السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

فريدة المحمودي: مخطط الوزير ميراوي تخريبي وليس مخططا إصلاحيا

فريدة المحمودي: مخطط الوزير ميراوي تخريبي وليس مخططا إصلاحيا فريدة المحمودي، أستاذة جامعية
في تفاعل مع مذكرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي الموجهة الى رؤساء الجامعات بتاريخ 27 دجنبر 2023، إذ نثمن ما يجب تثمينه من التوجيهات السديدة المضمنة في المذكرة. وباعتبارنا نحن أساتذة التعليم العالي المخاطبون غير المباشرون بهذه المذكرة  نراه من واجبنا التسطير على ماهو مجانب للصواب، ولما يمكن اعتباره دخيل غير مرحب به في سياسة وزير صاحب الجلالة في إدارة شؤون  التعليم العالي في هذا الوطن ...
فإذا كانت اوامر الوزير تطاع بالنسبة لرؤساء الجامعات اعتبارا للتسلسل الإداري، فهي بالنسبة للاساتذة وبالنسبة لممثليهم النقابيين ولكل المهتمين بقضايا التعليم خاصة وقضايا الوطن عامة، تكون محل  نقاش وتمحيص وتبصر... 
وأخص بالذكر خاصة  سياسة الميراوي المعلن عنها ذات الارتباط  بالكليات المفتوحة الاستقطاب. فمخطط الميراوي في المجال يمكن اعتباره تخريبي أكثر منه إصلاحي وخاصة على مستوى تركيزه على كل من؛
- تفعيل مراكز التميز حسب زعمه والتمييز حسب الواقع؛
- لاسراع في مخطط الرقمنة.
 والحال أن كل من المخططين يعتبران مصدر أذى بليغ ويلحقان الضرر بحق المواطن في التعليم الجيد وفق معايير المساواة ونبذ كل أشكال التمييز...
واعتبارا لكون الكليات المفتوحة ملاذ ابناء الشعب الذين في غالبيتهم خريجو التعليم العمومي ... ولأن الكليات المفتوحة هي ملاذهم وأملهم الأوحد في تغيير أوضاعهم الاجتماعية، وتوفير فرص عمل لهم وذلك عبر تحقيق اندماج متكافئ لهم في فرص التعليم والتكوين والإسهام في تنمية الوطن...
يفاجئنا مخطط المراكز التميييييزية ذو البصمة الميراوية الغريبة والبعيدة عن المنطق وعن كل الابعاد المواطنة والحقوقية، وإن وعي الوزير بذلك ما دفعه في البلاغ المذكور الى توجيه تعليماته وتشديده على رؤساء الجامعات للقيام بحملة تحسيسية علها ترقع للاساتذة وللطلبة مظهرا إيجابيا مصطنعا وكاذبا للمراكز المذكورة، والحال انها لا تحمل إلا وبال التمييز والتفرقة بين فئات طلبة  الكليات المفتوحة... كماشدد ذكاء  الميراوي على الحث على تفريع مسالك هذه المراكز وتوطيد قنوات الالتقاء والتعاون مع المكون السوسيو اقتصادي. ويطرح السؤال هل هذة الأجرأة تخص طلبة المراكز التمييزية الميراوية دون باقي طلبة الشعب المغربي... أيعقل في حقل الكليات المفتوحة في مرحلة السداسية الخامسة والسادسة أن نفصل ذوي المعدلات المرتفعة عن غيرهم من باقي الطلبة ونخصهم بكرم تنوع المسالك وتسهيلات الميداوي المميزة والمهينة لباقي الطلبة ابناء الكليات المفتوحة بحجة عدالة التباري؟
الواقع اننا بغينا غير نفهموا:
- واش  الدولة ما عندهاش الفلوس الكافية باش هديك الأجرأة ديال تعدد المسالك وقنوات الالتقاء مع المكون السوسيو اقتصادي، اللي بغا يخصصها الوزير لمراكز التميز ما كافياش با ش نعمموها على طلبة  كل الكليات المفتوحة برمتها ويستفيذ منها كل طلبة الوطن...؟؟؟
- او أن اطر واساتذة الكليات المفتوحة غادين يتلقاو شي تكوين إضافي ومستمر باش يخصو به طلبة التمييز الميراوي دون باقي الطلبة؟؟؟؟
- أو واقيلا الميراوي غادي يبدع شي مضامين ذات جودة عالية، ويقدر يستوردها حتى هي من الخارج علاش لا ياش يقريها لهادوك طلبة التمييز  الميراوي حيث ولابد ما خاص تكون شي حاجة باش نميزوا هادو على هادوك...
