Wednesday 14 May 2025
سياسة

الخبير الأمني الطيار يسلط الضوء على الأصول التاريخية والثقافية لطوارق مالي.. (1\3)

الخبير الأمني الطيار يسلط الضوء على الأصول التاريخية والثقافية لطوارق مالي.. (1\3) محمد الطيار
في هذا الجزء الأول من التحليل الذي خص به محمد الطيار، باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، جريدة "أنفاس بريس"، يتحدث فيه عن الجذور التاريخية والثقافية للمعضلة الأمنية فـي منطقة أزواد..

يعني‭ ‬إسم‭ ‬أزواد في‭ ‬لغة الطوارق‭ ‬(تماشق)‭ ‬«الحوض»،‭ ‬أي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬جغرافيا‭ ‬أخفض‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتقع‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬التي‭ ‬ينتشر‭ ‬فيها‭ ‬الطوارق، فضلا‭ ‬عن‭ ‬عرقيات‭ ‬أخرى،‭ ‬شمالي‭ ‬جمهورية‭ ‬مالي‭ ‬بمحاذاة‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬الموريتانية،‭ ‬وعلى‭ ‬الشرق‭ ‬منها‭ ‬تقع‭ ‬جبال‭ ‬أدرار‭ ‬أيفوغاس‭ ‬المحاذية‭ ‬للحدود‭ ‬النيجرية‭ ‬والجزائرية،‭ ‬ويفصل‭ ‬بين‭ ‬منطقتي‭ ‬أزواد‭ ‬وأدرار‭ ‬أيفوغاس‭ ‬ووادي‭ ‬تلمسي.

وتشمل‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬ولايات تمبكتو وغاو وكيدال‭ ‬ومينكا‭ ‬وولاية‭ ‬تاودني‭ ‬المستحدثة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬إقليم‭ ‬أزواد‭ ‬822‭ ‬ألف‭ ‬كلم‭ ‬مربع‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬66%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬مالي‭ ‬الكلية البالغة‭ ‬مليونا‭ ‬و‭ ‬240ألف‭ ‬كلم‭ ‬مربع،‭ ‬وتعادل‭ ‬مساحة‭ ‬الإقليم‭ ‬مجموع‭ ‬مساحتي‮ ‬فرنسا وبلجيكا معا‭.‬

‭‬ويسود‭ ‬الإقليم‭ ‬مناخ‭ ‬صحراوي‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬صحراوي،‭ ‬ومعظم‭ ‬أراضيه‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬وتسودها‭ ‬الكثبان‭ ‬الرملية،‭ ‬ويحتوي‭ ‬باطنها‭ ‬على‭ ‬بحيرات‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬وتتغذى‭ ‬الوديان‭ ‬والبحيرات‭ ‬الموسمية‭ ‬من‭ ‬فيضانات‭ ‬نهر النيجر‭.‬ 

