من رأى برلماني القصر الكبير محمد السيمو وهو يترنح ويتغنى بعبارة "موت ألعدو، الملك عندو شعبو" وسط جموع من الأتباع، من رأى ذلك المشهد سيدرك سر أزمة نخبنا السياسية، وسبب تدهور الممارسة والفعل السياسيين ببلادنا.
لا ندري كيف يمكننا تصنيف مثل هذه الخرجات التي تأتي في سياق حساس، يُفترض في الفاعل السياسي أن يكون على وعي تام به، وبتفاصيله، وبكل ما يمكن أن يساهم في تلغيمه.
تَأَمُّلُ الأسلوب الموظف، يجعلنا نقف على سطحية الفكرة، فهذا البرلماني يستعمل أسلوب التحدي في وجه (العدو) دون أن يحدده، وينصب نفسه محاميا للملك، مباهيا هذا العدو بامتلاكه شعبا، وهذا يدخل ضمن ما يسمى "تحصيل الحاصل"، ويذكرنا بقول الشاعر: أقام يُعْمِلُ أياما قريحته ... وشَبَّهَ الماء بعد الجهد بالماء.
تهافت هذا الموقف ظاهر وجلي لاعتبارات كثيرة، يمكن إجمال بعضها في ما يلي:
-- علاقة الثقة بين الشعب والملك ليست محل نقاش، وولاء الأول للثاني من الثوابت التي لا تحتاج إلى برهنة، ولسنا في حاجة إلى تأكيدها بمثل هذه الخرجات التي لا معنى لها، فهذا الكلام قد نقوله في حق شخص لا يحظى بالإجماع، لنؤثر في الجماهير المترددة، ونقنعها بالالتحاق بالمؤيدين، أما عن الحالة المغربية فالأمر مختلف، والملكية ليست محل خلاف حتى نثبت رسوخها وامتدادها الشعبيين.
-- دائما نحتاج إلى مراعاة السياق في كل موقف، فمعلوم أن هذه الخرجة من السيد البرلماني جاءت في سياق الاحتجاجات التي شهدتها بلادنا، مما قد يُفهم منه أنها مُوَجَّهَة ضد هؤلاء الشباب الذي خرجوا ليطالبوا بمحاربة الفساد، ولا مشكل لهم مع المؤسسة الملكية، الأمر الذي يجعل من هذا التصرف هدية مجانية لخصوم المغرب الذين يتصيدون الفرص، ولا شك أنهم وجدوا فيه ضالتهم، ليعلقوا عليه مشجب خبثهم، ويتهموا المغرب الرسمي بمعاداة أبنائه، مستغلين هذا الجهل المركب من السيد البرلماني.
-- اللباس المغربي الذي ظهر به محمد السيمو يرتبط بالرزانة والحكمة، ولا يتلاءم مع مشهد "الخَفَّة" الذي جسده هذا البرلماني الذي كان حريا به أن ينتقي عباراته، وأن يترك جانبا شخص جلالة الملك، ويجيب عن الأسئلة العالقة حول مردودية الحكومة التي يعد حزبه من أركانها، ويقدم حصيلة عمله البرلماني.
لقد آن الأوان أن تُسْفِرَ النخبةُ السياسية عن وجهها، بعيدا عن أسلوب الهروب إلى الأمام وخلط الأوراق، وأن تترك المؤسسة الملكية جانبا، فهي مُسَاءَلة، ومن واجبها أن تجيب، أما الاحتماء بجلالة الملك، واللف والدوران، وتوظيف المغالطة، فذلك مما يزيد الوضع تأزما، وربما زرع مزيدا من الإحباط في النفوس، وجلب علينا أشياء نحن في غنى عنها، وكما يقال ف"عداوة عاقل خير من صداقة جاهل"، ما أحوجنا إلى عقلاء، يكرسون صورة جميلة عن شعب وفي! وما أشد امتعاضنا من جهلاء، يتقمصون صورة أصدقاء، ولا يدرون أنهم هم العدو بسوء تقديرهم ومحدودية تفكيرهم!.
