الأربعاء 1 مايو 2024
مجتمع

طالبة بالسنة الخامسة: يدنا ممدودة للحوار لتجويد التكوين بكليات الطب والصيدلة ( مع فيديو)

طالبة بالسنة الخامسة:  يدنا ممدودة للحوار لتجويد التكوين بكليات الطب والصيدلة ( مع فيديو) نرجس الهلالي، طالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ومشهد لاحتجاجات الطلبة
يدخل إضراب طلبة كليات الطب والصيدلة شهره الرابع، من مقاطعة الدراسة والتداريب الاستشفائية، وهو ما يدق ناقوس الخطر من شبح السنة البيضاء..
في هذا الحوار تطالب نرجس الهلالي، الطالبة في السنة الخامسة من كلية الطب بالدار البيضاء، بتكوين طبي جيد يرقى إلى تطلعات الطلاب، مشددة على أن الطلبة ليسوا ضد الإصلاح، بل مع الرفع من جودة التكوين، والاختلاف هو مع طريقة ومنهجية التنزيل في ظل غياب الاجراءات المصاحبة الكافية ورؤية واضحة كاملة المعالم حول السلك الثالث. 
 
‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬سيتم‭ ‬دخول‭ ‬طلبة‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬شهرهم‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬مقاطعة‭ ‬الدراسة،‭ ‬هل‭ ‬تسيرون‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬بيضاء؟
‬لا‭ ‬نية‭ ‬لنا‭ ‬كطلبة‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬جامعية‭ ‬بيضاء،‭ ‬بالمقابل‭ ‬نريد‭ ‬حلولا‭ ‬لهذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬اضطررنا‭ ‬إليها،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأننا‭ ‬لم‭ ‬نخض‭ ‬مقاطعة‭ ‬الدراسة‭ ‬بشكل‭ ‬مفتوح‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬طلب‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قمنا‭ ‬بتضمينه‭ ‬في‭ ‬بلاغاتنا‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الجموع‭ ‬العامة،‭ ‬وخضنا‭ ‬وقفات‭ ‬احتجاجية‭ ‬وإضرابات‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬الزمن‭. ‬اليوم،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬مقاطعة‭ ‬الدروس‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬الشهر‭ ‬الرابع،‭ ‬نشدد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الحوار،‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬جهتنا‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭. ‬والطلبة‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬تام‭ ‬بهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬وتداعياتها‭ ‬التي‭ ‬اجتازت‭ ‬أسوار‭ ‬الكليات‭. ‬فنحن‭ ‬أيضا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ونريد‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وملفنا‭ ‬المطلبي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬سينعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين،‭ ‬فأيدينا‭ ‬ممدودة‭ ‬للحوار‭ ‬وحل‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭..‬
 
