الذي جرى بشفشاون، مؤخرا، يعتبر جريمة ولا ينبغي السكوت عنه، قد يتكرر اليوم، أو في الغد، سواء بمدينة شفشاون أو في المراكز الصاعدة بالإقليم أو بمؤسسات عمومية أخرى.
وتخريب منشأة فنية عمومية عبارة عن نافورة حديثة الانشاء أعطت لمدينة شفشاون في وقت قياسي جاذبية سياحية واقتصادية، ونافست بها المدن السياحية بشمال المملكة.
إن الأمر هنا يطرح تساؤلات كثيرة حول مجالات حماية الحدائق والغابات والاشجار التي تزين المدينة، وكذلك المواقع التاريخية والى غير ذلك من التراث اللامادي من أبواب، وأقواس وأسوار ومتاحف.
ما وقع من جريمة لا ينبغي السكوت عليه مثل باقي المآثر التاريخية التي خربت او تعرضت للنهب والسرقة في سنوات مضت واعتبرت تراثا انسانيا واختفت في لمح البصر والبر والبحر والجو.
وما وقع من تخريب للنافورة التي استثمرت فيها ميزانية هامة وصممت لتكون رمزا وأيقونة الماء ولأبواب المدينة وفي متناول العموم من المواطنين والسياح الوافدين لالتقاط الصور التذكارية، وكذلك تخريبها يعتبر أيضا جريمة ضد الاقلاع السياحي في الوقت الذي تعاني السياحة بشفشاون من منافسة شرسة من عدة أطراف بالقطاع ومنهم مستثمرون ووسطاء بطنجة وتطوان ومراكش.
والخطير في الامر أن هذا التخريب نفذ في الوقت الذي تشهد فيه شفشاون انتعاشا سياحيا مع أسبوع عطلة عيد الفطر.
اليوم أعداء الجمال عقدهم النفسية تتمثل في تخريب كل ما هو جميل، مثل هؤلاء يحتاجون مصحة نفسية لتلقي العلاج.
وتبقى المعادلة الصحيحة دائما الجريمة يقابلها العقاب والتحسيس بدور الفن والابداع والجمال في صفوف الاجيال الجديدة من الشباب في أوساط الاحزاب والجمعيات والمؤسسات التعليمية وعبر وسائل الاعلام الجادة.