Sunday 12 October 2025
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: وزير الشباب يستخف بالمطالب الشعبية

إدريس المغلشي: وزير الشباب يستخف بالمطالب الشعبية إدريس المغلشي
وماذا  بعد ؟؟؟
 قالها وزير الشباب بطريقة مستفزة ( أومن بعد،آش غا يوقع؟) جواب كان مفاجئا بل صادما يتسم بالتحدي و يفتقد للحنكة والاحترافية فيه نوع من التسرع .جواب بعد سؤال قدمه الصحافي قائلا :"الشباب له مطلب واحد  تقديم الحكومة لاستقالاتها " لقد حاول استفزاز محاوره. لكن الجواب يحتمل  طرحه كثير من التأويلات لايمكن ان تغطي على نقص فضيع لدى مكونات الحكومة في التكوين السياسي. قد تكون محظوظة حين جاءت بها المرحلة نتيجة فراغ سياسي لكنها في الحقيقة لاعلاقة لها بالسياسة بقدرما تبدو مجرد كيانات وبروفيلات من البزنس والسمسرة لا تتقن فن الحوار والتواصل وبالتالي نحن بين جدلية الاقتصاد والسياسة يبدو أنها خسرت الجانبين معا مهما راكمت من ثروات.في الأخير لا نجد مانقوله سوى شكرا لهذه الحكومة انها استطاعت ان تحقق اشياء لم نكن نتوقعها ولم تكن هي على دراية بها .

 
قد يتفاجأ البعض من هذا القول لكنها الحقيقة وقد يتساءل البعض هل تستحق فعلا الحكومة أن نوجه لها الشكر؟ وعلى أي أساس يمكن فعل ذلك ؟ دعونا بداية نسجل ملاحظة جوهرية رغم ولادتهاغيرالشرعية.في نفس الوقت لم نستعجل الطعن فيها حتى لايتهمنا البعض أننا عدميين . لكن لم نكن نتوقع ان تكون سببا رئيسيا ومباشرا في الحراك وتأجيج الشارع بعدما سلمنا وكدنا نرفع الراية ونقول ألا امل في الساحة لتصحيح الوضع . كل الزيادات الصاروخية التي همت المواد الأساسية وسلم المواطن المغلوب أمره ألى الله مذعنا فيما راكمت هي الأرباح من المحروقات و مشاريع كبيرة في تضارب للمصالح صريح ولم نسمع بإعفاء ولا إقالة بل في المقابل تمت تصفية كل مسؤولي المؤسسات التشريعية على حد سواءكرئيس مجلس المنافسة ووسيط المملكة  والمجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي  لانها بكل بساطة صدرت عنها تقارير لم ترق رئيس الحكومة واعتبرها تشويشا صريحا على مساره بينما هي في الواقع  استهداف لصالحيتها و لمقتضيات دستورية وحياديتها.كما يمكن اعتبار من إنجازات الحكومة الغير مباشرة كونها  فضحت هشاشة الاحزاب التي كثيرا مانبني عليها آمالا لتبقى مؤجلة بعدما  فقدت هيبتها وشرعيتها وأصبحت عبارة عن  مأذونيات يستغل عائدها لصالح مجموعة احتكرت كل شيء. ولا هم لها سوى الوصول إلى كرسي الرئاسة دون التفكير في الطريقة ولا احتراما لمرجعيتها السياسية لكن من حقنا  طرح السؤال  إلى اين تسير ديمقراطيتنا المعطوبة ؟ وماهو الحل ؟؟؟ 
 
 معادلة تحتاج لتوضيح و لايمكن القفز على اسبابها التي كثيرا ما يتعطل الاستفسار عن الوضعية  وتضيع منا الحقيقة وفرص استدراك  معالجتها من أجل وقف النزيف والهدر .لكن حري بنا أولا فتح  النقاش حولها بشكل واضح و بالجرأة المطلوبة تحت سقف المؤسسات بلا ديماغوجية ثانيا إزاحة الأسباب التي أفرزت هذه النتائج وساهمت في ظهورها . ملاحظة مهمة في سياق هذا الحديث   مهما حاولنا افتعال احداث من قبيل مهرجانات والترويج لها لم تصمدكل هذه الصور المفتعلة والمقصودة امام مطالب المواطنين  الأمر الثاني حين يقع إشكال علينا ان نتحلى بوعي ومسؤولية  من اجل تقديم الاستقالة . كما يقع في بقاع الدنيا مع السؤال المهم لماذا يصرون على البقاء رغم الكوارث ؟
 بيئة ممارسة السياسة بكل تراكماتها السلبية وعدم تفعيل المقتضى الدستوري فيها وهو اساسي (المسؤولية المقرونة بالمحاسبة ) هي امور ساهمت بشكل كبير في مضمون جواب وزير الشباب ياحسرة : (أووومن بعد .....آش غايوقع كاع..)

 
دون أن نجد أي معطى يبرر وجوده على رأس مؤسسة بل لاشيء يدل على انه يمثل الشباب سوى الوقاحة في الجواب والاندفاع الغير مبرر السلوك ،في ظل فراغات متعددة لكنها مؤلمة ومكلفة للأسف الشديد .تعد سببا رئيسيا في حراك الشباب .