‬يبقى‭ ‬تقليص‭ ‬مدة‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬هو‭ ‬أبرز‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬خلافكم‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬حذف‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬الدراسة؟
‭ ‬للتوضيح،‭ ‬ملفنا‭ ‬المطلبي‭ ‬ليس‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬هي‭ ‬7‭ ‬أو‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الطب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مرتبط‭ ‬أساسا‭ ‬بضمان‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭. ‬ويمكنك‭ ‬الرجوع‭ ‬لملفنا‭ ‬المطلبي‭ ‬وستجد‭ ‬بأنه‭ ‬يضم‭  ‬10‭ ‬محاور،‭ ‬وكل‭ ‬محور‭ ‬يضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المطالب،‭ ‬منها‭ ‬حوالي‭ ‬6‭ ‬مطالب‭ ‬أساسية‭ ‬لازالت‭ ‬عالقة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬الطلبة‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬شاملة‭ ‬ومفتوحة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فعندما‭ ‬كانت‭ ‬الوزارة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬إصلاح‭ ‬شامل،‭ ‬انتظرنا‭ ‬معالمه‭ ‬الكبرى‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر،‭ ‬والطلبة‭ ‬المعنيون‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بالتخفيض‭ ‬حسب‭ ‬الوزارة،‭ ‬هم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الخامسة،‭ ‬ولايمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإصلاح‭ ‬الموعود‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيرهم‭ ‬هو‭ ‬حذف‭ ‬سنة‭ ‬دراسية‭ ‬فقط‭. ‬نطالب‭ ‬بمراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬بيداغوجي‭ ‬متكامل‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬السنة‭ ‬السابعة،‭ ‬برنامج‭ ‬عنوانه‭ ‬العريض‭ ‬هو‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬الجيد،‭ ‬وعند‭ ‬حذف‭ ‬التكوين‭ ‬التطبيقي‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السابع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السنوات‭ ‬الست‭ ‬تستوعب‭ ‬هذا‭ ‬السقف‭ ‬الزمني‭ ‬المأخوذ‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬السابعة،‭ ‬والمقدر‭ ‬بـ‭ ‬600‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬التكوين،‭ ‬ويتم‭ ‬الاستثمار‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬التطبيقي‭ ‬منها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيرقى‭ ‬إلى‭ ‬تطلعاتنا‭ ‬لتكوين‭ ‬جيد‭. ‬وعليه‭ ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬ضد‭ ‬الإصلاح،‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭.. ‬والاختلاف‭ ‬هو‭ ‬مع‭ ‬طريقة‭ ‬ومنهجية‭ ‬التنزيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الإجراءات‭ ‬المصاحبة‭ ‬الكافية‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬كاملة‭ ‬المعالم‭ ‬حول‭ ‬السلك‭ ‬الثالث‭.‬
 
‭ ‬البعض‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬مضيعة‭ ‬للوقت،‭ ‬حيث‭ ‬يتحرر‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬رقابة‭ ‬دراسية‭ ‬أو‭ ‬إدارية،‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟
‭ ‬كنا‭ ‬نحبذ‭ ‬أكثر‭ ‬تجويد‭ ‬السنة‭ ‬السابعة،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نأمل‭ ‬خيرا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬المجموعات‭ ‬الصحية‭ ‬الترابية،‭ ‬أن‭ ‬ترقى‭ ‬بالتكوين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأنه‭ ‬لايمكن‭ ‬بجرة‭ ‬قلم‭ ‬وحكم‭ ‬متسرع‭ ‬أن‭ ‬نحذف‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬الطالب‭ ‬يتعلم‭ ‬المبادئ‭ ‬الأولية‭ ‬للطب‭ ‬عمليا،‭ ‬خصوصا‭ ‬الأمراض‭ ‬المنتشرة،‭ ‬كما‭ ‬يتعلم‭ ‬كيفية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الطبية‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬كانت‭ ‬مخصصة‭ ‬للتكوين‭ ‬التطبيقي‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة‭. ‬نعم‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الطالب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬رقابة‭ ‬الأساتذة‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة،‭ ‬لكن‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬للاستقلال‭ ‬المهني،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتشاور‭ ‬مع‭ ‬الأطباء‭ ‬المشرفين‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬مهنيا‭. ‬وعموما‭ ‬فالطلبة‭ ‬لهم‭ ‬غيرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬ببلادنا،‭ ‬وخوضهم‭ ‬لمقاطعة‭ ‬الدراسة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتطبيبهم‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬ملائم
 
‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الطلابية،‭ ‬هل‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬الجموع‭ ‬العامة،‭ ‬أم‭ ‬الأمر‭ ‬يهم‭ ‬فئة‭ ‬قليلة؟
‬يمكنك‭ ‬الرجوع‭ ‬لصور‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬مجالس‭ ‬ومكاتب‭ ‬الطلبة،‭ ‬وسترى‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬تصدر‭ ‬بشكل‭ ‬ديموقراطي‭ ‬ونزيه،‭ ‬ويتم‭ ‬الاحتكام‭ ‬للأغلبية‭. ‬وقرار‭ ‬المقاطعة،‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬والترقب‭ ‬والأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬وتنزيل‭ ‬إصلاح‭ ‬يراعي‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي،‭ ‬ويأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬تخوفات‭ ‬وملاحظات‭ ‬المعنيين‭ ‬مباشرة‭ ‬بأي‭ ‬إصلاح‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬وهم‭ ‬الطلبة‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬انتظار‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تنزيل‭ ‬هذه‭ ‬التدابير‭ ‬الوزارية،‭ ‬ودون‭ ‬توفرهم‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬واضحة‭ ‬لهذه‭ ‬التدابير،‭ ‬تم‭ ‬الاحتكام‭ ‬للقواعد‭ ‬الطلابية،‭ ‬فكان‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬الأساليب‭ ‬النضالية،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مقاطعة‭ ‬مفتوحة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تفاديناه‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭..‬
 
 ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ديمقراطية‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬للطلبة،‭ ‬والتي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬طلبة‭ ‬السنتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬وهم‭ ‬غير‭ ‬معنيين‭ ‬بتقليص‭ ‬مدة‭ ‬التكوين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ولجوا‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدراسة‭ ‬لـ‭ ‬6‭ ‬سنوات؟
كما‭ ‬قلت‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ملفنا‭ ‬المطلبي‭ ‬متكامل،‭ ‬وليس‭ ‬مجزأ،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬النقط‭ ‬المدرجة‭ ‬فيه،‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬كل‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬خاضوا‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬طلبة‭ ‬السنتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬ولايمكن‭ ‬إقصاؤهم‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬التصويت،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬إصلاح‭ ‬متكامل‭ ‬وواضح‭ ‬يضمن‭ ‬جودة‭ ‬تكوينهم،‭ ‬وعليه‭ ‬فالجميع‭ ‬يعي‭ ‬تمام‭ ‬الوعي‭ ‬بالمطالب‭ ‬المضمنة‭ ‬في‭ ‬الملف،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تزييف‭ ‬للحقائق،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬الملف‭ ‬المطلبي‭ ‬نقطة‭ ‬بنقطة،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬عريض‭ ‬هو‭ ‬جودة‭ ‬التكوين،‭ ‬كما‭ ‬لايمكن‭ ‬اختصاره‭ ‬في‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسنوات‭ ‬التكوين،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬لرفض‭ ‬منطق‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬التخفيض‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬سيادي،‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الوزارية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التراجع‭ ‬عنها،‭ ‬خير‭ ‬مثال‭. ‬ولنبين‭ ‬حسن‭ ‬نوايانا،‭ ‬نرحب‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬بأي‭ ‬حلول‭ ‬تقترحها‭ ‬الوزارة‭ ‬والحكومة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬تجويد‭ ‬التكوين،‭ ‬ونحن‭ ‬مستعدون‭ ‬لطرحها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬ولهم‭ ‬أن‭ ‬يقرروا‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬ومسؤولية‭..‬
 
‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬طرح‭ ‬المستجدات‭ ‬على‭ ‬الطلبة‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬وعمادات‭ ‬الكليات‭ ‬بحل‭ ‬مجالسهم‭ ‬التمثيلية؟
‭ ‬للأسف،‭ ‬هذا‭ ‬يبين‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التعامل‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬مع‭ ‬ملفنا‭ ‬والسبل‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬سلكها‭ ‬لحلحلة‭ ‬المشكل،‭ ‬مجالسنا‭ ‬قانونية،‭ ‬وقراراتنا‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬بشكل‭ ‬شفاف‭ ‬ونزيه‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬جموع‭ ‬الطلبة،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المجالس‭ ‬والمكاتب‭ ‬الطلابية،‭ ‬لن‭ ‬تزيد‭ ‬الأزمة‭ ‬إلا‭ ‬استفحالا،‭ ‬فهذه‭ ‬المجالس‭ ‬التمثيلية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬آلاف‭ ‬الطلبة،‭ ‬وهي‭ ‬طريقة‭ ‬تنظيمية،‭ ‬إذا‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬تحاور‭ ‬الوزارة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الطلبة،‭ ‬وكانت‭ ‬المجالس‭ ‬والمكاتب‭ ‬قناة‭ ‬للحوار‭. ‬وبهذا‭ ‬القرار‭ ‬المتسم‭ ‬بالحيف،‭ ‬لايسعنا‭ ‬إلا‭ ‬إبداء‭ ‬الأسف‭ ‬والحسرة،‭ ‬وكذا‭ ‬تجديد‭ ‬رفضنا‭ ‬المطلق‭ ‬لهذه‭ ‬القرارات،‭ ‬مطالبين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬بالتراجع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إلغاء‭ ‬قرارات‭ ‬توقيف‭ ‬الطلبة‭ ‬وعرضهم‭ ‬على‭ ‬المجالس‭ ‬التأديبية‭ ‬للكليات‭ ‬والتأسيس‭ ‬لمنهجية‭ ‬تشاركية‭ ‬وتوافقية‭ ‬لرسم‭ ‬معالم‭ ‬الحل‭ ‬واستئناف‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭.‬
 
