منذ سنوات وأصوات الشرفاء تطالب بضرورة مكافحة الفساد بالمغرب، الذي مس العديد من القطاعات، وأصبحت مظاهره متعددة. فما هي الوصفة الناجعة لتجفيف الفساد ؟
هذا السؤال نقلته "أنفاس بريس" لبعض المتتبعين للشأن العام، والذين وإن اختلفوا في الوصفة التي يمكن من خلالها محاربة الفساد، فإنهم اتفقوا على أنه يعرقل المسيرة التنموية التي تعرفها البلاد، وأنه حان الوقت للقطع من كل جذوره التي تمددت بشكل يسئ للمغرب.
وقال حميد وشعيب، عضو المجلس الوطني لحزب الاشتراكي الموحد: "أعتقد أن محاربة الفساد في المغرب تتطلب إرادة سياسية من قبل الدولة تبدأ بانتخابات نزيهة وحرة تفرز منتخبين نزهاء في البرلمان يدركون جيدا مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة، لأن مظاهر الفساد أصبحت متعددة وأصبح هذا الفساد بنيويا ويصعب التغلب عليه بشكل تقني.
وأضاف حميد وشعيب، أنه لابد أن يقوم المجلس الأعلى للحسابات بتفعيل جميع الملفات الموجودة لديه وعدم تركها في الرفوف، ويضعها تحت إشارة القضاء من أجل محاسبة كل المتورطين في الفساد بشكل معلن أو غير معلن.
من جهته أكد عبد الإله حسنين، الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية، أن استعمال مصطلح محاربة الفساد أصبح شائعا ويعتبر في حد ذاته دعاية للفساد. وقال محدثنا: "لم نستطع لحد الساعة إيقاف الفساد ولا محاربته، بل على العكس من ذلك أصبحت الظاهرة هيكلية على جميع الأصعدة. فالفساد ينخر جسم التربية والتعليم والصحة والعدل ودواليب السياسة والبرلمان، بل حتى مكونات الأسرة الصغيرة. وإن أوجه الفساد متعددة من الرشوة إلى السرقة والاحتيال ومن الكسب والثراء غير المشروع إلى الابتزاز واستغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة والمحاباة والمحسوبية وانعدام المحاسبة.
وزاد محدثنا قائلا: " أعتقد أن علينا التحسيس بهذه الظاهرة السلبية على مستوى الطفولة الناشئة، سواء تربويا بالمؤسسات التعليمية، من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة الترفيهية على مستوى المخيمات وفضاءات دور الشباب، قبل أن نتكلم عن الزجر والقواعد القانونية. إن الناشئة اليوم هي عماد مجتمع الغد، وإذا أردنا الوصول لمجتمع خال من مظاهر الفساد فيجب تربية أطفاله على الحقوق والواجبات والمواطنة الحقيقية.
القوانين وحدها لا تفيد، بل لا بد من التربية أولا وأخيرا، فالتربية الواقعية مسؤولية الجميع بدأ بالأسرة الصغيرة.
"إن محاربة الفساد في المغرب تتطلب تفعيل القانون شريطة أن يسهر على تطبيق هذا القانون شخصيات نزيهة تؤمن بالحق والعدالة، وأن يكون لهذه الشخصيات حس وطني.
وزاد محدثنا قائلا: " أعتقد أن علينا التحسيس بهذه الظاهرة السلبية على مستوى الطفولة الناشئة، سواء تربويا بالمؤسسات التعليمية، من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة الترفيهية على مستوى المخيمات وفضاءات دور الشباب، قبل أن نتكلم عن الزجر والقواعد القانونية. إن الناشئة اليوم هي عماد مجتمع الغد، وإذا أردنا الوصول لمجتمع خال من مظاهر الفساد فيجب تربية أطفاله على الحقوق والواجبات والمواطنة الحقيقية.
القوانين وحدها لا تفيد، بل لا بد من التربية أولا وأخيرا، فالتربية الواقعية مسؤولية الجميع بدأ بالأسرة الصغيرة.
"إن محاربة الفساد في المغرب تتطلب تفعيل القانون شريطة أن يسهر على تطبيق هذا القانون شخصيات نزيهة تؤمن بالحق والعدالة، وأن يكون لهذه الشخصيات حس وطني.
هذا ما أكد عليه محمد الشمسي، محامي بهيئة البيضاء، وأضاف أن الفساد يجر المغرب إلى الوراء ويضيع الكثير من فرص التنمية، ولا يجب أن تكون محاربة الفساد مجرد حملة عابرة، لأن هذا الفساد مس جميع القطاعات الحيوية في البلاد.