بعض الفنانين والفنانات يعيشون شظف العيش...
عليهم أن يمرضوا لنعرف أنهم مازالوا أحيانا...
عليهم أن يقدم فرجة حزينة أخيرة من حياتهم.. وهم مرضى مقهورن...
أن يعرضوا وجعهم لصحافي مبتدئ...
لقناة تقدم العجز والبؤس فرجة جماهيرية..
باشم الاحسان... وهم في ذلك ينعشون الجراح...
حين يصير البؤس والعوز والمرض قناصا للايكات... لعداد المشاهدات..
في صفحة تقدم المرض مادة إعلامية..
ضعفا ووهنا ...وصفات طبية وعملية جراحية معلقة..
بعض الفنانين والفنانات
لا يعرهم أي أحد الاهتمام..
بل لا تنتبه إليهم أية جهة رسمية...
لأن الحظ خانهم...
لأنهم كانوا ممثلين...
ولم يكونوا مهرجين...
لأنهم كانوا كبارا في أدوار صغيرة...
أو مستصغرين في أجواء كبيرة..
ولأنهم فقط أثثوا منتوجا رمضانيا ...
لعادل إمام المغربي...
أو لأنهم ممثلون مسرحيون لا يجيدون " تعواج" الفم، وقلب العبارات، واللعب مع الكبار...
رحلوا في صمت ولم يبيعوا لنا شيئا...
بعضهم كبار جدا...
وفقراء جدا...
لم يقدموا إشهارا لحليب ولا زبيب
ولا لشقة ولا قفة ولا حملة..
لأن الناس تريد ذاك الوجه الذي يشبههم في التلفزيون ولا يشبههم في الحياة...
هؤلاء الفنانون والفنانات..
لا صديق لهم حين يشيخون...
وقد يكرمون بكرطونة وكثير من الكلام وهدية من رئيس الجماعة... وكثير من الكلام... والخشب
فهذا زمن سهل التكريم...
دعم جماعة لشراء الحلوى ودرع من بلاستيك وكرطونة... وهدية صينية من نحاس.
وشهادات كثيرة... بلا طعم ولا وجدان..
عفوا...
بعضهم يجيدون البكاء... فما أكثر نحابة حفلات التكريم التي يتكلم فيها كل شيء إلا وجع الفنان، وحين ينفض الحفل، يختفي الكل، ويضطر المكرم للعودة وأسرته في حافلة الألم..
بعضهم يختفون..
ليصلنا نعيهم...
يموتون من المرض والإهمال...
قد لا يأتي للجنازة أحد...
أو قلة تريد سلاما نفسيا...
وصورة حضور بلا معنى...
أو الحديث عن الزوجة وفضلها بدل الميت الطري..
بعض الفنانين والفنانات يشيخون... ثم يموتون...
يمرضون وقلة من تزورهم...
والكبار... كان الله في عونهم فرمضان لا يترك لهم متسعا من الزمن للقيام بالواجب...
هؤلاء الكبار...
أصحاب القبعات...
والشعر الغجري...
أو تلك الضفيرة المسماة ديل الحصان
أو قبة الغلبان...
هؤلاء الذين يطلقون اللحى...
من يدري فقد يأتي مخرج أجنبي ويريد وجه مسيلمة الكذاب جاهزا بلا مكياج أو الحجاج حقيقيا بلا مساحي أو الحلاج جاهز للكفر أو أمير من زمن غابر يجيد المشي على البساط الأحمر..
أو فارس لا ينطق كلمة واحدة، ولكنه يظهر في مشهد ما يجري بين الحشود أو يلعن الدين والعاهرات...
سمعت أن ممثلا غير محظوظ وطيب والله...
قلع قاطعتيه الأماميتين من أجل أداء دور مهم...
تذكرت من قالت يوما أننا نمثل بملابسنا...
وهذا المبدع الجميل القوي كالقطار البخاري تخلى عن أسنانه...
ليقدم الدور في أجمل حلة...
أفرم مم عند الله....
لا أعرف هل صناعة السينما في المغرب ضعيفة جدا...؟
حتى لا تستطيع جعل ممثل ما بلا أسنان دون أن يضطر إلى نزعها...؟
طرف الخبر... صعيب في هذ ٌ الوقت...
