الثلاثاء 2 يوليو 2024
سياسة

مكاوي: اللقاءات المكثفة للداخلية المغربية مع نظرائها على المستوى الأوروبي والإفريقي إضافة نوعية لصد الجرائم العابرة للقارات

مكاوي: اللقاءات المكثفة للداخلية المغربية مع نظرائها على المستوى الأوروبي والإفريقي إضافة نوعية لصد الجرائم العابرة للقارات عبد الرحمان مكاوي
أكد‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬مكاوي،‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمنية‭ ‬مهمة،‭ ‬مشددا‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬جريدة‭ "‬الوطن‭ ‬الآن‭ " ‬و‭"‬أنفاس‭ ‬بريس‭" ‬على‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وفي‭ ‬مقاربة‭ ‬أمنية‭ ‬شمولية‭ ‬للمغرب،‭ ‬يكثف‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬نظرائه‭ ‬بباقي‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية،‭ ‬والإفريقية،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬للتصدي‭ ‬لمشاكل‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭ ‬الصلبة،‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجريمة‭ ‬الإلكترونية‭.‬
 
 
 
 
‭ ‬يهيمن‭ ‬ملف‭ ‬التهديدات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتحديات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬لقاءات‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬نظرائه‭ ‬بأوروبا‭ ‬وإفريقا،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الإشراقات،‭ ‬أو‭ ‬البصمات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب؟
يتوفر‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمنية‭ ‬مهمة‭ ‬لمحاربة‭ ‬كافة‭ ‬الآفات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬عموما،‭ ‬وعلى‭ ‬الساحة‭ ‬الأوربية‭ ‬بالخصوص،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬الاتجار‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬إشراقات،‭ ‬وتحركات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬المغربية‭ ‬مع‭ ‬نظرائها‭ ‬بتلك‭ ‬الدول،‭ ‬ومع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬لاستكمال‭ ‬أهداف‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬المغربية‭ ‬المرصودة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭.‬
 
وهناك‭ ‬ملفات‭ ‬أخرى‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المباحثات‭ ‬المغربية‭. ‬الأوربية،‭ ‬وهناك‭ ‬شراكات،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالجريمة‭ ‬الالكترونية‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬خطرا‭ ‬يتهدد‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية،‭ ‬والمغرب‭ ‬أيضا‭.‬
هناك‭ ‬تعاون‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬المغربية،‭ ‬والمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬والمديرية‭ ‬العامة‭ ‬لمراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬بتعبئة‭ ‬جميع‭ ‬عناصرهم‭ ‬لاجتثاث‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬وتفشي‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الأخرى‭ ‬الإلكترونية‭ ‬منها،‭ ‬والانفلات‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬يحدثه‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬اللقاءات‭ ‬المتواصلة‭ ‬مع‭ ‬نظرائها‭ ‬بدول‭ ‬أخرى،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬ومواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬الشبكات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬تلك‭ ‬الجيوش‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬متطورة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬تلك‭ ‬الشبكات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالية‭ ‬تهديدا‭ ‬وجوديا‭ ‬لاستقرار‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬
 
‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬قريب،‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬يُتهم‭ ‬بأنه‭ ‬يصدر‭ ‬المخدرات‭. ‬اليوم‭ ‬وللمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬المغرب‭ ‬يترأس‭ ‬الهيئة‭ ‬الدولية‭ ‬لمراقبة‭ ‬المخدرات‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تعليقكم؟
 المغرب‭ ‬نجح‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬كل‭ ‬مشاريع‭ ‬مافيات‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬المكسيكية،‭ ‬والهولندية‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬إقامة،‭ ‬وعبور‭ ‬للمخدرات‭ ‬الصعبة،‭ ‬كما‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإجرامية‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬المتاجرة‭ ‬في‭ ‬الحشيش‭ ‬بالخصوص‭.‬
 
هناك‭ ‬تعاون‭ ‬قوي،‭ ‬مغربي،‭ ‬إسباني،‭ ‬فرنسي،‭ ‬بلجيكي،‭ ‬هولندي‭ ‬لصد‭ ‬المتاجرة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬أوجد‭ ‬حلولا‭ ‬لصد‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬حلول‭ ‬صحية،‭ ‬طبية،‭ ‬بتحويل‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش،‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬قاتلة،‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬نافعة،‭ ‬ومعالجة‭.‬
 
وهناك‭ ‬تطور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬بخصوص‭ ‬المغرب،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬تجار‭ ‬نبتة‭ ‬الحشيش‭ ‬إلى‭ ‬تجار‭ ‬نافعين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬النبتة‭ ‬إلى‭ ‬مختبرات‭ ‬علمية،‭ ‬مرخص‭ ‬لها،‭ ‬وصار‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬يتاجرون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النبتة،‭ ‬يقومون‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬بتوجيهها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طبي‭.‬
 
‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نظرك‭ ‬الإكراهات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المغرب‭ ‬للتصدي‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية؟
 هناك‭ ‬صراعات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬هناك‭ ‬صراعات‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬تحاول‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬توظيف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬خصوصا‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬بتوجيهها‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفشال‭ ‬المشاريع‭ ‬المغربية‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬المشكل‭.‬
 
تحول‭ ‬المهاجرين‭ ‬الأفارقة‭ ‬إلى‭ ‬سلاح‭ ‬يوجه‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬وأمنه،‭ ‬واستقراره،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬تجنيس‭ ‬آلاف‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وترحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬تندوف‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬السلاح،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬لتوظيف‭ ‬الهجرة‭ ‬الإفريقية‭ ‬وجعلها‭ ‬سلاحا‭ ‬لضرب‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬والأوربية،‭ ‬والمغرب‭ ‬على‭ ‬الخصوص،‭ ‬بل‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬عبور‭ ‬آلاف‭ ‬الأفارقة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬عبر‭ ‬المغرب،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لإجهاض‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬الجارة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬تنسيق‭ ‬أمني‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬نلاحظ‭ ‬تكثيف‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬للقاءاته‭ ‬مع‭ ‬نظرائه،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أو‭ ‬الإفريقي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬الفاشلة‭ ‬للجزائر‭.‬