الأربعاء 27 نوفمبر 2024
مجتمع

تطوان.. متى سيتم إسدال الستار عن مسلسل "إمارة" داعش بمسجد حي أرض الطريس؟!

تطوان.. متى سيتم إسدال الستار عن مسلسل "إمارة" داعش بمسجد حي أرض الطريس؟! وزير الأوقاف السابق، العلوي المدغري (يسارا) وإدريس البصري، وزير الداخلية السابق
ما زال واقع "إمارة" داعش -أمام عجز مندوبية الشؤون الإسلامية، وتواطؤ المجلس العلمي، وتراخي السلطة المحلية - يعصف بسيادة مرجعية إمارة المؤمنين، في مسجد/كراج علي بن أبي طالب بتطوان.
ولعل هذه النازالة وبهذا التوصيف، تسائل حصيلة الشأن الديني، بعد عقدين من إعادة هيكلته. وتسائل نوع الخدمات التي قدمها التيار الوهابي المتشدد، في محاربة "جماعة العدل والإحسان"، في هذا المسجد، والتي تمنحهم الآن، "امتياز" مناهضة إرادة الدولة  في بسط سيادتها المذهبية عليه. كما تسائل حدود مطلب "الحكمة" التي نطالب بها حقوقيا وبيداغوجيا، السلطات العمومية، في تعاطيها مع الوضعيات التي تعتبرها خارج القانون. أي بعبارة أخرى متى سينتهي محل الاستشهاد من نص هذه "الإمارة" الداعشية؟.
ونحن من منطلق مقاربة قضايا الأمن الروحي لبلادنا ،من منظور عدم الإستهانة بمستصغر الشرر، فقد بسطنا في مادة:" تطوان.. مجموعة الاحتلال الداعشي لمسجد علي بن أبي طالب تحوله إلى مسجد الضرار !" (الثلاثاء 30أبريل 2024)، معطيات مادية ملموسة، من المخالفات المذهبية، تجعل هذا المسجد،مسجد ضرار. مما يستوجب، إما إصلاح وظفيته، أو إغلاقه..
ولاستكمال أبعاد صورة هذه الانحرافات، ينبغي الإشارة إلى  دينامية أخرى لبعض أفراد هذه الشرذمة الضالة المضلة، خارج المسجد في الحي. تتمثل في الزحف "زنقة زنقة"، على رافعة  ممارسة "الحسبة". إذ كثير من مشاريع الناس التجارية في هذا الحي، عملت على إغلاقها بتلبيسات مختلفة. في حين  أفلحت في تعميم لحاها وأقمصتها على محلات أخرى. بل وتعمل على تسويق أدبيات وسط الشباب التطواني للاستقطاب الإديولوجي. كما تتوفر على مركز للدعم المدرسي، بجانب الحي ،قد لا تنفصل خلفيته التجارية عن الهواجس الإديولوجية.
وستطل بنا المخالفات المذهبية داخل المسجد، والحسبة خارجه، على جانب آخر في التحليل، من خلال بعض رواده المأدلجين في الفجر، من الحي وخارجه، يشتغلون بسبتة. وهو ما يسمح  بإثارة الانتباه إلى أمرين:
أولا: من الوارد أن يتسلل ما يحصل هنا من تنطع في مواجهة الدولة، فيؤثر سلبا على مستقبل سيادة المغرب الدينية في سبتة.
ونحن في هذا التنبيه، نستند من جهة إلى إطار مرجعي يمثل خصوصية المغرب، يرى في مرجعية إمارة المؤمنين سلطة روحية،تتجاوز الحدود، تماما كسلطة البابا، وهي تتجاوز حدود الفاتيكان. ونستند من جهة ثانية، في معادلة التدافع ،إلى تفصيل صغير، يتمثل فيما حصل منذ سنوات، من تنطع في مسجد سيدي امبارك بسبتة، تجندت فيه حتى قناة "الجزيرة". لكن مما يحمد له،أن الجميع في مواجهة هذا التحدي، كان على قلب رجل واحد. فكانت الحصيلة، ضمان الأمن الروحي الذي تنعم به سبتة على مستوى الاستقرار والرخاء.
وكل هذا يسائلنا جميعا، عن السر في نجاح مختلف المصالح ذات الصلة بالشأن الديني في المضيق، من التمكين للسلطة الروحية لمرجعية إمارة المؤمنين  في سبتة، وهي تحت الاحتلال الإسباني، وفشل نظير هذه المصالح المحلية لحد الآن، في تطوان، وهي تحت السيادة المغربية؟!.
ثانيا: وسيكون من الوارد أيضا، في ظل هذا الملمح من الإزدواجية الرسمية، في مقاربة موازين الأواني المستطرقة، بين سبتة المحتلة وتطوان، انشغال الدوائر الإسبانية، بحكم الجوار، وسلطتها الزمنية على سبتة المحتلة، بهذا الموضوع. وهذا ما يفرض على السلطة المحلية عندنا، وقد انتهى انشغالها بتنظيم فاتح ماي، التعامل بكل حزم وجدية مع ذلك. خصوصا وأن قائدة المقاطعة تعرضت لعنف لفظي في محيط المسجد، من طرف فرد مشحون من طرف هؤلاء، تحول إلى زعيم داخله وخارجه. مما يظهر أن المجموعة المسيطرة على مفاتيح المسجد، تستغل مآخذ يدعيها على إدارته، وعوارض صحية ربما، في جرأة هذا "الجهاد" ضد الدولة.ومن ثم ،فحدود هذا المسلسل "الداعشي" في محتواه وفصول إخراجه،ما زالت تحبل بالجديد..
وفي كل الأحوال، فالرهان ما زال قائما على حكماء وزارة الأوقاف والسلطة المحلية، في استيعاب "فقه" ما يجري، وبمآلاته المشرعة على كل الاحتمالات.
وسيكون من الصعب أن نكتشف في هذه الإحاطات/ الحفريات، في خاتمة المطاف، "منجل" تركة العلوي المدغري(وزير الأوقاف السابق) وإدريس البصري (وزير الداخلية السابق)، ب"قبضة" مغايرة، ولهيب جمر الرصاص،(Les années de plomb) ، ينبعث من ألسنة النفاثات في العقد. "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ. أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا"!