تنظم الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ فرع فاس يوم السبت المقبل ثاني دجنبر 2023 بدار الشباب البطحاء بالعاصمة العلمية ابتداء من الساعة 16,00، لقاء فكريا يخصص لقراءة مؤلف " حفريات صحفية من المجلة الحائطية الى حائط فايس بوك " للكاتب الصحفي جمال المحافظ.
يساهم في قراءة هذا الكتاب الذى يندرج ضمن الأنشطة الثقافية والفكرية لفرع لجمعية لاميج بفاس كلا من الأستاذين الجامعيين مصطفى اللويزى ومحمد الزوهرى، وذلك بحضور عدد من الفعاليات التربوية والثقافية والاعلامية والجامعية.
يوضح جمال المحافظ، العضو السابق بالمكتب المركزي لجمعية لاميج، في كتابه بأن كلا من المجلة الحائطية والفيس بوك، يشتركان في خصائص متعددة، أبرزها كتابة كل منهما على الحائط، وإن كان حائط المجلة عالم مادي فيزيقي، وحائط الفيس بوك افتراضي رقمي، معتبرا أنه رغم اختلاف أزمنة نشأتهما ودعاماتهما، فإنهما يتقاسمان خاصية " الفعل التواصلي" الذي لا يقوم على تبادل المعلومات، وإنما يقوم بفعل التأويل لما يحدث، ويستطيع بلورة القواعد والآليات التي تسمح بالعيش الجماعي .
كان زمن المجلة الحائطية زمنا جميلا، بالنسبة للمؤلف، زمن الطفولة والطهر والصدق والأمانة، والجرأة والشجاعة والتفاني والوطنية والتضحيات والتطوع، وغيرها من القيم النبيلة، ربما التي بدأت تتحل بتحلل شروط إنتاجها، كما سجل الجامعي ادريس جبري الأستاذ الباحث في الاعلام والاتصال في قراءة الكتاب في احدى اللقاءات السابقة.
وكانت الكتابة والرسوم والألوان والخطوط البهية على المجلة الحائطية، وكان التواصل والإخبار والتثقيف والترفيه والحوار والنقاش في قضايا الوطن، والأمة والإنسانية...كانت الكتابة على المجلة الحائطية بخط اليد...ورعشاته، وتدفقاته، وتذبدباته، بيد أن التاريخ ماكر، إذ وصل الإنسان إلى مرحلة تدمير الكتابة واللغة مذ اكتشف آلة افتراضية بلا قلب ولا روح، بمجرد اختـراع الأنترنيت والفضاء الافتراضي والوسائط الاجتماعية.
وفي تقديمه لهذا الكتاب كتب ادريس اليزمي رئيس الجالية المغربية بالخارج، أن لاميج التي أسسها سي محمد الحيحي صحبة بعض الرفاق، من بين الجمعيات التربوية التي أنشئت ضمن ديناميات مرحلة ما بعد الحماية، والتي ساهمت في تكوين أجيال من المناضلين والمناضلات، تلقت تربيتها في مدرسة الالتزام والمواطنة، ما بين دور الشباب والمخيمات الصيفية، وورشات القراءة والأوراش المفتوحة في الهواء الطلق. وقال في هذا الصدد إن الكاتب والصحفي والجمعوي جمال المحافظ، هو ابن لهذه التقاليد، إذ تم تكوينه مباشرة من قبل سي الحيحي، وتأثير هذه المدرسة المستدام باد في هذه المقالات، المكتوبة من طرف مواطن يقظ، تختبر يقظته في علاقة مع الأحداث التي يجد ضمنها، دوما، مبررا لكتابة مقالاته.
يتضمن ما يقرب من مائة عنوان، لنصوص متنوعة، وأحداث عديدة، وبحضور واضح لشخصيات وازنة، وفي مجالات كثيرة، خيطها الناظم قضايا الصحافة والإعلام والتواصل على ضوء تحديات ورهانات الثورة الرقمية.
وفي هذا الصدد، يتناول الكتاب الواقع في 400 صفحة من الحجم المتوسط، عددا من القضايا والاشكاليات طرحتها التحولات التكنولوجية من خلال محاولة الكاتب سبر أغوارها، وذلك بهدف المساهمة في إثارة الانتباه الى أهمية الاعلام والاتصال في عالمنا المعاصر، والتأكيد على أن لا يمكن فهم الصحافة والاعلام فهما شموليا، دون الإحاطة بأنظمة ومؤسسات المجتمع ، لأن وسائل الإعلام هي جزء من البناء الاجتماعي، وتطور هذه الوسائل، يظل رهينا بالتحولات في كافة الميادين في أي بلد.
وعلى ظهر غلاف هذا الإصدار الجديد، كتب مراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب، إن المؤلف يقفُ على حُدودِ التّمـاس بين الإعلام والمجتمع في تمظهراتِه السياسيّة والاجتماعية والثقافية والتربوية، وهو ما يتيحُ له مُزاوجة النّظر في التأثيرات المتبادلة بينهُما ورصد التفاعلات التي يُحدثُها كل طرفٍ في الآخر موضحا أن هذه الحفرياتِ، جاءت بطعم التاريخ وهاجِس الحلم والتغيير... جاء مِدادُها من محبرة المربّي والحقوقي الراحل محمد الحيحي الرئيس الأسبق للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، والإعلامي الفقيد محمد العربي المساري، فنجحت في أنْ تؤكّد التلازمَ بين التربية والإعلام في اللحظة التي ينْصهران فيها من أجْل مجتمع الحرية والمعرفة.
جمال المحافظ، رئيس المكتب التنفيذي للمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، حاصل على الدكتوراه في الحقوق، أستاذ جامعي زائر، مدير اعلام سابق بوكالة المغرب العربي للأنباء، وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية سابقا، وعضو كرسي محمد العربي المساري للإعلام والاتصال بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، له عدد من المؤلفات والمساهمات في عدد من المنابر.