اعتمدت الولايات المتحدة مرار على نمط من التعامل مع الدول التي تعتبر أنها تشكل تهديدا لنفوذها، يقوم على استراتيجية التفكيك التدريجي .. بدءا من العقوبات، مرورا بالعزل والحصار وصولا إلى استعمال القوة لإسقاط النظام أو تفتيت الدولة نفسها ..
وقد شاهدنا هذا النموذج في منطقتنتا من خلال حالات العراق، ليبيا، وسوريا، حيث كانت نهايات تلك الدول نتيجة مباشرة للتراكمات وسياسيات الإحتواء طويلة الأمد وليس من خلال ضربة واحدة وحيدة وحاسمة ..
واليوم بعد الضربات الأخيرة على المفاعلات النووية ، يبدو أن دور الحسم جاء على إيران وأن الولايات المتحدة لن تهدأ خاصة بعد أن كشفت إيران عن قدراتها الصاروخية النوعية .
لن تهدأ أمريكا إلا بعد القضاء على نظام إيران، وتجريدها من مقدراتها الاستراتيجية، وربما القضاء على وحدتها الترابية كذلك .
لذلك إيران هي اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما ..
1.. خيار الاستسلام التدريجي
وهو نفسه خيار ليبيا والعراق .. قد يبدو خيارا آمنا للوهلة الأولى، لكن التجارب السابقة أتبثت أن الاستسلام والخضوع للإملاءات لا يضمن بقاء النظام، بل يعجل بسقوطه .. لأنه مع الوقت تتآكل شرعية النظام وتتناقص الثقة في قدرته على حماية مصالح البلاد مما يُمهّد الطريق لتفكيك الدولة من الداخل .
1.. خيار الاستسلام التدريجي
وهو نفسه خيار ليبيا والعراق .. قد يبدو خيارا آمنا للوهلة الأولى، لكن التجارب السابقة أتبثت أن الاستسلام والخضوع للإملاءات لا يضمن بقاء النظام، بل يعجل بسقوطه .. لأنه مع الوقت تتآكل شرعية النظام وتتناقص الثقة في قدرته على حماية مصالح البلاد مما يُمهّد الطريق لتفكيك الدولة من الداخل .
2.. خيار المقاومة ومواجهة التحدي الوجودي ..
هو الخيار الأصعب لكنه الوحيد الذي قد يضمن في نظري بقاء إيران ككيان موحد ولكي تنجح هذه المقاومة، لا بد من اتباع خطة واضحة تقوم على الأقل على ما يلي :
• معالجة الاختراق الاستخباراتي ..
العمليات النوعية والخطيرة التي استهدفت البنيات الإستراتيجية والكوادر النوعية تؤشر على وجود ثغرات استخباراتية خطيرة وربما قاتلة إذا لم يتم تداركها سريعا ..
• تسريع امتلاك سلاح الردع
بدون شك فإن امتلاك السلاح الرادع يمنع التدخلات الخارجية ويُرغم القوى الكبرى على احترام حدود الدولة وعدم التدخل الفاضح والمباشر في شؤونها حتى لو عارضت نظامها صراحة ..
• استمرار الضغط على الكيان الصهيوني
يجب مواصلة إرهاق الكيان ومن يدعمه في حرب استنزاف طويلة قدر الإمكان حتى تتوزع الخسائر على كل الأطراف ..
• تبني إصلاحات شاملة لبناء جبهة داخلية صلبة ..
لا يمكن لأي نظام أن يصمد فقط بالقبضة الأمنية .. ( شاهدنا كيف انهار نظام بنعلي )..
الإصلاح الاقتصادي، محاربة الفساد، وفتح هوامش سياسية أوسع، كلها أمور تقوي الجبهة الداخلية وتعزز مناعة الدولة ضد الاختراقات ..
• توسيع التحالفات الدولية والإقليمية
تعميق التحالف مع روسيا والصين لأنه ضروري رغم الخذلان الحالي .. وفيه فوائد لكل الأطراف ..
