طبعا لا يمكننا إلا أن نشيد ونرفع القبعة لوزارة الثقافة والشباب والتواصل بقرارها التاريخي المرتبط بتصنيف وإدراج مدرسة الأمراء بمدينة الشماعية بإقليم اليوسفية ضمن قائمة التراث الوطني، مما يتطلب الإسراع بترميمها ورد الإعتبار لها كمعلمة حضارية وتاريخية تقع في المجال الجغرافي لقبيلة أحمر.
للأسف الشديد تعرضت المعلمة التاريخية مدرسة الأمراء بمدينة الشماعية بإقليم اليوسفية (بقبيلة أحمر) للتهميش والتدمير والنسيان منذ سنوات طويلة، بل أن جزء مهما من عقارها تم السطو عليه، رغم الكتابات والمقالات والرسائل التي كانت قد تناولت هذا الملف التراثي الجدير بالإهتمام، وخصوصا بالنسبة للمؤرخين المتخصصين في التاريخ المحلي والجهوي مثل الباحث الأستاذ المصطفى حمزة.
لكن ما يجب التنبيه إليه وتصحيحه في هذا الصدد هو الخطأ الذي تروج له بعض المنابر الإعلامية والمواقع الإليكترونية، كون أن بناية مدرسة الأمراء التي تم تأسيسها في القرن الثامن عشر تقع في ضواحي أسفي، في حين أن الصحيح هو تواجدها بتراب قبيلة أحمر بمدينة الشماعية بإقليم اليوسفية.
ولمن يهمه أمر تصحيح هذا الخطأ في تحديد موقع مدرسة الأمراء ندعوه إلى قراءة وتصفح كتاب الباحث المتخصص في التاريخ المحلي والجهوي الأستاذ المصطفى حمزة الموسوم بـ "مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية، معلمة عمرانية وحضارية بإقليم اليوسفية".
يضم الكتاب، عبر 214 صفحة، من الحجم المتوسط، ثلاثة فصول، يتناول أولها مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية، حيث يعرض الكاتب أسباب تأسيسها ووظائفها، وطرق التدريس بها، وبرنامجها الدراسي؛ ويتناول الفصل الثاني المدرسة الحمرية للرماية، وعلاقتها بمدرسة سيدي حماد أو موسى؛ أما الفصل الثالث فخصص للملوك والأمراء الذين درسوا بهذه المعلمة، ابتداء من أبناء السلطان محمد بن عبد الله ومنهم المولى سليمان، إلى أبناء السلطان مولاي الحسن، ومنهم السلطان مولاي عبد الحفيظ والأمير مولاي لكبير، ولالة فاطمة، فضلا عن الأساتذة الذي كانوا يشرفون على تعليم الأمراء ومرافقيهم وهم من خيرة علماء القرن التاسع عشر، نذكر منهم مطور الخط المغربي، أبو العباس ، والوزيران، منهم علي المسفيوي، والطيب بوعشرين والمرادسي (مؤرخ السلطان الحسن الأول). أما شيوخ تعليم الرماية وركوب الخيل فكانوا من الحمريين.
ومما جاء في تصدير الكتاب "إن الحديث عن الحركة الفكرية في مغرب القرن 19م، أصبح يفرض بالضرورة استحضار (مدرسة الأمراء العلويين بمدينة الشماعية)، إلى جانب كل من جامعة القرويين بفاس، وجامعة ابن يوسف بمراكش، وذلك لكونها شكلت منذ تأسيسها في أواخر القرن 18م، إلى بداية فترة السلطان مولاي عبد العزيز، أحد أهم الروافد التي كانت تمد المخزن المغربي، بأطر مهمة (ملوك، خلفاء، وزراء، قواد الجيش، كتاب...)، قادرة على تدبير شؤون الدولة، كما شكلت منطلقا لحركة فكرية عرفتها منطقة أحمر، كان روادها الأمراء، والأساتذة، وأبناء المنطقة الذين احتكوا بهم، هذا إلى جانب نشرها لقيم ثقافية وحضارية بالمنطقة".
هذا ويدخل كتاب "مدرسة الأمراء بالشماعية.." ضمن مشروع يهدف من خلاله المصطفى حمزة الحائز على الإجازة في مادة التاريخ، نفض الغبار عن المآثر العمرانية والحضارية بمدينة الشماعية، لما لعبته من أدوار رئيسية في تاريخ المغرب الحديث...وقد تخرّج من مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية عدد من السلاطين، ابتداء من السلطان مولى سليمان إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ، كما تعلموا فيها فنون الفروسية والرماية، بالإضافة إلى علوم الدين.