السياقات  التاريخية والإثنية للمعضلة الأمنية في منطقة أزواد 
ترجع‭ ‬الجذور‭ ‬التاريخية‭ ‬العميقة‭ ‬للمعضلة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد،‭ ‬إلى‭ ‬الخصومات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬دامت‭ ‬قرونا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سكان‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬وجنوبها‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭ ‬نفسه‭ ‬ولا‭ ‬تجمعهم‭ ‬هوية‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة،‭ ‬فالعلاقة‭ ‬المتأزمة‭ ‬بين‭ ‬الطوارق‭ ‬والسلطة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭. ‬فخلال‭ ‬القرون‭ ‬الماضية‭ ‬سجل‭ ‬المؤرخون‭ ‬صفحات‭ ‬تبرز‭ ‬العلاقة‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬طبعت‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬الحقب‭ ‬التاريخية،‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬مثلا‭ ‬المؤرخ‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬السعدي،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬«تاريخ‭ ‬السودان‭ ‬ص‭  ‬65،‭ ‬أن‭ ‬حاكم‭ ‬السنغاي»‭ ‬سن‭ ‬علي»دخل‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬873‭ ‬ه»‭ ... ‬في‭ ‬تنبكت‭ ‬(تنبكتو)‭ ‬في‭ ‬رابع‭ ‬رجب‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬خامسه‭ ‬وهي‭ ‬رابع‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬خامس‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬دخوله‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬عمل‭ ‬فيها‭ ‬فسادا‭ ‬عظيما‭ ‬جسيما‭ ‬كبيرا‭ ‬فحرقها‭ ‬وكسرها‭ ‬وقتل‭ ‬فيها‭ ‬خلقا‭ ‬كثيرا‭ ‬(...)‭ ‬فاشتغل‭ ‬الظالم‭ ‬الفاسق‭ ‬بقتل‭ ‬من‭ ‬بقي‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬تنبكت‭ ‬وأهانتهم‭ ‬وزعم‭ ‬أنهم‭ ‬أحباء‭ ‬التوارق‭ ‬وخاصتهم‭ ‬فأبغضهم‭ ‬.«‭ ‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬الطوارق‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬ألذ خصوم‭ ‬الممالك‭ ‬المالية،‭ ‬حيث‭ ‬سيطروا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬تنبكتو‭ ‬خلال‭ ‬القرنين‭ ‬الميلاديين‭.‬16‭ ‬و14،‭ ‬بل‭ ‬وسيطروا‭ ‬أحيانا‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الشمال‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقب،‭ ‬وظل‭ ‬ملوك‭ ‬مالي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكمهم‭ ‬يرسلون‭ ‬حملات‭ ‬عسكرية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الطوارق‭ ‬عليهم،‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يجعلون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬مناطق‭ ‬الطوارق‭ ‬عند‭ ‬إخضاعها‭ ‬ولاة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬صنهاجة‭. ‬فخلال‭ ‬زيارة‭ ‬ابن‭ ‬بطوطة‭ ‬للمنطقة‭ ‬سجل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬«تحفة‭ ‬النظار‭ ‬في‭ ‬غرائب‭ ‬الأمصار‭ ‬وعجائب‭ ‬الإسفار»،‭ ‬الجزء‭ ‬الرابع،‭  ‬ص‭  ‬235  - 279،‭ ‬أن‭ ‬والي‭ ‬ملك‭ ‬مالي‭ ‬على‭ ‬الطوارق‭ ‬ليس‭ ‬منهم،‭ ‬ولم‭ ‬يذكر‭ ‬أنهم‭ ‬يتولون‭ ‬أي‭ ‬وظيفة‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬القضاء‭.‬

وقد‭ ‬اختلف‭ ‬المؤرخون‭ ‬في‭ ‬الأصول‭ ‬العرقية‭ ‬للطوارق،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬أرجع‭ ‬أصلهم‭ ‬إلى‭ ‬العرب،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬السعدي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬«تاريخ‭ ‬السودان»‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬«الحلل‭ ‬الموشية‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬أخبار‭ ‬المراكشية»،‭ ‬أنهم‭ ‬يرفعون‭ ‬أنسابهم‭ ‬إلى‭ ‬حمير‭ ‬من‭ ‬اليمن،‭ ‬أما‭ ‬ابن‭ ‬خلدون،‭ ‬وبعد‭ ‬تطرقه‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بالأصل‭ ‬العربي‭ ‬للبربر،‭ ‬يذهب‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬يقول: "وأما‭ ‬القول‭ ‬بأنهم من‭ ‬حمير‭ ‬من‭ ‬ولد‭ ‬النعمان‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مضر‭ ‬بن‭ ‬عيلان‭ ‬فمنكر‭ ‬من‭ ‬القول،‭ ‬وقد‭ ‬أبطله‭ ‬إمام‭ ‬النسابين‭ ‬والعلماء‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬حزم،وقال‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الجمهرة‭ ‬ادعت‭ ‬طوائف‭ ‬من‭ ‬البربر‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬ومن‭ ‬حمير،‭ ‬وبعضهم‭ ‬ينسب‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬بن‭ ‬قيس‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬باطل‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه،‭ ‬وما‭ ‬علم‭ ‬النسابون‭ ‬لقيس‭ ‬بن‭ ‬عيلان‭ ‬ابنا‭ ‬إسمه‭  ‬برا‭ ‬أصلا"،‭  ‬«تاريخ‭ ‬ابن‭ ‬خلدون»،‭ ‬الجزء‭ ‬السادس،‭ ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬بيروت ‭ ‬2000‭ ‬م‭  ‬(ص‭ ‬116‭ ‬إلى‭ ‬.(128 ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد يقول‭ ‬أيضا‭  ‬المؤرخ‭ ‬الفرنسي‭ ‬أميل‭ ‬فيليكس‭ ‬غوتييه‭ ‬(1864 -  1940 م): "والبربر‭ ‬يقطنون‭ ‬المغرب‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬أصلهم‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬قدموا‭ ‬وأكثر‭ ‬الافتراضات‭ ‬احتمالا‭ ‬أنهم‭ ‬أتوا‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬نحو‭ ‬المغرب"‭. ‬أ‭.‬ف‭.‬غوتييه‭  ‬«ماضي‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا»،‭ ‬مؤسسة‭ ‬تاوالت‭ ‬الثقافية - 2010م‭. ‬ص‭ ‬19‭. ‬ومن‭ ‬الدراسات‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬تربط‭ ‬الطوارق‭ ‬بصنهاجة‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬تذكر،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعمر‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الرومان‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬42‭ ‬ق-‭ ‬م،‭ ‬ومن‭ ‬بعدهم‭ ‬الوندال‭  ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬427‭ ‬م،‭ ‬والذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬وطيلة‭ ‬قرون‭ ‬أعمالا‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الوحشية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المغاربة‭ ‬أنذاك،‭ ‬فصادروا‭ ‬الأراضي‭ ‬الخصبة‭ ‬وطردوا‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬مع‭ ‬تحويل‭ ‬الملاك‭ ‬إلى‭ ‬مؤاجرين،‭ ‬مع‭ ‬فرض‭ ‬نظام‭ ‬السخرة‭ ‬والضرائب‭ ‬الثقيلة‭ ‬وممارسة‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستعمار،‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬هجرات‭ ‬متتالية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬القبائل‭ ‬الأمازيغية‭ ‬نحو‭ ‬الجنوب‭ ‬والصحراء‭ ‬وما‭ ‬وراءها‭ ‬ووسط‭ ‬النيجر‭ ‬وشمال‭ ‬غانا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬موجات‭ ‬رئيسة‭ ‬من‭ ‬الهجرات‭ ‬المشكلة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬صنهاجة‭ ‬المغرب:‭ ‬
المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الهجرات،‭ ‬تشكلت‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬لمطة‭ ‬ولمتنونة‭ ‬والملثمين‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬هوارة،‭ ‬وقد‭ ‬قطنت‭ ‬الواحات‭ ‬الصحراوية‭ ‬شمال‭ ‬نهر‭ ‬النيجر‭. ‬

المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬اتجهت‭ ‬نجو‭ ‬الجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬النيجر‭ ‬وأسست‭ ‬مدينة‭ ‬أودغوست‭ ‬(توجد‭ ‬أطلالها‭ ‬اليوم‭ ‬ضمن‭ ‬ولاية‭ ‬الحوض‭ ‬الغربي‭ ‬في‮ ‬موريتانيا الحالية)،‭ ‬وقد‭ ‬شكلوا‭ ‬طيلة‭ ‬وجود‭ ‬إمبراطورية‭ ‬غانا‭ ‬عمدة‭ ‬الحكم‭ ‬والمسيطرين‭ ‬الفعليين‭ ‬عليه‭.‬

أما‭ ‬المجموعة‭ ‬الثالثة‭ ‬فكانت‭ ‬بعد‭ ‬اكتساح‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الوندال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬الميلادي،‭ ‬واتجهت‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬مدينة‭ ‬غاو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬«كوكيا»‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬حاليا‭. ‬

وقد‭ ‬اختلف‭ ‬تعريف‭ ‬الطوارق‭ ‬حسب‭ ‬السياقات‭ ‬التاريخية‭ ‬والجغرافية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المرجح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إسم‭ ‬الطوارق‭ ‬هو‭ ‬تحريف‭ ‬في‭ ‬لسان‭ ‬المشارقة‭ ‬«بالطاء‭ ‬بدل‭ ‬التاء»‭ ‬لكلمة‭ ‬توارك،‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬قبيلة‭ ‬تاركة‭ ‬الصنهاجية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستوطن‭ ‬قديما‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬بالصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدعى‭ ‬أنذاك‭ ‬وادي‭ ‬تاركا‭ ‬«يكتب‭ ‬بحرف‭ ‬الكاف‭ ‬أو‭ ‬الجيم»،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬أبي‭ ‬عبيد‭ ‬البكري‭ ‬«المتوفى‭ ‬سنة‭ ‬487‭ ‬هـ»‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬«المغرب‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬بلاد‭ ‬افريقية‭ ‬والمغرب»،‭  ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬«المسالك‭ ‬والممالك»،‭ ‬دار‭ ‬الكتاب‭ ‬الإسلامي‭ ‬القاهرة،‭ ‬ص‭ ‬164 : «من‭ ‬وادي‭ ‬درعة‭ ‬خمس‭ ‬مراحل‭ ‬إلى‭ ‬وادي‭ ‬تارجا‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬الصحراء»،‭ ‬أما‭ ‬الحسن‭ ‬الوزان‭ ‬«ليون‭ ‬الإفريقي»‭ ‬فقد‭ ‬خصص‭ ‬فصلا‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬«وصف‭ ‬إفريقيا»،‭ ‬عنوانه‭ ‬«الصحراء‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬شعب‭ ‬تاركة»‭. ‬