قد أتفهم أن يخفض ممثل وزنه كثيرا للعب دور يتطلب ذلك...
أو أن يحلق شعره... وحتى الصلعة أصبحت تصنع..
لكن أن تصير أفرم... فهذا منتهى التضحية من أجل الدراما...
بعض الفنانين والفنانات لا يجيدون تحويل النكت إلى عروض كوميدية...ولا مآسي الناس إلى كوميديا..
يرحلون متى انتهى زمنهم في الأدوار الثانوية...
بينما الآخرون يظلون يطلعون علينا لأقناعنا بالكريدي والانترنيت والضو والما والسجل الاجتماعي وترشيد استهلاك الماء، وتفادي حوادث السير..
وأكثر من يضحك لهم... لا ماء عنده ولا ضوء..
ولا يملك غير براكة هدومها فوق رأسه....
ودراجة نارية وخودة لا رمزية...
بعض الفنانين والفنانات يشيخون..
يموتون في عزلة...
ينشرون نداء قبل الرحيل من أجل سكن أو سرير بالمستشفى...
وحين يموتون...
يصبحون أصدقاء الجميع...
وخصوصا ذوي القبعات والقصات الغريبة واللحى الكثة...
أصحاب دراما تعواج الهدرة...
طبعا هناك ذوو قبعات وشعور محترمون فنيا جدا...
الذين مازالوا يطلعون علينا في رمضان..
كأن الضحك حلال فقط في رمضان..
وأن الفرجة كموسم القنص لها موسم خاص... ولكل بندقية وعيال وكلاب...
هؤلاء برافو لهم فمازالوا سيظهرون في رمضان...
لأنهم مبدعون من نوع خاص...
لكن حين يشبع منهم الشعب... سيشكون النسيان في اليوتوب أو في برنامج يشتغل على الضحك على الذقون...
وتقديم المأساة كفرجة رخيصة...
بعض الفنانين والفنان يختفون...
لأنهم... غير مؤهلين... لفنون القتال الخفي...
وآخرون ترتفع أسهمهم لأنهم مبدعون جدا في فنون الطبخ...
عليهم أن يمرضوا لنعرف أنهم مازالوا أحيانا...
عليهم أن يقدم فرجة حزينة أخيرة من حياتهم.. وهم مرضى مقهورن...
أن يعرضوا وجعهم لصحافي مبتدئ...
لقناة تقدم العجز والبؤس فرجة جماهيرية..
باشم الاحسان... وهم في ذلك ينعشون الجراح...
حين يصير البؤس والعوز والمرض قناصا للايكات... لعداد المشاهدات..
في صفحة تقدم المرض مادة إعلامية..
ضعفا ووهنا ...وصفات طبية وعملية جراحية معلقة..
بعض الفنانين والفنانات
لا يعرهم أي أحد الاهتمام..
بل لا تنتبه إليهم أية جهة رسمية...
لأن الحظ خانهم...
لأنهم كانوا ممثلين...
ولم يكونوا مهرجين...
لأنهم كانوا كبارا في أدوار صغيرة...
أو مستصغرين في أجواء كبيرة..
ولأنهم فقط أثثوا منتوجا رمضانيا ...
لعادل إمام المغربي...
أو لأنهم ممثلون مسرحيون لا يجيدون " تعواج" الفم، وقلب العبارات، واللعب مع الكبار...
رحلوا في صمت ولم يبيعوا لنا شيئا...
بعضهم كبار جدا...
وفقراء جدا...
لم يقدموا إشهارا لحليب ولا زبيب
ولا لشقة ولا قفة ولا حملة..
لأن الناس تريد ذاك الوجه الذي يشبههم في التلفزيون ولا يشبههم في الحياة...
هؤلاء الفنانون والفنانات..
لا صديق لهم حين يشيخون...
وقد يكرمون بكرطونة وكثير من الكلام وهدية من رئيس الجماعة... وكثير من الكلام... والخشب
فهذا زمن سهل التكريم...
دعم جماعة لشراء الحلوى ودرع من بلاستيك وكرطونة... وهدية صينية من نحاس.
وشهادات كثيرة... بلا طعم ولا وجدان..
عفوا...
