لم ينجح الرأي العام المحلي والوطني في القبض على تلابيب قصة النصب التذكاري لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس ، التي أسالت حلقاتها الكثير من المداد بدار الضمانة في الأيام الأخيرة. إلا أن أكبر ضحية في علاقة بمبادرة نية الشركاء تبقى فيها نبيلة -هو المبدأ الدستوري " الحق في المعلومة " الذي شيع جنازته ومشى فيها أكثر من طرف معني بشكل مباشر بالقصة !والنتيجة لم تكن غير " توبقال" من "الفاك نيوز" ، انتهت بإقبار الحقيقة ليلة الأحد المعلوم .
إذا وضعنا مبادرة النصب التذكاري في سياقها قبل أن تتحول إلى قصة استعملها البعض لتصفية حسابات نحيلة ، لا يمكن إلا رفع القبعة للشركاء الذين فكروا فيها ونسجوا خيوطها بإبرة الجاذبية السياحية لدار الضمانة . نعم لم تكن عملية النسج محبوكة، فكانت الهفوة القانونية والتقاليد المرعية التي ترتب عنها ضجيج واسعة مساحته.
التفاصيل التي يتوفر عليها " أنفاس بريس " تفيد بأن منظمة أهلية بشراكة مع مجلس جماعة وزان ، وفي اطار التسويق السياحي لمدينة وزان ، ولو بإمكانيات محدودة، بل وحتى في غياب توفر مجلس الجماعة على استراتيجية واضحة المعالم ذات الصلة بالموضوع ، قررا تنظيم نشاط يستقبلان فيه ثلة من الشباب من خارج الاقليم اعتاد الإطار المدني الذي يجمعهم ، تنظيم زيارات استكشافية للوقوف على ما تزخر به ربوع التراب الوطني من مؤهلات مادية ولامادية ، لهذا السبب أو ذاك يلفها النسيان وتظل مغمورة .
فقرة من النشاط الذي استقر عليه رأي الشركاء ، وكانت تفاصيله عند مختلف المتدخلين قبل تنزيله حسب مصادرنا !زيارة قمة جبل بوهلال ( موقع شجرة تاشتا ) ، وبالضبط القمة التي سبق للمغفور له الملك محمد الخامس زيارتها في الحقبة الاستعمارية . ولأن الشريكان ( الجماعة والجمعية ) مقتنعان بأن الشخص هو أثره ، اتفقا على تثبيت نصب تذكاري بعين المكان ، ولم يكن هذا النصب غير شعار المملكة ، و صورة بطل التحرير المغفور له محمد الخامس ، ولوحة ارشادية .
إلى حد اللحظة كانت الأجواء جد ايجابية ، وتناول الزوار والمستقبلون وجباتهم/ن الغذائية بعين المكان ، وشغّلوا التقنية الجديدة في التواصل ، بحيث تقاسموا مع أكبر عدد ممن هم/ن في ارتباط معهم/ن حتى بالعالم الافتراضي ، صور التذكار ، و تبادلوا التهاني فيما بينهم لأن الهدف النبيل تحقق ، تعلق الأمر بالترويج السياحي للمدينة ، أو بداية رد الاعتبار لهذه القمة من جبل بوهلال التي حظيت ذات زمان بالتفاتة من بطل التحرير .
لكن بالبنط العريض هذه المرة. ما كاد الليل يسدل خيوطة حتى ارتفعت درجة حرارة الهواتف الرسمية ، فتحركت المعاول ، وفي جنح الظلام أتت على انجاز له رمزية استثنائية !
السؤال الذي لم يجب عنه لا مجلس الجماعة ولا الجمعية ببلاغ رسمي ،تاركان الكلمة الأولى والأخيرة ل"الفاك نيوز" لفدلكة الرأي العام حسب الأهواء ، هو من قام بتخريب النصب التذكاري اذا استبعدنا التماسيح والعفاريت ؟ هل كانت هناك تعليمات من مستوى عالي بالإقليم وهذا هو المرجح ؟ وإذا كان من قد أقدم على هذا الفعل الجبان مجهول ، فلماذا لم يتقدم الشريكان بشكاية لدى النيابة العامة لفتح تحقيق في الموضوع وتتبع تفاصيله ، فالبلاد يحكمها القانون وليست مفتوحة على السيبة ..... .؟ وأمننا الوطني مشهود له بالخبرة العالية ( يجبد الفاعل فين ما كان )؟ الفعالية السياحية المذكورة لم يستوفي تنظيمها الجوانب القانونية ، واحترام التقاليد المرعية والاجراءات الادارية.،بالتأكيد.
لو أن مجلس الجماعة والجمعية انتصرا لفعلية مبدأ الحق في المعلومة ، وأقرا بمعية باقي الأطراف المتدخلة بالهفوة التي وقعوا فيها عن حسن نية ، مادام الخطأ انساني ، فسارعوا لإصدار بلاغ يكشف لغز قصة النصب التذكاري ، ما أخذ الموضوع كل هذا الحجم من القراءات واللغط بخلفيات سياسوية .... ورغم ذلك ألف مرحبا بكل المبادرات السياحية التي تشكل هذه واحدة منها ، رغم ما حدث ، ما دامت السياحة رافعة أساسية في المشروع التنموي لدار الضمانة .