ويفضل‭ ‬الطوارق‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬إسم‭ ‬«إيماجغن»‭ ‬أو‭ ‬«اتماشق»،‭ ‬وهما‭ ‬مرادفان‭ ‬لكلمة‭ ‬أمازيغ‭ ‬ومعناها‭ ‬الرجال‭ ‬الأحرار،‭ ‬وبحكم‭ ‬مجاورتهم‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬وللأفارقة‭ ‬الزنوج‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬صار‭ ‬الطوارق‭ ‬شعبا‭ ‬مهجنا‭ ‬يجمع‭ ‬في‭ ‬دمائه‭ ‬أعراقا‭ ‬أمازيغية‭ ‬وعربية‭ ‬وأفريقية‭ .‬

وينقسم‭ ‬الطوارق‭ ‬إداريا‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين:‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬طوارق‭ ‬الغرب‭ ‬ويسكنون‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬تمبكتو،‭ ‬والثانية‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬طوارق‭ ‬الشمال‭ ‬الكثيرة‭ ‬العدد،‭ ‬ومنها‭ ‬قبائل‭ ‬«إموشق»‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬مع الجزائر والنيجر،‭ ‬وقبائل‭ ‬«إفوغاس»‭ ‬وتعني‭ ‬«الشرفاء»،‭ ‬وينتسبون‭ ‬إلى‭ ‬أشراف‭ ‬مدينة‭ ‬تافيلالت‭ ‬المغربية،‭ ‬كما‭ ‬ينتسبون‭ ‬إلى‭ ‬ذرية إدريس‭ ‬الأول‭ ‬مؤسس‭ ‬دولة‭ ‬الأدارسة،‭ ‬وينتشرون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النيجر‭ ‬والجزائر،‭ ‬أما‭ ‬العرب‭ ‬فيتوزعون‭ ‬على‭ ‬قبائل‭ ‬أهمها‭ ‬قبيلة‭ ‬«كنتة»‭ ‬وقبيلة‭ ‬«البرابيش»،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قبائل‭ ‬«تلمسي»‭ ‬و«إداوعلي»‭ ‬و«أولاد‭ ‬إدريس»‭. ‬

ويتكون‭ ‬المجتمع‭ ‬الطوارقي،‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬حوالي‭ ‬35%‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد،‭ ‬من‭ ‬إتحادات‭ ‬كبيرة‭ ‬(كونفدراليات)‭ ‬تتكون‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القبائل،‭ ‬وكل‭ ‬قبيلة‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬طبقات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬وظيفي. ‬ومن‭ ‬الاتحادات‭ ‬القبلية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬هناك‭ ‬إيموشاغ‭ ‬أويلمدن‭ ‬أي‭ ‬محارب‭ ‬أويلمدن،‭ ‬كل‭ ‬السوق‭ ‬«تنطق‭ ‬كلسوك»،‭ ‬كل‭ ‬إينصار،‭ ‬كل‭ ‬أدرار،‭ ‬شامايناس،‭ ‬كل‭ ‬إيغص،‭ ‬شيفن،‭ ‬كل‭ ‬غزاف،‭ ‬إيدنان،‭ ‬إيفوغاس،‭ ‬تاغاتملت،‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭  ‬منها‭ ‬تنضوي‭ ‬عشرات‭ ‬القبائل‭ ‬الفرعية‭.‬

