الأربعاء 5 فبراير 2025
سياسة

سمير شوقي: المغرب - فرنسا..هكذا تم اختيار سميرة سيطايل

سمير شوقي: المغرب - فرنسا..هكذا تم اختيار سميرة سيطايل سمير شوقي والسفيرة سميرة سيطايل
بعد عدة أشهر من الفراغ، أصبح للمغرب سفيرة بفرنسا في شخص سميرة سيطايل.
ما كان مفاجأة للكثيرين، لم يكن كذلك بالنسبة للكثير من زملائي الصحفيين، على الأقل ليس بالنسبة لي. لأن سميرة سيطايل أو "SS" كما أحب زملاؤها في القناة الثانية أن ينادوها، لم تُسقَط بالمظلة فجأة. فمن المؤكد أن سميرة لا تتمتع بأي خبرة دبلوماسية، لكنها أظهرت إتقانًا كبيرًا للمجال السياسي الدبلوماسي في فرنسا، وهو ما لا يتمتع به الدبلوماسيون المتمرسون في المغرب.
يجب أن لا ننسى أنها ولدت في فرنسا وأمضت دراستها كاملة هناك. ولذلك هي على أرض تدرك خباياها جيدا، فهي فرنسية مغربية، متمسكة بقيم الجمهورية دون أن تنأى بنفسها عن جذورها المغربية. علاوة على ذلك، عادت إلى المغرب في سن 26 عامًا لتبدأ حياتها المهنية كصحفية في القناة الاولى قبل ان تلتحق بالقناة الثانية، التي أراد الملك الراحل الحسن الثاني أن تكون أكثر انفتاحا وحرية وتمردا في بعض الأحيان. 
وجدت سيطايل ذاتها هناك، وسرعان ما لفتت الأنظار، حيث انتقلت من مقدمة للأخبار إلى مقدمة نجمة للبرنامج الرائد "ساعة الحقيقة"، حيث تمكنت من إجراء مقابلات مع شخصيات مغربية كبيرة، وكذلك شخصيات دولية بما في ذلك رؤساء دول مما مكنها من الترقي إلى  المنصب الرئيسي كمديرة الأخبار، وهو المنصب رقم اثنين في القناة.
وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه أن تتم ترقيتها، عن حق، إلى منصب المدير العام للقناة، فاجأت الجميع واستقالت رسميًا لتلتحق بعائلتها، حيث كان زوجها هو نفسه دبلوماسيًا وسفير المغرب لدى اليونسكو.
هناك عدة عوامل رجحت اختيار سميرة مقارنة مع المرشحين الآخرين، وجميعهم وزراء سابقون. لأنه على الرغم من عودتها إلى المغرب في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن سيطايل لم تقطع ارتباطها مع عالم السياسة والثقافة في فرنسا. أكثر من ذلك، سمحت لها مسؤولياتها في القناة الثانية بتعزيز شبكة علاقاتها الفرنسية، التي تمكنت من توسيعها على مر السنين مع الطبقة الدبلوماسية في فرنسا، دون أن ننسى أنها استفادت كذلك من وجود زوجها في قلب شبكة العلاقات التي أقامها في هذه الدوائر.
إضافة إلى ذلك، فإن سفيرتنا الجديدة تتمتع بقدرة ممتازة على التواصل. ومن اكتشفها لأول مرة خلال ظهورها على قناة BFMTV الفرنسية، بعد أيام قليلة من زلزال الحوز، لم ير شيئا حتى الآن. ستكون سميرة زبونة جيدة للقنوات التلفزيونية، وستعرف كيف تدافع جيدا عن بلدها بالخطاب والحجج والإقناع.
من المؤكد أن تعيين سيطايل يمثل مقاربة النوع للدبلوماسية المغربية الجديدة في عهد الملك محمد السادس، لكنه قبل كل شيء يعد بمثابة قطيعة مع البروفيلات الكلاسيكية التي تفضل شعار "دعونا نعيش في الخفاء، دعونا نعيش سعداء"... 
بالتوفيق سميرة