الخميس 4 يوليو 2024
سياسة

هيئات حقوقية دولية ترافع لإيقاف ظاهرة تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف

هيئات حقوقية دولية ترافع لإيقاف ظاهرة تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف عبد القادر الفيلالي، رئيس للمركز الدولي للأبحاث والوقاية من تجنيد الأطفال
خصص الصحافي نوفل العواملة، حلقة "برنامج خاص" بقناة ميدي 1 تيفي، للهبة الحقوقية التي قامت بها منظمات إنسانية دولية من أجل وقف الإنتهاكات التي تتعرض لها ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر، بعد أن وجه مدافعون عن حقوق الإنسان بجنيف تحت إشراف المرصد الدولي للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، نداء عاجلا إلى الأمم المتحدة لرفع الحصار المفروض على المخيمات في تندوف، والسماح بالوصول إليها. 
وكان مجلس حقوق الإنسان بجنيف قد سلط الضوء على ظاهرة تجنيد الأطفال بتندوف خلال أشغاله الأخيرة.

في هذا السياق دعا المدافعون عن حقوق الإنسان إلى اتخاذ تدابير فورية،  وملموسة لضمان تحمل البلد المضيف الجزائر مسؤولياته بالكامل اتجاه سكان هذه المخيمات، الذين يتعرضون للقتل الممنهج والتعذيب بالإضافة لظواهر يندى لها جبين الإنسانية كالاتجار بالبشر، وتجنيد الأطفال، وكل ذلك يقول معد البرنامج يقع أمام مرأى، ومسمع من الجزائر التي فوضت منذ عقود سلطاتها لجبهة البوليساريو.

جريدة "أنفاس بريس" تتقاسم مع القراء عصارة تحليل وترافع عبد القادر الفيلالي بصفته رئيسا للمركز الدولي للأبحاث والوقاية من تجنيد الأطفال.

على مستوى تجنيد الأطفال من طرف عدة دول وخاصة بمخيمات تندوف بالجزائر أوضح عبد القادر الفيلالي رئيس المركز الدولي للأبحاث والوقاية من تجنيد الأطفال، بأن التقارير التي تكشف عن هذه الأوضاع جاءت نتيجة زيارات ميدانية قام بها المركز الدولي لكل من جمهورية تشاد، وجمهورية كولومبيا في كل من مدن بوغوتا وكالي، ثم انتقال المركز الدولي إلى كازاخستان من أجل الوقوف على آخر التدابير التي اتخذت من قبل المجتمع الكازاكي لاستقبال أطفال إن كانوا مجندون في مخيم الهول بسوريا. وشدد نفس المتحدث على أن هذا هو الإطار العام لانشغالات المركز الدولي للأبحاث والوقاية من تجنيد الأطفال.

وبخصوص الدعوات التي نادى بها نفس المركز الدولي على هامش الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان بالعاصمة جنيف، أكد ضيف "برنامج خاص" أنها تندرج أيضا في هذه الدينامية، على اعتبار أن تأسيس المركز هو الترافع الدولي عن عملية تجنيد الأطفال سواء كانوا في كولومبيا أو في تشاذ أو في كازاخستان، بالإضافة إلى الوضع المأساوي المتفرد بمخيمات تندوف الذي يأخذ حيزا شبه خاص.

عن سؤال واقع الحال بخصوص الوضع بمخيمات تندوف انطلاقا من مضامين عدة تقارير حقوقية تتحدث عن الاتجار بالبشر، وتتحدث عن تجنيد قصري للأطفال في الجماعات الإرهابية الفاعلة خاصة على مستوى منطقة الساحل والصحراء، شدد عبد القادر الفيلالي على أن هناك تجنيد على مستوى عالمي أو على مستوى منطقة الساحل وتحديدا في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، وهناك حلقة مفرغة شريرة يتداخل فيها البعد الإجرامي العابر للقارات، ويتداخل فيها بعد الشبكات الإرهابية ثم تجنيد الأطفال. 