وتصنف‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القبائل‭ ‬عل‭ ‬أساس‭ ‬وظيفتها‭ ‬الأساسية‭ ‬ضمن‭ ‬الإتحاد،‭ ‬فهناك‭ ‬أولا‭ ‬النبلاء،‭ ‬أو‭ ‬إيماجغن‭ ‬بالأمازيغية،‭ ‬وهم‭ ‬القادة‭ ‬السياسيون‭ ‬وهناك‭ ‬المحاربون‭ ‬أو‭ ‬إيموشاغ،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬بالأساس‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬يقاتل‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬البقية،‭ ‬ونجد‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬أويلمدن،‭ ‬وأهل‭ ‬العلم‭ ‬والفتوى‭ ‬أو‭ ‬إنسلمن‭ ‬ووظيفتهم‭ ‬طلب‭ ‬العلم‭ ‬والإفتاء‭ ‬وتعليم‭ ‬أبناء‭ ‬القبيلة،‭ ‬ومنهم"‭ ‬كل‭ ‬تاداماكت‭ ‬/كلسوك"،‭ ‬والحدادون‭ ‬ومعهم‭ ‬جميع‭ ‬الحرفيون‭ ‬ويسمون‭ ‬بالأمازيغية‭ ‬إنهظن،‭ ‬وهناك‭ ‬قبائل‭ ‬تمارس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬داخل‭ ‬الاتحادات‭ ‬القبلية،‭ ‬حيث‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والقتال‭ ‬كقبيلة‭ ‬كل‭ ‬إينصار‭.‬

وقد‭ ‬وصل‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬مع‭ ‬الحملات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬تمزغ‭ ‬أغلبهم‭ ‬وصاروا‭ ‬من‭ ‬الطوارق‭ ‬ثقافيا‭. ‬وقد‭ ‬تعزز‭ ‬حضور‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬كمكون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬مع‭ ‬توسع‭ ‬دولة‭ ‬السعديين‭ ‬المغربية،‭ ‬التي‭ ‬أرسلت‭ ‬عددا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬والحرفيين‭ ‬والصناع‭ ‬فاستقروا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ومع‭ ‬التواجد‭ ‬المغربي‭ ‬زاد‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬موجة‭ ‬هجرة‭ ‬عربية،‭ ‬حيث‭ ‬حلت‭ ‬بالمنطقة‭ ‬قبيلة‭ ‬كنتة‭ ‬العربية‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬لتشكل‭ ‬نواة‭ ‬أبرز‭ ‬قبيلة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر،‭ ‬وكان‭ ‬منها‭ ‬أشهر‭ ‬العلماء‭ ‬والقضاة‭ ‬الذين‭ ‬عرفتهم‭ ‬المنطقة‭. ‬وقد‭ ‬شكل‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تمبكتو‭ ‬أيام‭ ‬ازدهارها‭ ‬تقريبا‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬السكان‭.‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬تمبكتو‭ ‬أشهر‭ ‬مدينة‭ ‬أسسها‭ ‬الطوارق‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬11‭ ‬ميلادي،‭ ‬وإحدى‭ ‬أهم‭ ‬عواصم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن،‭ ‬حيث‭ ‬تمر‭ ‬عبرها‭ ‬القوافل‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬والشرق‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الأندلس‭ ‬والمغرب‭ ‬ومصر‭ ‬وبغداد‭ ‬والحجاز،‭ ‬ومن‭ ‬الجنوب‭ ‬من‭ ‬غانا‭ ‬وغينيا‭ ‬وساحل‭ ‬العاج‭ ‬ونيجيريا،‭ ‬وكانت‭ ‬مدينة‭ ‬تمبكتو‭ ‬أيضا‭ ‬مصدرا‭ ‬للذهب‭.‬