‬من‭ ‬بين‭ ‬المؤاخذات‭ ‬على‭ ‬منهجية‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الطلبة،‭ ‬هو‭ ‬“كل‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬لاشيء”،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬لايمكن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لها‭ ‬100\100،‭ ‬ألا‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬المنهجية‭ ‬رفضا‭ ‬للحوار‭ ‬أصلا؟
‭ ‬الطلبة‭ ‬لا‭ ‬يطالبون‭ ‬بالاستجابة‭ ‬لجميع‭ ‬النقاط‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬المطلبي،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬ينتظرون‭ ‬الاستجابة‭ ‬للنقاط‭ ‬المحورية‭ ‬العالقة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬طابع‭ ‬الاستعجال‭ ‬وهي‭ ‬النقاط‭ ‬الآتية:
•‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لقرار‭ ‬تخفيض‭ ‬سنوات‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬إلى‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬تصور‭ ‬واضح‭ ‬لإصلاح‭ ‬شامل‭ ‬وواقعي،‭ ‬ولما‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬تكوين‭ ‬طبيب‭ ‬الغد‭.‬
•‭ ‬وقف‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الوافدين‭ ‬الجدد‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجميع‭ ‬الشعب،‭ ‬لغياب‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬فضاءات‭ ‬التداريب‭ ‬الاستشفائية‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الكافية‭ ‬لاحتواء‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات،‭ ‬أخذا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬حالة‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬التكوين‭ ‬والتداريب‭ ‬الاستشفائية‭.‬
•‭ ‬توسيع‭ ‬فضاءات‭ ‬التداريب‭ ‬الاستشفائية‭ ‬عبر‭ ‬خلق‭ ‬أقطاب‭ ‬ووحدات‭ ‬استشفائية‭ ‬جامعية‭ ‬تراعي‭ ‬النظم‭ ‬والمعايير‭ ‬البيداغوجية‭.‬
•‭ ‬استجابة‭ ‬واضحة‭ ‬بخصوص‭ ‬مطلب‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬التعويضات‭ ‬عن‭ ‬المهام‭ ‬بالنسبة‭ ‬لطلبة‭ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭ ‬إلى‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬شعبهم‭.‬
•‭ ‬إخراج‭ ‬هيكلة‭ ‬السلك‭ ‬الثالث‭ ‬بإشراك‭ ‬ممثلي‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬محضر‭ ‬سنة‭ ‬2019‭.‬
•‭ ‬ضمان‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬للتدريب‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬السادسة‭ ‬داخل‭ ‬الصيدليات‭ ‬أو‭ ‬مختبرات‭ ‬البيولوجيا‭ ‬أو‭ ‬مختبرات‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬حسب‭ ‬اختيار‭ ‬الطلبة‭.‬
* نحن‭ ‬نؤمن‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬لحلول‭ ‬معنا‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬ستتم‭ ‬حلحلة‭ ‬الأزمة‭ ‬القائمة‭ ‬حاليا‭ ‬ولربما‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬النقاط‭ ‬الجانبية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