حينما كان الشاعر عبد اللطيف اللعبي وأصدقاءه في مجلة سوفل Soufflesأمثال عبد الحميد أمين، الذي كان يكتب تحت اسم مستعار؛ محمد بلعربي والشاعر مصطفى النيسابوري وابراهام السرفاتي، يواجهون الحسن الثاني بثقافة شعبية معتقدين أن الماركسية اللينينية بمثابة مجمر الفاخر الذي سيستريح عليه"طر" الفرق الموسيقية للضرب المباشر في أسوار القصر الملكي على طريقة المنجنيق الفارسي، كان الملك الحسن الثاني يستقبل " شعب العيطة والغناء " الذي قالت عنه التحليلات الماوية والماركسية -اللينينية أنه منفصل عن العرش ولا بد من الكلام فيه وعنه لمواجهة الملك العلوي.
لكن شعب العيطة والغناء الشعبي لم يكن أبدا ليتخذ اللعبي وأنفاسه إماما والصلاة خلفه. بطلت الإمامة، لكن التسيد ما فارق اللعبي فكانت حركة إلى الأمامغير أنها كانت بدون وراء.
استشكل الأمر على الكثير. لا شعب خلف الأمام [ منظمة إلى الأمام ]. فحتى الشعراء والروائيين يفهمون في فيزياء الكوانطا وقت العماء الإيديولوجي..
غادر محمد خير الدين وتبعه الطاهر بنجلون..واستقبلت السجون " تقنيو" [سوفل ] وإلى الأمام، عبد الحميد أمين، ابراهام السرفاتي..وشاعر ربما آثر الشعر وكان من الممكن أن يكون خريج قناطر أو مناجم أو فلاحة..إنه صاحب الشمس تحتضر..[ ديوان شعري لعبد اللطيف اللعبي ]
وفي سنة 1999 ستموت الشمس ويغادر الحسن الثاني إلى جوار ربه.
فبعد أن تعذر عليه قتل الحسن الثاني بواسطة استجماع " أنفاسه " في مجلة souffles وبعد محاولات إلى " الأمام " لترك الملك في " الخلف " وحيدا بدون زاد الشعب..سيستعين اللعبي بمسرحية يوجين يونيسكوle roi se meurtليقتل شمس المغرب في 1992...
بعد 7 سنوات سيصل الشعر القاتل إلى الحسن الثاني..
اللعبي كان قاتلا في لبوس شاعر. كان يعتبر لينين نسخة من سليمان القانوني. ولقد أوجد لنفسه مهمة مبعوث تركي مهمته إعادة حادثة اغتيال السلطان السعدي..
كان تروبادورات [ الشعراء الجوالون] القبائل المتنافسة يدخلون إلى القصر الملكي يتغنون ويتصالحون. انتهى صراع عبدة ودكالة بدون حْرْكة تأديبية. وقام بوشعيب الدكالي باستضافة احميدة العبدي في ديو غنائي.
فكان أول غناءهم طلبهم السماء:
ياربي تعفو علينا
بالصلاة تبلينا
احفظنا ؤحن علينا
بجاه الأنبيا
ياربيراه نطلبو ليك
كل شيء بين يديك
تحفظ البيضة ؤلمليك
لْحَسانْ زين السمية.
الديو العبدي – الدكالي كان فخورا بانجاز المصالحة، ومخافة أن يسقط اسميهما من التاريخ قاما بالتعريف بنفسيهما في ختام القصيدة:
ؤرا صاحيب لقصيدة
بوشعيب الدكاليفلمبدا [ في أول الأمر ]
وآحميد ولد عبدة
آه باقيين شفافية [ يقصدان شبابية ].
تأول الحسن الثاني الأمر فبنى ملعب العبدي بالجديدة . مادام بوشعيب الدكالي [ فلمبدا ]
ظهر كثير من الإخوان في الغناء. الكثير منهم استمر إلا إخوان شاومة . لقد طور مجموعة من الشباب موسيقاهم فصاروا جيلاليين ونسي الناس اخوان شاومة جيلاليو البدأ. أما الإخوان بنعكيدة ففضلوا أن ينتسبون للغناء بانتماء أميسي تكريما للأم بدل الأب الذي ترتبط به الأخوة.
ارتضى أولاد بنعكيدة - رغم أنهم يمثلون الأغلبية - برتبة كورال خلف فاطمة بنت الحسين. كان الأمر شبيه بتخلي المستشار غيرهارد شرودر عن منصب المستشارية لأنجيلا ميركيل رغم أغلبيته العددية؛ لكن من كان ليتأول الأمر في المغرب ويسلم الرياسة للمرأة ؟
كانت فاطمة الزحافة قد غنت الواد الواد..
ومذاك الحين أصيب المخبرون وأجهزة الدولة السريةبخيبة السبق في اقتناص معلومات سرية عن المناوئين للنظام .
غنت فاطمة الزحافة وكشفت الكثير..
راه في دمنات
راه في دمنات آمامي
شوفيا انعمل سكرا
والتعربيطة مع لبنات.
راه في دمنات
عدو الحسن الثاني محمد لبصري المنحدر من دمنات أصر منذئذ على إضافة لقب لفقيه. حتى لا يشار إليه كمعني بكلام فاطمة الزحافة.
راه فالصحرا أمامي
راه فالصحراء أمامي
شوفيا نعمل سكرا
وتعربيطة مع زهرة
راه فالصحرا..
في ذالك الوقت كان بنسعيد أيت ايدر يعقد تحالفاته النضالية في منطقة خبر رمالها.. وحينما سيموت رجل اسمه " مايوحال " سيرثيه آيت سعيد بكلمة في قاعةالإجتماعات التابعة لعمالة آكادير اداوتنان: لقد كان المقاوم "مايوحال" يستعمل جميع الوسائل بما فيها رشوة الضباط الإسبان بقراعي ديال الشراب..
راه فالشعبة آمامي
راه فالشعبة
شوفيا نعمل سكرا
وتعربيطة مع الشهبة
راه فالشعبة..
كان أحرضان قد تزوج " شهبة " فرنسية، وكلما " لزمه الحال " يهدد: غادي انطلع لجبل..
كان القدر كفيلا بأن يتولى مواطنون عاديون الإخبارغنائيا عن مكان اختباء المعارضين..لاحقا سيكتب محمد الرايس عن معارضين مخمورين زهوانيين لم يكونوا بحاجة لتأهيل سياسي للقبول بالأمر الواقع.
أنا يا نا مي
أنا ولكار لحمر
غادي لمولاي عْمَرْ
غادي
بالحنة والتمر
فالعكبة كا يطفى لعمر
هكذا غنت، بنبرة حزينة، الحاجة الحمداوية سنة 1965، وهي ذات السنة التي " طفا فيها لعمر"، عُمْرُ المهدي بن بركة . في يديه حفنة حناء وثمر.. كان راكبا " كار " الثورة الحمراء..زمنئذ كان ماركسيو المغرب يعتبرون " هافانا " مولاي عْمَرْ الثورة الإشتراكية..