وراعت مدرسة الأمراء، التي لم يجر اختيارها لقسوتها فقط، بل لأسباب أخرى، من بينها أن المنطقة عرفت بفرسانها البارعين في الرماية وركوب الخيل، كما عرفت بتقديم خدماتها العسكرية ودعمها ومساندتها للسلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل في البداية ولخليفته الأمير محمد بن عبد الله فيما بعد.
وقد كانت المدرسة تكوّن الأمراء علميا، من خلال تعليمهم القرآن والعلوم السائدة آنذاك، وفق برنامج زمني مضبوط، موزع على فترتين صباحية ومسائية، كما أنها كانت تدرسهم فنون الحرب، خاصة الرماية وركوب الخيل، إذ كان مخصصا لهم الفترة المسائية من يوم الأربعاء لتعلم الرماية، ويوم الخميس كان مخصصا لركوب الخيل...
يضم الكتاب، عبر 214 صفحة، من الحجم المتوسط، ثلاثة فصول، يتناول أولها مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية، حيث يعرض الكاتب أسباب تأسيسها ووظائفها، وطرق التدريس بها، وبرنامجها الدراسي؛ ويتناول الفصل الثاني المدرسة الحمرية للرماية، وعلاقتها بمدرسة سيدي حماد أو موسى؛ أما الفصل الثالث فخصص للملوك والأمراء الذين درسوا بهذه المعلمة، ابتداء من أبناء السلطان محمد بن عبد الله ومنهم المولى سليمان، إلى أبناء السلطان مولاي الحسن، ومنهم السلطان مولاي عبد الحفيظ والأمير مولاي لكبير، ولالة فاطمة، فضلا عن الأساتذة الذي كانوا يشرفون على تعليم الأمراء ومرافقيهم وهم من خيرة علماء القرن التاسع عشر، نذكر منهم مطور الخط المغربي، أبو العباس ، والوزيران، منهم علي المسفيوي، والطيب بوعشرين والمرادسي (مؤرخ السلطان الحسن الأول). أما شيوخ تعليم الرماية وركوب الخيل فكانوا من الحمريين.
ومما جاء في تصدير الكتاب "إن الحديث عن الحركة الفكرية في مغرب القرن 19م، أصبح يفرض بالضرورة استحضار (مدرسة الأمراء العلويين بمدينة الشماعية)، إلى جانب كل من جامعة القرويين بفاس، وجامعة ابن يوسف بمراكش، وذلك لكونها شكلت منذ تأسيسها في أواخر القرن 18م، إلى بداية فترة السلطان مولاي عبد العزيز، أحد أهم الروافد التي كانت تمد المخزن المغربي، بأطر مهمة (ملوك، خلفاء، وزراء، قواد الجيش، كتاب...)، قادرة على تدبير شؤون الدولة، كما شكلت منطلقا لحركة فكرية عرفتها منطقة أحمر، كان روادها الأمراء، والأساتذة، وأبناء المنطقة الذين احتكوا بهم، هذا إلى جانب نشرها لقيم ثقافية وحضارية بالمنطقة".
هذا ويدخل كتاب "مدرسة الأمراء بالشماعية.." ضمن مشروع يهدف من خلاله المصطفى حمزة الحائز على الإجازة في مادة التاريخ، نفض الغبار عن المآثر العمرانية والحضارية بمدينة الشماعية، لما لعبته من أدوار رئيسية في تاريخ المغرب الحديث...وقد تخرّج من مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية عدد من السلاطين، ابتداء من السلطان مولى سليمان إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ، كما تعلموا فيها فنون الفروسية والرماية، بالإضافة إلى علوم الدين.
وراعت مدرسة الأمراء، التي لم يجر اختيارها لقسوتها فقط، بل لأسباب أخرى، من بينها أن المنطقة عرفت بفرسانها البارعين في الرماية وركوب الخيل، كما عرفت بتقديم خدماتها العسكرية ودعمها ومساندتها للسلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل في البداية ولخليفته الأمير محمد بن عبد الله فيما بعد.
وقد كانت المدرسة تكوّن الأمراء علميا، من خلال تعليمهم القرآن والعلوم السائدة آنذاك، وفق برنامج زمني مضبوط، موزع على فترتين صباحية ومسائية، كما أنها كانت تدرسهم فنون الحرب، خاصة الرماية وركوب الخيل، إذ كان مخصصا لهم الفترة المسائية من يوم الأربعاء لتعلم الرماية، ويوم الخميس كان مخصصا لركوب الخيل...