الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

ارتسامات مشارك في قافلة الحقيقة والذاكرة إلى مدينة فجيج

ارتسامات مشارك في قافلة الحقيقة والذاكرة إلى مدينة فجيج مشاركون في قافلة الحقيقة والذاكرة إلى مدينة فجيج
شاركت في القافلة التي نظمها المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وجمعية تأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة بتنسيق مع جمعية النهضة وعائلات الضحايا والحركة الحقوقية يومي 26 و27 ماي 2023 إلى مدينة فجيج تخليدا لذكرى أحداث مارس 1973 تحت شعار حتى لا ننسى: فجيج الحقيقة والذاكرة.
فرغم أنني انحدر من المنطقة، ولي معرفة لا بأس بها بتاريخ وجغرافية الإقليم، إلا أنه بمجرد ما وجهت لي الدعوة للمشاركة عبرت عن موافقتي بالإيجاب لعدة اعتبارات: لتجديد الروابط الانسانية التي نسجتها مع مناضلات ومناضلين من قصور فجيج السبعة، ولاستكمال البحث الأكاديمي حول موضوع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولملأ البياضات التي تركها التقرير النهائي لهيئة الانصاف والمصالحة والذي لم يشر للأحداث التي عرفها الإقليم بالشكل الكافي سنة 1959 و1963 و1973.
لقد كنت آمل أن ألمس الترجمة الفعلية لبرنامج جبر الضرر الجماعي على المواطنين، لكنني لمست أن التنمية لازالت معطوبة، وأن الفوارق المجالية لازالت قائمة، وأن أبسط الخدمات الصحية منعدمة بفعل الخصاص الدائم للأطر الصحية. وهنا استحضر كلمة اللجنة المحلية بفجيج والتي قارنت بين الوضع في قطاع الصحة قبل 1973 وبعدها وبينت الفرق المهول بين ما كان وما صار إليه الوضع.
لقد عاينت بأم عيني حجم الجراح: ففي كل بيت شهيد او مختطف أو منفي أو معتقل، (يوس ووزان بلقاسم وحمو وصنهاجي وقصيصر وزايدي وزايد وبوتخيل والميد وساعة ولالي ومهاوش وحاجة وحلومي واللائحة طويلة بحجم جراح الوطن).
فمن خلال الزيارات الميدانية أنصت بإمكان لشهادات الضحايا ولمن عايشوا الأحداث او شاركوا فيها، وكلها أجمعت على أن الحقيقة لازالت لم تكتمل بعد وأن الانصاف لازال مطلبا قائما بالنسبة للضحايا وذويهم والمنطقة.
علاوة على ذلك، فقد عاينت أيضا المشاركة الوازنة للمرأة في فعاليات القافلة، فحضور المرأة وبالأخص الفجيجية كان ملفتا: لقد حضرت كضحية مباشرة وغير مباشرة.... حضرت كأم وأخت وزوجة وقريبة وجارة لتعطي بذلك دلالة قوية على أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان سنة 1973 طالت الجميع وأجهزت على الأخضر واليابس، وأن الجميع معني بالمصالحة الشاملة التي من ركائزها معرفة الحقيقة وجبر الضرر الفردي والجماعي والاعتذار وحفظ الذاكرة.
لن يفوتني في ختام هذه الارتسامات أن أنحني اجلالا أمام القيم النبيلة التي جسدها أهل فجيج بكرمهم وتضامنهم: لقد فتحوا بيوتهم أمام المشاركين والمشاركات في احتضان قل نظيره وهو ما سيوطد اللحمة والعلائق أكثر ويترك أثرا طيبا لدى كل مشارك إو مشاركة.
وفي المحصلة، فان القافلة الحقوقية التي نظمت إلى فجيج نهاية الأسبوع الماضي قد نجحت بالفعل في النبش في الذاكرة ووضعت لبنة أخرى في مسار المصالحة.