تعميق الروابط مع دول مثل تركيا، مصر، وباكستان، والسعي الى علاقات طبيعية مع الدول العربية وإن كانت هذه العلاقات معقدة، يبقى أمرا ضروريا لكسر العزلة وخلق توازن في وجه المحور الأمريكي الغربي ..
هو الخيار الأصعب لكنه الوحيد الذي قد يضمن في نظري بقاء إيران ككيان موحد ولكي تنجح هذه المقاومة، لا بد من اتباع خطة واضحة تقوم على الأقل على ما يلي :
• معالجة الاختراق الاستخباراتي ..
العمليات النوعية والخطيرة التي استهدفت البنيات الإستراتيجية والكوادر النوعية تؤشر على وجود ثغرات استخباراتية خطيرة وربما قاتلة إذا لم يتم تداركها سريعا ..
• تسريع امتلاك سلاح الردع
بدون شك فإن امتلاك السلاح الرادع يمنع التدخلات الخارجية ويُرغم القوى الكبرى على احترام حدود الدولة وعدم التدخل الفاضح والمباشر في شؤونها حتى لو عارضت نظامها صراحة ..
• استمرار الضغط على الكيان الصهيوني
يجب مواصلة إرهاق الكيان ومن يدعمه في حرب استنزاف طويلة قدر الإمكان حتى تتوزع الخسائر على كل الأطراف ..
• تبني إصلاحات شاملة لبناء جبهة داخلية صلبة ..
لا يمكن لأي نظام أن يصمد فقط بالقبضة الأمنية .. ( شاهدنا كيف انهار نظام بنعلي )..
الإصلاح الاقتصادي، محاربة الفساد، وفتح هوامش سياسية أوسع، كلها أمور تقوي الجبهة الداخلية وتعزز مناعة الدولة ضد الاختراقات ..
• توسيع التحالفات الدولية والإقليمية
تعميق التحالف مع روسيا والصين لأنه ضروري رغم الخذلان الحالي .. وفيه فوائد لكل الأطراف ..
تعميق الروابط مع دول مثل تركيا، مصر، وباكستان، والسعي الى علاقات طبيعية مع الدول العربية وإن كانت هذه العلاقات معقدة، يبقى أمرا ضروريا لكسر العزلة وخلق توازن في وجه المحور الأمريكي الغربي ..
ما الذي يمنع من ترك الخلافات السياسية جانبا أو تسريع حلها لمواجهة تحديات وجودية أخطر على الجميع .. لماذا يتجند الغرب كلما استدعت الضرورة دفاعا عن مصالحه في حين يتفرق المستهدفون ليتم الإستفراد بهم واحدا بعد الآخر مثل الثيران الملونة ؟!
علمنا التاريخ أنه قد يسقط النظام، لكن بقاء الدولة مرتبط بحصانة الجبهة الداخلية وبامتلاك وسائل الردع في مواجهة الأطماع الخارجية ..
روسيا اليوم باقية ومؤثرة رغم سقوط الاتحاد السوفيتي، لأن السلاح الردعي أبقى مكانتها العالمية .. في حين أصبحت أوكرانيا في وضع سيء تتقادفها مصالح الأطراف المتصارعة حول النفوذ داخلها ..
وعليه، فإذا اختارت إيران الإستمرار في طريق المقاومة رغم خسائرها الحالية والأضرار التي لحقت بأدرعها ونجحت في تنفيذ بنودها، قد تضمن بقاءها كقوة إقليمية يحسب لها، أما إذا راهنت على تقديم التنازلات والحلول المؤقتة فمصيرها قد لا يختلف عن مصير العراق أو ليبيا ..
وعندما نقول إيران فنحن نقصد البلد الذي تجمعنا به آواصر التاريخ والحضارة وليس النظام الذي قد يستمر لبعض الوقت ولكنه في كل الأحوال حالة طارئة وستمر ..