الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

خبراء ومهتمون يتدارسون سبل جعل مدينة الدار البيضاء مدينة مستدامة 

خبراء ومهتمون يتدارسون سبل جعل مدينة الدار البيضاء مدينة مستدامة  جامب من أشغال المنتدى
نظم منتدى المواطنة، بشراكة ودعم من مؤسسة فريدريش نومان، وبتعاون مع مجلس جهة الدارالبيضاء سطات، ومجلس مقاطعة الصخور السوداء، مساء يوم الأحد 24 مارس 2024، منتدى "تنمية المدينة المستدامة وتمكين المواطنة الحضرية بالدار البيضاء "، بقاعة الندوات التابعة لمقاطعة الصخور السوداء.
 
يندرج هذا المنتدى في إطار المبادرة المدنية للترافع من أجل المدن المستدامة والمواطنة الحضرية، بحيث حرص المنظمون على ان يكون المنتدى محطة للتواصل والتشاور مع فعاليات وجمعيات المجتمع المدني والسلطات العمومية والجماعات الترابية، والهيئات المهنية والجامعية والإعلامية. 
 
أسئلة مشروعة..
ناقش المشاركون في المنتدى مجموعة من المحاور، حيث تطرقت الجلسة الأولى، إلى   المدن المستدامة بين التدبير الإداري والثقافي، وهو العرض الذي ألقاه الحسن عبايبة، وزير سابق وأستاذ جامعي، والذي حاول مناقشة هذا الموضوع من خلال طرح العديد من الأسئلة المحورية، ابرزها: كيف نستغل مواردنا بطريقة مستدامة؟ هل الدار البيضاء مدينة مستدامة؟ كيف نعالج التفاوتات الاجتماعية داخل المدن؟ وكيف ندبر المدن المستدامة؟ 
أسئلة كثيرة حاول الحسن عبايبة، الوزير السابق الإجابة عنها باقتضاب بحكم ضيق الوقت، وبحكم أن كل سؤال هو موضوع بحد ذاته يحتاج ساعات طويلة لمناقشته. 
واعتبر الأستاذ الجامعي، أن هناك اربعة عناصر ضرورية تعتمد عليها المدن المستدامة، وهي أولا: التخطيط الحضري المبني على مرجعية ثقافية وفنية وإنسانية. ثانيا المرافق الأساسية كالطرق، والخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، أما العنصر الثالث، هو النظافة خصوصا وأن المدن المستدامة أساسها بيئي، والعناصر الرابع والمهم حسب الوزير السابق، هو الأمن، وهو عنصر يرى عبايبة أنه متوفر في جل المدن المغربية. 
وأكد حسن عبايبة، بأن المدن ليست مخصصة فقط للسكن، بل هي الحياة بكل تجلياتها، وهذا لن يتحقق إلا بمعالجة التفاوتات الاجتماعية داخل المدن بتوفير خدمات مشتركة كـ "الترامواي نموذجا".
 
 مجتمع مستدام.. 
أما الجلسة الثانية فقد استعرض المشاركون فيها سبل تحقيق الأهداف التنموية وتفعيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في مدينة من حجم الدار البيضاء، من خلال التركيز على أولويات والتزامات المدن المستدامة والمواطنة الحضرية، والتطرق لمسؤولية السلطات العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص وكذلك الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في ترسيخ هذه الأولويات والالتزامات. 
وهو العرض الذي تطرقت فيه منى بنجلواجة، الفاعلة الجمعوية إلى مرتكزات المدن المستدامة، إذ ترى المحاضرة أنه لا يمكن ان نخلق مدينة مستدامة إذا لم يكن هناك مجتمع مستدام واعي بحقوقه وواجباته. 

 
فالمجتمع المستدام في نظر منى بنجلواجة، يتجسد في سلوك المواطن على المستوى الاقتصادي والبيئي والاجتماعي وإذا تحقق هذا المجتمع تتحقق معه المدن المستدامة التي ترتكز مبادئها على الجاذبية والرفاه، والتماسك الاجتماعي، والمحافظة على البيئة، والقدرة على التكيف والصمود بالإضافة للاستخدام المسؤول للموارد. 
الطرح نفسه أكده عبد الرحيم الكسيري، باحث وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي أكد على أن بناء المدينة المستدامة يبدأ ببناء الإنسان وهذا لا يتحقق بدون التماسك والرفاه الاجتماعي وترسيخ ثقافة البدل والعطاء والتطوع.  
 
المواطنة الحضرية.. 
وتفاعل الحاضرون مع مواضيع هذه الجلسات من  خلال بسط  أراءهم واجتهاداتهم ومقترحاتهم حـــول العديد  من المواضيع أبرزها: شروط ومسؤوليات تنمية المواطنة الحضرية بمدينة الدارالبيضاء، أولويات التنمية المستدامة لمدينة الدارالبيضاء، وإمكاناتها وإكراهاتها، و التزام السلطات العمومية والجماعات الترابية لمدينة الدار البيضاء بحماية الحقوق البيئية وتفعيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة محليا، وكذلك إعمال مبادئ وأليات المدن المستدامة في السياسة والحكامة العمومية والتنمية الحضرية لمدينة الدارالبيضاء، ودور المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مدينة الدار البيضاء وأحيائها من خلال التدخل كل حسب اهتماماته. 

 
المنتدى الذي نظمه منتدى المواطنة بتعاون مع مجلس جهة الدارالبيضاء سطات ومجلس مقاطعة الصخور السوداء، عرف مشاركة مجموعة من فعاليات وجمعيات المجتمع المدني والمنتخبين والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والجامعيين ، وبشراكة ودعم من مؤسسة فردريش نومان.