ويجد‭ ‬عرب‭ ‬أزواد‭ ‬حاليا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الموريتانيين‭ ‬وإلى‭ ‬الصحراويين‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬والساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬ووادنون‭ ‬ومنطقة‭ ‬محاميد‭ ‬الغزلان،‭ ‬إذ‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬مثلهم‭ ‬العربية‭ ‬باللهجة‭ ‬الحسانية‭ ‬فهم‭ ‬يشتركون‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬خصائصهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬كاللباس‭ ‬وأسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬والعادات‭ ‬الغذائية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭. ‬ويقدرون‭ ‬بحوالي‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬وينحدر‭ ‬البرابيش‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الرحامنة‭ ‬نواحي‭ ‬مراكش،‭ ‬(ينتسبون‭ ‬كقبيلة‭ ‬الرحامنة‭ ‬إلى‭ ‬رحمون‭ ‬بن‭ ‬رزق‭ ‬بن‭ ‬أودي‭ ‬بن‭ ‬حسان)‭ ‬ويقطنون‭ ‬منطقة‭ ‬تنبكتو،‭ ‬كما‭ ‬تنحدر‭ ‬كنتة‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬تجاكانت‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬استوطنت‭ ‬منطقة‭ ‬تندوف‭ ‬تم‭ ‬توزعت‭ ‬مابين‭ ‬منطقة‭ ‬لقصابي‭ ‬(في‭ ‬نواحي‭ ‬مدينة‭ ‬كلميم‭ ‬بالمغرب)‭ ‬وولاتة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الشرقية‭ ‬من‭ ‬موريتانيا،‭ ‬وتقطن‭ ‬فروعا‭ ‬منها‭ ‬منطقة‭ ‬غاو،‭ ‬يضاف‭ ‬إليهما‭ ‬اتحادية‭ ‬"كلنتصر"‭ ‬وهي‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬اتحادية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إتحادية‭ ‬لبرابيش‭ ‬وإتحادية‭ ‬كنتة،‭ ‬والتي‭ ‬انصهر‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القبائل‭ ‬ذات‭ ‬الأصل‭ ‬الصنهاجي‭ ‬الأمازيغي،‭ ‬وتنقسم‭ ‬هذه‭ ‬الاتحاديات‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬قبائل‭ ‬فرعية،‭ ‬ونجد‭ ‬كذلك‭ ‬عرب‭ ‬تيلمسي‭ ‬الذين‭  ‬ينتشرون‭ ‬من‭ ‬وادي‭ ‬تيلمسي‭ ‬حتى‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬غاو‭.‬

وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬اقتصاد‭ ‬الطوارق‭ ‬تاريخيا‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬والرعي‭ ‬واستغلال‭ ‬مناجم‭ ‬الملح،‭ ‬كما‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬السياحة‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصاد‭ ‬مدينتي‭ ‬تمبكتو‭ ‬وغاو،‭ ‬المسجلتان‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬لليونيسكو‭. ‬ويعبر‭ ‬نهر‭ ‬النيجر‭ ‬مناطق‭ ‬الطوارق‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬مسافة‭ ‬850‭ ‬كلم‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬مؤهلاتها‭ ‬الزراعية،‭ ‬كما‭ ‬تتوفر‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مخزونات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬والذهب،‭ ‬وتتوفر‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬مخزون‭ ‬مائي‭ ‬باطني‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬الثروات،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الأمنية‭ ‬جعلت‭ ‬المنطقة‭ ‬تعيش‭ ‬كسادا‭ ‬تجاريا‭ ‬وسياحيا‭.‬

كما‭ ‬تضم‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬عرقيات‭ ‬من‭ ‬الزنوج‭ ‬أهمهما‭ ‬«السنغاي»‭ ‬ولغتهم‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬البمبارة‭  ‬«لغة‭ ‬الزنوج‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مالي»‭ ‬والفُلانية،‭ ‬ويسكنون‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬غاو‭ ‬والنيجر،‭ ‬لكن‭ ‬الحكومات‭ ‬المالية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬توطينهم‭ ‬بشمال‭ ‬مالي‭ ‬فأعطتهم‭ ‬أراضي‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬أزواد‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬تمبكتو‭ ‬وغاو،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاربة‭ ‬التوجهات‭ ‬الانفصالية‭ ‬عند‭ ‬الطوارق،‭ ‬والنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأساسي‭ ‬للسنغاي‭ ‬هو‭ ‬تجارة‭ ‬المواشي،‭ ‬ونسبتهم‭ ‬إلى‭ ‬مجموع‭ ‬سكان‭ ‬إقليم‭ ‬أزواد‭ ‬حوالي‭ ‬30%‭.‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬«الفُلان»‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬حوالي‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬أزواد،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬قبائل‭ ‬مرتحلة‭ ‬زنجية‭ ‬مختلطة‭ ‬بالبيض،‭ ‬وأقدم‭ ‬موطن‭ ‬لهم‭ ‬هو‭ ‬حوض السنغال‭ ‬وموريتانيا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتشروا‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬ويسكن‭ ‬أكثرهم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭. ‬ويعيش‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الرعي‭ ‬وينتشرون‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الزراعية،‭ ‬ويتحدثون‭ ‬باللغة‭ ‬البولارية‭ ‬أو‭ ‬الفولانية‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬تكتب‭ ‬بالحرف‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬مجيء‭ ‬المستعمر‭ ‬الفرنسي‭.‬