وعن سؤال مطلب السماح لمراقبين أممين لمراقبة الأوضاع المأساوية بتندوف والوصول إلى هذه المناطق، في ظل تعتيم قوي وسلطة جزائرية تفوض لسلطة أخرى خارج أي إطار قانوني أو حتى أخلاقي (الاغتصاب وتجنيد الأطفال والقمع والاتجار بالمساعدات...( ؟ أفاد ضيف الزميل نوفل العواملة بقوله أن هناك العديد من الآليات، وأشهرها 16/ 12/ 2005، للرصد والمراقبة التي انبثقت من قبل الأمم المتحدة. وأضاف بأن الدول الموقعة على هذه الآلية دول متعددة والجزائر من بين الموقعين عليها، والتي تسمح بالرصد وإبداء الأرقام. وأوضح بأن هناك إشارات أمل تأتي بين الفينة والأخرى من أجل أن تفتح أبواب مخيمات تندوف أمام الباحثين والمنظمات الدولية وأمام الحقوقيين. واستحضر في حديثه أن هناك رسائل لأطفال مجندين في كولومبيين كتبت لأطفال من تندوف بخط اليد ولأطفال مجندين في العالم، تقول: "أنتم لستم وحدكم. لقد مررنا بنفس الطريق".  

وأوضح بأن هؤلاء الأطفال الكولومبيين الأبرياء، بدورهم كانوا ضحايا التجنيد القصري من قبل المتمردين وعصابات تجارة المخدرات تقول تلك الرسائل: "لن ينسى التاريخ ما قمتم به، سوف يأتي وقت المحاسبة ووقت الشفافية التي لا تنفع فيها أي مبررات" لذلك أكد الأستاذ عبد القادر الفيلالي بأن المركز الدولي دائما يدرج المسؤولية التاريخية إلى جانب المسؤولية القانونية عارضة جنائية، ومسؤولية أخلاقية. لأن الدول التي تتمادى في هذا التعتيم سوف يأتي يوم تصبح فيه مسؤولة أمام الرأي العام الدولي. وفي هذا السياق أشار إلى أن المركز الدولي للأبحاث حين ذهب لدولة تشاد لم يعترض سبيله أي أحد، وانتقل إلى المناطق الحدودية الأكثر قلقا، والتقى أطفالا مجندين سابقين بكل حرية. معتبرا أن دولة تشاد كانت شجاعة وتستحق التنويه والتصفيق على موقفها المنفتح على المنتظم الدولي منذ اتفاق 2014.

وعلى مستوى الحل أوضح عبد القادر الفيلالي بأنه بالنسبة لمنطقة الساحل والصحراء، أن الحل يتجسد في التنمية. مستحضرا المبادرة الملكية للساحل والأطلسي، ـ اشتغل على أوراقها المركز الدولي للأبحاث ـ والتي سوف تضع حدا لتدفق تجنيد الأطفال، على اعتبار أن الرؤيا الساحلية والأطلسية، ستوقف نزيف الصراعات الإثنية شمال مالي في النيجر والتشاد كمرحلة أولية، أما المرحلة الثانية فستنضاف إليها دول أخرى لدعم هذه المبادرة الملكية الواعدة، وبالتالي تجفيف منابع تجنيد الأطفال المرتبط بالشحن العقائدي والإيديولوجي الذي تديره إدارة التوحش ـ كما وصفه ضيف البرنامج ـ ومن بين التوصيات التي ترافع عنها المركز الدولي للأبحاث أن يكون هنام منع لسفر دعاة الإرهاب والتطرف، وإن ولجت أقدامهم تراب أي دولة يتم اعتقالهم مباشرة.

وعن سؤال المكاسب التي تحققها الديبلوماسية المغربية على مستوى قضية الوحدة الترابية والتي لا تزيد إلا في منسوب الغضب داخل الجبهة الإنفصالية، مما ينعكس سلبا على ساكنة مخيمات تندوف...تسائل الإعلامي نوفل العواملة بقوله: لماذا لم يتحرك العالم لكبح جماح هذه الإنتهاكات الممنهجة؟

جوابا على هذا السؤال استند ضيف "برنامج خاص" على خلاصات أعمال المركز الدولي البحثية ذات الصلة بتجنيد الأطفال الذي تتعدد محاوره في البعد الإجرامي والبعد الإرهابي، بأقنعة جرائم الاتجار في البشر، والاتجار في الأعضاء البشرية، والاتجار في المعادن غير المرخص لها... وأكد على أن الخناق قد بدأ يضيق على هذه العصابات.