بعضهم يجيدون البكاء... فما أكثر نحابة حفلات التكريم التي يتكلم فيها كل شيء إلا وجع الفنان، وحين ينفض الحفل، يختفي الكل، ويضطر المكرم للعودة وأسرته في حافلة الألم..
بعضهم يختفون..
ليصلنا نعيهم...
يموتون من المرض والإهمال...
قد لا يأتي للجنازة أحد...
أو قلة تريد سلاما نفسيا...
وصورة حضور بلا معنى...
أو الحديث عن الزوجة وفضلها بدل الميت الطري..
بعض الفنانين والفنانات يشيخون... ثم يموتون...
يمرضون وقلة من تزورهم...
والكبار... كان الله في عونهم فرمضان لا يترك لهم متسعا من الزمن للقيام بالواجب...
هؤلاء الكبار...
أصحاب القبعات...
والشعر الغجري...
أو تلك الضفيرة المسماة ديل الحصان
أو قبة الغلبان...
هؤلاء الذين يطلقون اللحى...
من يدري فقد يأتي مخرج أجنبي ويريد وجه مسيلمة الكذاب جاهزا بلا مكياج أو الحجاج حقيقيا بلا مساحي أو الحلاج جاهز للكفر أو أمير من زمن غابر يجيد المشي على البساط الأحمر..
أو فارس لا ينطق كلمة واحدة، ولكنه يظهر في مشهد ما يجري بين الحشود أو يلعن الدين والعاهرات...
سمعت أن ممثلا غير محظوظ وطيب والله...
قلع قاطعتيه الأماميتين من أجل أداء دور مهم...
تذكرت من قالت يوما أننا نمثل بملابسنا...
وهذا المبدع الجميل القوي كالقطار البخاري تخلى عن أسنانه...
ليقدم الدور في أجمل حلة...
أفرم مم عند الله....
لا أعرف هل صناعة السينما في المغرب ضعيفة جدا...؟
حتى لا تستطيع جعل ممثل ما بلا أسنان دون أن يضطر إلى نزعها...؟
طرف الخبر... صعيب في هذ ٌ الوقت...
قد أتفهم أن يخفض ممثل وزنه كثيرا للعب دور يتطلب ذلك...
أو أن يحلق شعره... وحتى الصلعة أصبحت تصنع..
لكن أن تصير أفرم... فهذا منتهى التضحية من أجل الدراما...
بعض الفنانين والفنانات لا يجيدون تحويل النكت إلى عروض كوميدية...ولا مآسي الناس إلى كوميديا..
يرحلون متى انتهى زمنهم في الأدوار الثانوية...
بينما الآخرون يظلون يطلعون علينا لأقناعنا بالكريدي والانترنيت والضو والما والسجل الاجتماعي وترشيد استهلاك الماء، وتفادي حوادث السير..
وأكثر من يضحك لهم... لا ماء عنده ولا ضوء..
ولا يملك غير براكة هدومها فوق رأسه....
ودراجة نارية وخودة لا رمزية...
بعض الفنانين والفنانات يشيخون..
يموتون في عزلة...
ينشرون نداء قبل الرحيل من أجل سكن أو سرير بالمستشفى...
وحين يموتون...
يصبحون أصدقاء الجميع...
وخصوصا ذوي القبعات والقصات الغريبة واللحى الكثة...
أصحاب دراما تعواج الهدرة...
طبعا هناك ذوو قبعات وشعور محترمون فنيا جدا...
الذين مازالوا يطلعون علينا في رمضان..
كأن الضحك حلال فقط في رمضان..
وأن الفرجة كموسم القنص لها موسم خاص... ولكل بندقية وعيال وكلاب...
هؤلاء برافو لهم فمازالوا سيظهرون في رمضان...
لأنهم مبدعون من نوع خاص...
لكن حين يشبع منهم الشعب... سيشكون النسيان في اليوتوب أو في برنامج يشتغل على الضحك على الذقون...
وتقديم المأساة كفرجة رخيصة...
بعض الفنانين والفنان يختفون...
لأنهم... غير مؤهلين... لفنون القتال الخفي...
وآخرون ترتفع أسهمهم لأنهم مبدعون جدا في فنون الطبخ...
خالد أخازي/ روائي وإعلامي مستقل