- واقيلا راه الوزير الميراوي بغا يدير التمييز الإيجابي باش الكوسالى ما يأثروش على المجتهدين وهكذا فكر يعزل هادو على هادوك ...
- واقيلا الوزير خاف على المجتهدين من الاكتظاظ وقال ارى ننقدهم ونضمن لهم القلة....
ونسا الوزير ان كل مدرجات  الكليات المفتوحة تهجرات من بعد كورونا من طرف الطلبة وأصبح عدد المقاعد الفارغة يفوق الثلتين واكثر. 
غريب ان لا يكون في علم السيد وزير التعليم عزوف الطلبة عن الحضور الى المحاضرات بعد كورونا وموجة الرقمنة التي واكبتها وقد كان لذلك مبرر الحظر اما ان يستمر دعمها فيما بعد ففي ذلك تخريب للتكوين الجيد وخرق لمقومات الحق في التكوين والتعليم وتشجيع العزوف وعلى الهدر المدرسي...
وفي ذات  السياق  فإن السيد الوزير الميراوي في ثنايا المذكرة يشدد على الإسراع في بدعة التعليم الرقمي والتسريع في إقرار آليات جعله ملزما للاستاذ كما للطالب. والسؤال المطروح هنا  هو أي قيمة إضافية سيحققها وضع وشهر المضامين الدراسية عبر الأنترنيت ووسائل التواصل..؟؟؟؟
.الواقع ان بدعة التعليم الرقمي لن تعمل إلا على إفراغ العملية التعليمية والتكوينية من كل محتواها... ودليل ذلك ما نعيشه من تفريغ للمدرجات من العنصر البشري محور رحى  التعليم والتكوين. ويطرح السؤال  ماذا يعني كل ذلك في شموليته الاستراتيجية؟ 
مما لاشك ولاريب فيه إن كل تفكير اوتفعيل للتعليم عن بعد في غير موطنه ستكون له نتائج كارثية  لكونه  :
- سيسهم في تشجيع الكسل و في إفراغ الطلبة من رغبة التحصيل وحب المواد المدرسة والتفاعل معها فهما وتحليلا ونقدا وآبداعا...
- سينشئ أجيالا من شباب المغاربة مفرغي الإرادة  اتكاليون ذوي عقول سلبية غير فاعلة بل  مفعول بها... اجيال من الشباب ستضحى عقولهم  تعتمد التلقي السهل للمعلومة في زمن ماعادت المعلومة هي الرهان، بل الرهان هو بناء الذات بناء سليما مؤطرا مفعما بروح الهوية والوطن واحترام  الواجب والحق.
 والحال ان التعليم عن بعد في غير ضرورته الاستعجالية المؤقتة بفعل  قوة قاهرة يعد سم فتاك يفتك ولا يستبقي من الناشئة المكونة، عبره غير شباب أمة فاشل منعزل عن عالمه، مكتف ببزخم المعلومات المسمومة المسكوبة  في عقله الفارغ المسلوب.
- ان الحث الميراوي على تسريع وتفعيل الكترونية التعليم ستؤدي الى مزيد من إفراغ الرغبة والحب في العلم والتعلم، وستحرم الطلبة من متعة التمدرس في مرحلة الجامعة ومن متعة تكوين الذات عبر الاستيقاض المبكر وخوض رهان التنقل مشيا او ركوبا الى الكليات ومتعة نسج علاقات؛ عبرها تتبادل والافكار والآراء والتجارب وعبرها تبدأ رحلة اكتشاف الصواب من الخطأ  فعبر الاحتكاك والتنافس تتقد الإرادات وتنسج مخططات النجاح....
فالتكوين السيد  معالى الوزير لا ينحصر في توفير المضامين عبر المنصات... والصواب هو أنه لو كان لمكنة فرض إجبارية الحضور امكانية في رحاب المدرجات، لكان عليكم واجب فرضها في تعبير عن حب وعن غيرة لناشئة الوطن...فالرهان  سيدي الوزير ابعد واعمق من مجرد مخطط تسريع الانتقال الرقمي لان التحدى هو أي مواطن سينتج لنا التعليم عن بعد عبر المنصات الالكترونية والاتصالاته؟ اتخيله ماطن اقرب منه للروبوط منه للأنسان ...   
إن خطر (*الانتقال*) الرقمي أخطر  مفعول على من سيأتي من الأجيال ضحايا هذا المخطط اللعين، من انفجار القنبلة النووية...
فاتقي الله ايها  الوزير و قم بمنع التدريس الرقمي منعا كليا حيث لا يسمح به إلا في الحالات التي تقتضيها القوة القاهرة التي لايمكن توقعها ولا دفعها...