لا ندري كيف يمكننا تصنيف مثل هذه الخرجات التي تأتي في سياق حساس، يُفترض في الفاعل السياسي أن يكون على وعي تام به، وبتفاصيله، وبكل ما يمكن أن يساهم في تلغيمه.
تَأَمُّلُ الأسلوب الموظف، يجعلنا نقف على سطحية الفكرة، فهذا البرلماني يستعمل أسلوب التحدي في وجه (العدو) دون أن يحدده، وينصب نفسه محاميا للملك، مباهيا هذا العدو بامتلاكه شعبا، وهذا يدخل ضمن ما يسمى "تحصيل الحاصل"، ويذكرنا بقول الشاعر: أقام يُعْمِلُ أياما قريحته ... وشَبَّهَ الماء بعد الجهد بالماء.
تهافت هذا الموقف ظاهر وجلي لاعتبارات كثيرة، يمكن إجمال بعضها في ما يلي:
-- علاقة الثقة بين الشعب والملك ليست محل نقاش، وولاء الأول للثاني من الثوابت التي لا تحتاج إلى برهنة، ولسنا في حاجة إلى تأكيدها بمثل هذه الخرجات التي لا معنى لها، فهذا الكلام قد نقوله في حق شخص لا يحظى بالإجماع، لنؤثر في الجماهير المترددة، ونقنعها بالالتحاق بالمؤيدين، أما عن الحالة المغربية فالأمر مختلف، والملكية ليست محل خلاف حتى نثبت رسوخها وامتدادها الشعبيين.
-- دائما نحتاج إلى مراعاة السياق في كل موقف، فمعلوم أن هذه الخرجة من السيد البرلماني جاءت في سياق الاحتجاجات التي شهدتها بلادنا، مما قد يُفهم منه أنها مُوَجَّهَة ضد هؤلاء الشباب الذي خرجوا ليطالبوا بمحاربة الفساد، ولا مشكل لهم مع المؤسسة الملكية، الأمر الذي يجعل من هذا التصرف هدية مجانية لخصوم المغرب الذين يتصيدون الفرص، ولا شك أنهم وجدوا فيه ضالتهم، ليعلقوا عليه مشجب خبثهم، ويتهموا المغرب الرسمي بمعاداة أبنائه، مستغلين هذا الجهل المركب من السيد البرلماني.
-- اللباس المغربي الذي ظهر به محمد السيمو يرتبط بالرزانة والحكمة، ولا يتلاءم مع مشهد "الخَفَّة" الذي جسده هذا البرلماني الذي كان حريا به أن ينتقي عباراته، وأن يترك جانبا شخص جلالة الملك، ويجيب عن الأسئلة العالقة حول مردودية الحكومة التي يعد حزبه من أركانها، ويقدم حصيلة عمله البرلماني.
لقد آن الأوان أن تُسْفِرَ النخبةُ السياسية عن وجهها، بعيدا عن أسلوب الهروب إلى الأمام وخلط الأوراق، وأن تترك المؤسسة الملكية جانبا، فهي مُسَاءَلة، ومن واجبها أن تجيب، أما الاحتماء بجلالة الملك، واللف والدوران، وتوظيف المغالطة، فذلك مما يزيد الوضع تأزما، وربما زرع مزيدا من الإحباط في النفوس، وجلب علينا أشياء نحن في غنى عنها، وكما يقال ف"عداوة عاقل خير من صداقة جاهل"، ما أحوجنا إلى عقلاء، يكرسون صورة جميلة عن شعب وفي! وما أشد امتعاضنا من جهلاء، يتقمصون صورة أصدقاء، ولا يدرون أنهم هم العدو بسوء تقديرهم ومحدودية تفكيرهم!.