​​المرضى من جميع أنحاء المغرب الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة عالية المستوى. 
والآن، ستتم إعادة توجيه هؤلاء المرضى إلى المستشفيات الإقليمية التي تم اختيارها لقدرتها على تقديم رعاية مماثلة.
يجب إبلاغ كل مريض بالتنظيم الجديد وتوجيهه إلى المؤسسة الأكثر ملاءمة لتلبية احتياجاته الخاصة.
 
استراتيجية اتصال متعددة القنوات
ولضمان الانتقال السلس، من الضروري وجود استراتيجية اتصال مفصلة. 
يجب على المركز الاستشفائي ابن سينا، بالتنسيق مع وزارة الصحة وسلطات الرباط، وضع خطة تواصلية تهدف إلى توعية المرضى وطمأنتهم. 
 
وترتكز هذه الاستراتيجية على عدة محاور:
الشبكات الاجتماعية: يجب استخدام منصات مثل فايسبوك، تويتر وإنستغرام على نطاق واسع لنشر معلومات محدثة حول النقاط الجديدة في الخدمات الطبية والجراحية والمخبرية والأشعة. 
طب العظام والمفاصل، في أي مستشفى إقليمي؟
عمليات قلب؟ جراحة المسالك البولية؟...
يجب أن تصل هذه الحملات إلى جمهور واسع، بما في ذلك في المناطق الريفية.
التلفزيون والراديو: ستشرح الإعلانات الصوتية والمرئية والبرامج الإذاعية الخاصة التنظيم الجديد للرعاية. 
وستلعب محطات الراديو، التي هي الأكثر استماعا، وخاصة المحطات الخاصة، دورا رئيسيا في الوصول إلى السكان، وخاصة الأميين. 
مراكز المعلومات: يجب إنشاء مراكز المعلومات في الشرايين الرئيسية للرباط وفي المستشفيات الإقليمية لتوجيه المرضى.
يمكن أيضا إعداد أرقام مجانية للإجابة على الأسئلة وتقديم إرشادات مخصصة.

 التنسيق والمراقبة 
يتطلب هذا التحول تنسيقا صارما بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال الصحة.
وستشرف وزارة الصحة، إلى جانب إدارة المركز الاستشفائي ابن سينا، على العملية برمتها، مما يضمن أن كل مستشفى جهوي جاهز لاستقبال المرضى الجدد وتزويدهم برعاية جيدة. 
سيتم وضع بروتوكولات المراقبة لضمان استمرارية العلاج والامتثال للمعايير الطبية.
وتعتبر إعادة تنظيم الرعاية الصحية المتقدمة في المغرب، رغم تعقيدها، فرصة لتحديث النظام الصحي وتحسين جودة الخدمات. 
 
إن هدم مستشفى ابن سينا ​​وبناء البرج الجديد يشكل بداية حقبة جديدة للرعاية الثالثية في المملكة. 
ومع وجود استراتيجية اتصال فعالة وتنسيق دقيق، يجب أن يتم هذا التحول بسلاسة، مما يضمن رعاية مستمرة وعالية الجودة للمرضى.