الدكتور انور الشرقاوي بتعاون مع الدكتور بومهدي بونهير طبيب اختصاصي في الأشعة " الراديولوجيا "
خلال النسخ الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم، قدّمت كرة القدم الإفريقية صورة مكثفة عن قوتها، واندفاعها البدني، وحدّتها التنافسية العالية.
غير أنّ خلف المتعة الجماهيرية والاحتفالات الصاخبة، سُجّلت إصابات خطيرة عند.الاعبين ، في مقدمتها الكسور، التي كانت إلى عهد قريب تهدد بإنهاء المسار الدولي للاعبين أو تعيقهم لفترات طويلة.
اليوم، تغيّر المشهد جذريًا.
فالتطور اللافت في تقنيات التصوير الطبي أعاد رسم خريطة التعامل مع الإصابات، وجعل من التشخيص الدقيق عاملًا حاسمًا في سرعة العلاج ونجاح العودة إلى الملاعب.
فالتطور اللافت في تقنيات التصوير الطبي أعاد رسم خريطة التعامل مع الإصابات، وجعل من التشخيص الدقيق عاملًا حاسمًا في سرعة العلاج ونجاح العودة إلى الملاعب.
في إحدى النهائيات القارية الأخيرة، اضطر المدافع الإيفواري سيرج أوريي إلى مغادرة أرضية الملعب بعد اصطدام عنيف على مستوى الساعد.
الأشعة السينية التي أُجريت بشكل استعجالي أكدت وجود كسر واضح في عظم الكعبرة، قبل أن يُكمل التصوير المقطعي (السكانير) التقييم، محددًا مسار الكسر ومستبعدًا أي إصابة مفصلية.
هذا التشخيص الدقيق مكّن الطاقم الطبي من اتخاذ قرار علاجي سريع ومناسب، فيما سمحت المراقبة الإشعاعية المنتظمة بتأمين التئام العظم، والعودة التدريجية إلى التداريب في آجال محسوبة.
أما في حالة النيجيري ويلفريد نديدي، فقد تعلق الأمر بكسر إجهادي في عظم الساق (الظنبوب)، نتيجة توالي المباريات ذات الإيقاع المرتفع.
وبينما لم تكن الصور الشعاعية الأولى كافية، كشف التصوير بالرنين المغناطيسي مبكرًا عن الإصابة العظمية.
هذا التشخيص الاستباقي سمح بتعديل الحمل التدريبي فورًا، وتفادي تطور الإصابة إلى كسر كامل، ما سرّع وتيرة التعافي.
في السنغال، تعرّض النجم ساديو ماني لإصابة قوية على مستوى القدم خلال نسخة تنافسية مشتعلة من البطولة.
التصوير المقطعي عالي الدقة، مدعومًا بالرنين المغناطيسي، كشف عن وجود كسور مجهرية وحدد بدقة حالة الأنسجة الرخوة المحيطة.
التصوير المقطعي عالي الدقة، مدعومًا بالرنين المغناطيسي، كشف عن وجود كسور مجهرية وحدد بدقة حالة الأنسجة الرخوة المحيطة.
هذه الخريطة التفصيلية للإصابة وجّهت نحو علاج تحفظي صارم، مع متابعة إشعاعية دقيقة ضمنت عودة آمنة دون مجازفة غير محسوبة.
ومن الجزائر، شكّل ملف يوسف عطال مثالًا آخر على الدور المتقدم للتصوير الطبي.
إذ تعرّض لكسر في الشظية بعد تدخل قوي، لكن دور الأشعة لم يتوقف عند التشخيص الأولي.
فصور المتابعة، سواء بالأشعة السينية أو بالسكانير، ساعدت على ضبط برنامج العودة إلى اللعب استنادًا إلى صلابة العظم الفعلية، لا إلى زوال الألم فقط.
إذ تعرّض لكسر في الشظية بعد تدخل قوي، لكن دور الأشعة لم يتوقف عند التشخيص الأولي.
فصور المتابعة، سواء بالأشعة السينية أو بالسكانير، ساعدت على ضبط برنامج العودة إلى اللعب استنادًا إلى صلابة العظم الفعلية، لا إلى زوال الألم فقط.
وعند أسود الأطلس، يبرز نموذج نايف أكرد كدليل واضح على التكامل الذي توفره تقنيات التصوير الحديثة.
فبعد إصابته بكسر على مستوى الحوض خلال منافسة قارية، خضع لتصوير بالرنين المغناطيسي للحوض، قيّم بدقة الإصابات العظمية والعضلية والرباطية في آن واحد.
فبعد إصابته بكسر على مستوى الحوض خلال منافسة قارية، خضع لتصوير بالرنين المغناطيسي للحوض، قيّم بدقة الإصابات العظمية والعضلية والرباطية في آن واحد.
هذه الرؤية الشاملة أمّنت إعادة تأهيل وظيفية آمنة، وعودة تدريجية إلى المنافسة الدولية دون مضاعفات.
تُظهر هذه الحالات البارزة أن التصوير الطبي أصبح اليوم حلقة مركزية في كرة القدم الإفريقية عالية المستوى.
فالأشعة السينية، والسكانير، والرنين المغناطيسي لم تعد أدوات تشخيص فقط، بل أصبحت وسائل توجيه علاجي، وضمان لإعادة التأهيل، ومرجعًا موضوعيًا لتحديد لحظة العودة إلى الميدان.
في كرة قدم إفريقية تزداد سرعةً، وشراسةً، وتحت عدسة إعلامية لا ترحم، لم تعد فترة التعافي رهينة الزمن وحده، بل رهينة دقة القرار الطبي.
وبفضل التصوير الطبي الحديث، باتت كسور الأمس، التي كانت تعني الغياب الطويل، إصابات يمكن التحكم فيها، ما جعل من طب الرياضة شريكًا أساسيًا في الأداء العالي واستدامة المسيرات الكروية.

