السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

فوزي بوزيان: من يتحمل عتمة بصيص الضوء في ظل متلازمة الاخفاقات الكروية؟

فوزي بوزيان: من يتحمل عتمة بصيص الضوء في ظل متلازمة الاخفاقات الكروية؟ فوزي بوزيان
لا يمكن عزل لعبة كرة القدم عن السياسات العامة، إذ أنها جزء لا تتجزأ من الممارسة التدبيرية الموكولة للمؤسسات العمومية التي تشتغل تحت مسؤولية الحكومة ورقابة باقي المؤسسات الموكول لها هذا الاختصاص، الاخفاقات الكروية تشكل القاعدة، ضمن بنية من الفشل التي عرفتها سياسات عمومية  بقطاعات اجتماعية وحيوية أخرى من ضمنها التعليم، الصحة، الفلاحة، التعمير، السياحة، الماء.... أكدتها تقارير رسمية وأخرى لهيئات غير حكومية....
بصيص الضوء الذي صنعه عناصر المنتخب الوطني المغربي بقطر، هو نتاج مجهودات نجوم كروية أغلبهم من أبناء العمال المغاربة بالمهجر بدول غربية مولدا ونشأة، فضلوا حمل القميص الوطني بالرغم من كل الاغراءات، والضغوطات التي نهجها مسؤولون ببلاد المهجر، ولعل قصة حكيم زياش خير معبر عن ذلك بعدما رفض اللعب بجنسية هولندية...
نجوم قدموا دروسا الى الجميع بتشبتهم بهويتهم الاصلية، وأدائهم لمباريات كروية بقطر شدت انتباه الجميع حتى تلك التفاصيل الدقيقة التي عبروا من خلالها عن فرحتهم لحظة تسجيل الفوز أو لحظة التأهل، السجود لله شكرا، واستحضار فضل أمهاتهم وآبائهم ...، باحضارهم معهم بالمدرجات وخلال الاستقبال الشعبي والرسمي الكبير من طرف الشعب المغربي وصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
هذا التميز لم يستمر مع الأسف بدورة كأس افريقيا بساحل العاج، لتتجدد الاخفاقات الكروية، واقع يسائل مختلف المسؤولين على كرة القدم خاصة والرياضة وكل السياسات العمومية بصفة عامة.. بطولة وطنية تعاني ولاتتقدم في ظل ما تفجر من قضايا تهم بعض المسيرين، ناهيك عن الأزمات التي تعانيها البطولة الهاوية ... 
وضع أيقظ الحنين إلى بطولة سنوات الثمانينات التي أنجبت نجوما محلية خلقت التميز بكأس افريقيا سنة 1976, وبكأس العالم سنة 1986 بالمكسيك، وبكأس افريقيا بتونس سنة 2004... 
هذا الواقع المقلق يلزم إرادة حقيقية لخلق إقلاع كروي لاسيما وأن المغرب مقبل على احتضان كأس افريقيا سنة 2025، وكأس العالم سنة 2030 إلى جانب اسبانيا والبرتغال، 
وضع يستوجب بناء ينطلق من القاعدة بتوفير الدعم والبنية التحتية اللازمة بالأحياء والفرق الصغيرة، وخلق مدارس كروية على شاكلة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وتخليق التسيير في المجال الكروي، وربط المسؤولية بالمحاسبة المالية والتسييرية ....
المغرب الذي أنجب نجوما في مختلف المجالات والأصناف الرياضية قادر على بناء فريق كروي وطني بنجوم متميزين ومتألقين قادرين على تحقيق النتائج بالنجاعة المرجوة.